ذكر تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن المهاجرين الإثيوبيين الى اليمن يتعرضون للسطو والتعذيب من قِبل مسلحي تجار البشر.. وقالت "هيومن رايتس ووتش" في تقرير لها نُشر في 25 مايو: إن الأثيوبيين وغيرهم من المهاجرين الذين يصلون إلى اليمن يتم اعتقالهم وتعذيبهم على أيدي المتاجرين بالبشر الذين يقومون بذلك من أجل ابتزازهم وأخذ فدية من أسرهم والتي يمكن أن تصل إلى أكثر من ألف دولار. وقالت المنظمة في تقريرها المعنون ب (معسكرات التعذيب في اليمن): إن عدد المهاجرين الأفارقة في مدينة حرضاليمنية وصل إلى 8000 خلال الفترة من يناير إلى مارس. وقالت: إن إساءة معاملة المهاجرين من قِبل المتاجرين بالبشر في اليمن تكوّن في مناخ يتميز بالإفلات من العقاب. وغادر سينتايهو بيينيه إثيوبيا بغرض العمل وكسب المال والبدء في أعمال النجارة، لكن انتهى به المطاف أسيراً في اليمن, حيث القليل مما يملكه سرقه تُجار البشر الذين كانوا يحملون أسلحة كلاشينكوف، ويقول إنه تم انتزاعه من سفينة تحمل مهاجرين عندما وصلت إلى السواحل اليمنية وثم نقلته عصابة مسلحة إلى مخيم في الصحراء, تعرض للضرب والاحتجاز لمدة تسعة أيام مع حوالي 30 شخصاً آخرين. ولكي يتم إطلاق سراحه أُضطر إلى تسليم 1400 بر إثيوبي ما يعادل 72 دولار أمريكي كان يحملها. وتواصل الصحيفة الأميركية في تقريرها بالقول: بعد ذلك عبر إلى السعودية المجاورة لليمن حيث الأجور هناك في بعض الأحيان تكون أكثر من ضعف ما يتحصله في إثيوبيا، إلا أنه تم ترحليه بعد شهر واحد عندما شنّت السلطات السعودية حملة على المهاجرين غير الشرعيين. وفي مقابلة اجريت معه في 22 مايو الماضي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، قال سينتايهو: "لقد سرقوني وضربوني. أخذوا مني كل ما كنت أملكه من مال"، متذكرا المعاملة التي تعرض لها في المخيم في شمال اليمن قبل خمسة أشهر. وفقا لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" فإن سينتايهو ربما تعرض لمعاملة خفيفة. سينتايهو، الذي تُوفيت زوجته العام الماضي بسبب سرطان الثدي، يحتاج إلى 50000 بر إثيوبي لشراء أدوات والبدء في مشروع نجارة أو مرسم في إثيوبيا، والدخل الشهري الذي قد يكسبه هو 5000 بر اثيوبي لإعالة نفسه وابنته البالغة من العمر أربع سنوات.. كان يكسب 80 براً يومياً في مواقع البناء في العاصمة الاثيوبية حيث تنتشر الشركات والفنادق ومراكز التسوق؛ لكنه قال إن ذلك لم يكن كافياً لاحتياجاته. أحد الشهود الذين استشهدت بهم "هيومن رايتس ووتش" قال: إن الخاطفين يضعون عُلب المياه على عيون الرجال ويضغطون عليها. التعذيب هو إحدى المخاطر التي يواجهها آلاف الاثيوبيين الذين يسافرون للبحث عن عمل في شبه الجزيرة العربية، حيث يمكن للخادمات كسب 200 دولار في الشهر مقارنة ب90 دولار في وظيفة لدى الحكومة الإثيوبية. وارتفع عدد المهاجرين عبر خليج عدن هذا العام حتى بعد أن شرعت السعودية في عمليات الترحيل الجماعي للعمال غير الشرعيين؛ لأنها تمثل الوجهة الرئيسية لمعظم المهاجرين. في حين بدأت السعودية في طرد 160000 من العمال الاثيوبيين غير الشرعيين في نوفمبر، فإن عدد المهاجرين عبر البحر من جيبوتي أو الصومال إلى اليمن قد زاد إلى 8356 مهاجراً في أبريل فقط بنسبة 56 بالمائة عن العام الماضي. حوالي 82 بالمائة من الواصلين كانوا اثيوبيين. تقول نويلا باراسا، المتحدثة باسم مركز الهجرة الإقليمية في كينيا: "بعض المهاجرين أعادوا محاولة الهجرة بعد ترحيلهم من السعودية واليمن خلال العامين الماضيين"، وتقول باراسا: "الفجوة في العمالة بعد عمليات ترحيل واسعة ربما تكون هي السبب في التحفيز على الهجرة". يقول المتحدث باسم الخارجية الاثيوبية دينا مفتي: إن بلاده قد حظرت مؤقتاً على مواطنيها السفر للعمل في السعودية حتى تتحسن الظروف و"يتم توعية الناس حول مخاطر الهجرة غير الشرعية". وقال في مقابلة عبر الهاتف من أديس أبابا: إنه لم يتم التطرق إلى المعاملة التي يتعرض لها الاثيوبيون في اليمن خلال الاجتماع الذي عُقد مؤخراً بين مسؤولين حكوميين من البلدين، لكن نائب وزير الخارجية اليمني للشؤون السياسية حميد العواضي قال: إن حكومة بلاده تأخذ تقرير هيومن رايتس ووتش "على محمل الجد"، وإنها شكلت لجنة من جميع الجهات المعنية لمناقشة المزاعم التي أوردها التقرير. وقال إن الحكومة اليمنية تعتزم إصدار بيان رداً على تقرير منظمة هيومن رايتش، لكنه لم يحدد متى سيصدر البيان.