أحيا أنصار الحراك الجنوبي أمس الجمعة في عدد من المدن والبلدات الجنوبية. وفي السياق ذاته حذّر أسامة سالمين موفق (عضو الهيئة الشرعية للإفتاء والإرشاد, خطيب ساحة الحرية والاستقلال بمدينة الشحر بمحفظة حضرموت) من كارثة اقتصادية وإنسانية قادمة, بسبب افتعال الأزمات كانعدام الوقود والغاز , فضلاً عن الانقطاعات المتواصلة والمتكررة للتيار الكهربائي. وقال خلال خطبتي الجمعة التي أُطلِق عليها" معاً لإفشال مخرجات الحوار اليمني": نحن نحكي مأساة شعب ساءت أحواله , وتبطلت أعماله , وشلت الحياة فيه , ممَّا ينذر بكارثة اقتصادية وإنسانية لم تشهد البلد مثلها , والعالم يتفرج على هذه الأوضاع الإنسانية". وبيَّن الشيخ أسامة في خطبته هدف السلطات من افتعال الأزمات بالجنوب مؤكداً أن هذه الأعمال والممارسات, إنما الهدف منها إيصال رسالة للجنوبيين مفادها أن هذا هو ثمن التحرير الذي تطالبون به , هذا ثمن تمردكم على نظام صنعاء, فحكومة صنعاء كما يقول تفرض العقاب الجماعي على أرض الجنوب. وتساءل الشيخ بقوله: أيعقل أن يكون في بلدٍ نفطي مثل هذه الأزمة الخانقة في الوقود؟ لنشهد توقُّف الحركة والسير, وطوابير للسيارات تملأ كل المحطات في حين يباع الديزل وبأسعار خيالية لمحطات وهمية وفي النهاية تسكب عوائدها في جيوب المتنفدين؟! كما تطرق أيضاً إلى الممارسات التي يقوم بها النظام للقضاء على ثورة شعب الجنوب مبتدئاً بشراء الذمم والضمائر , مروراً بتدمير المنشئات والمصانع والشركات والمؤسسات والتعاونيات الجنوبية , وانتهاءً بتصفية كل من يرفض الانقياد له حسبما أفاد. وفي خطبته أيضاً انتقد الشيخ أسامة موفق سياسة التجهيل التي يتبعها النظام اليمني في مناطق الجنوب, الهادفة إلى خلق جيل جنوبي أُمِّي, متخلِّف, لا ينتج, ولا يصنع, ولكن يطيع ويخضع. وانتقد عمليات الغش في الامتحانات التي تُشيعها السلطة متعمدة حد قوله. كما سخِر من ادعاءات حكومة صنعاء الزاعمة أنها وفّرت عدد 30 ألف جندي لضمان سير الامتحانات في حين أن الغش داخل القاعات وحجرات الدراسة, بل وبلغ بهم المدى, أن تُحل الامتحانات للطلاب في إحدى المحافظات بالمايكروفون من الخارج. ودعا الجنوبيين إلى الاهتمام بالعلم والتعليم , وعدم الانجرار خلف سياسة التجهيل المتبعة , مؤكداً بأن الجنوب محتاج لأبنائه الأكفاء ليكونوا أطباء ومهندسين ومعلمين وفنيين وقادة , قادرون على البناء في المستقبل. من جانبه استنكر الشيخ محمد مشدود عضو الهيئة الشرعية الجنوبية في خطبتي صلاة الجمعة التي أُقيمت ظهر امس في الشارع الرئيسي بمدينة المعلا الانقطاعات الكهربائية المتكررة على المواطنين في عدن. وقال بامشدود: إن هناك أطفالاً ونساءً وشيوخاً مصابون بمرض السكر وضغط الدم يعانون كثيراً بسبب الحكومة الفاشلة وأنه يجب على قيادة محافظة عدن أن توفر الكهرباء رأفة بالطلاب الذين يخوضون الامتحانات هذه الأيام. وتطرَّق في سياق خطبتيه إلى المظاهرات التي خرجت في صنعاء وأُحرقت خلالها الإطارات ورفعت شعار "سلام الله على عفاش" إلا أنه لم يسقط قتيل أو جريح فيما عدن لو خرجت تظاهرة في عدن يتم قمعها.. وأشار إلى انه في عهد الرئيس هادي أصبحت جماعة الحوثي تتظاهر في العاصمة صنعاء وقال: خرجوا في 3 تظاهرات تابعة إحداها للإصلاح وثانية للحوثي وثالثة لعفاش وقطعوا الطرقات وأحرقوا الإطارات ولم يسقط منهم قتيل بينما يتم قمع أبناء الجنوب إذا ما خرجوا بتظاهرة. وقال: أحرقوا وقطعوا الخطوط لم يسقط أي قتيل أو جريح في تلك التظاهرات مشيرا إلا أن هناك من الجنوبيين من يقول احمدوا الله ما خرجت المليونيات إلا في عهد هادي, متسائلاً :هل كان يخرج الحوثي خط السبعين والتسعين في عهد عفاش , بل إن كان خروجهم محدوداً عكس كما هو اليوم. وفي محافظة أبين شدد خطيب الجمعة في ساحة الشهيد علي صالح الحدي بزنجبار محمد الأثري أن على الجنوبيين أن يثبتوا ويبرهنوا للعالم أنهم صفاً واحداً وآن زمن الفرقة والشتات قد ولّى إلى حيث رجعه في إشارة منه إلى المؤتمر الجامع الذي يجري الإعداد له وأن قوة الجنوبيين في وحدتهم وتماسكهم وأنه آن الأوان لنقول: لا للمخطئ, لا لمن يبحث عن شق صف الجنوبيين, لا لمن يريد تغذية الخلافات, وأن نتمسك ونعتصم بحبل الله تعالى مصداقاً لقوله تعالى: ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) وأضاف مخاطباً الزعامات والقيادات التي تدّعي الوصاية على الجنوب أين عهدكم للشهداء والجرحى بأن تكونوا صفاً واحداً. إلى ذلك وعقب الانتهاء من أداء صلاة الجمعة خرجت جموع غفيرة في من أبناء مدينة خنفر تعبر عن صمودها واستمرارها في التصعيد الثوري. وطالب أبناء خنفر المنظمات الحقوقية والدولية حماية شعب الجنوب من هذا الاحتلال المتخلف. وعبّر أبناء خنفر مجدداً عن سخطهم من انقطاع التيار الكهربائي والمياه وقضاء أيامهم بحثاً عن الماء ولياليهم تحت الشموع. وخلال خطبة الجمعة بجامع الصحابة بالضالع للشيخ لطفي علي مانع تحدث الخطيب عن الأوضاع المأساوية التي وصلت إليها المحافظة بسبب ما أسماه العقاب الجماعي الذي فرضه الجيش والسلطة في صنعاء . كما وجّه في خطبته رسالتين هامتين، الأولى كانت للحزب الاشتراكي وأعضاء الحزب الذين يحاولون مسك زمام الأمور والعودة إلى السلطة باسم شعب الجنوب وعلى حساب دماء الشهداء والجرحى والمعتقلين وهذا ما أكده فضيلته بأن شعب الجنوب يرفضهم جملتا وتفصيلا ويرفض سياستهم الهادفة إلى توطيد الاحتلال اليمني للجنوب. الرسالة الثانية وجهها لشعب الجنوب وقال: "إننا جميعا ننتمي لهذا الشعب العظيم"، ودعاهم إلى عدم الالتفات للمتساقطين إلى أحضان السلطة في صنعاء وحذرهم من أن ينالوا من إرادتهم وعزتهم وشموخهم وصفائهم ونقائهم وقال لا تلفتوا لعباد الدولار المتاجرين بدماء الشهداء. وقال: عليكم يا أبناء الجنوب أن تقفوا بحسم وقوة أمام المتساقطين؛ لأن القضية الجنوبية وهدفها لا يمكن التلاعب بهما من أي جهة أو من كان يكون, فالوطن أكبر من كل شيء.