كشفت مصادر مطلعة ل" أخبار اليوم" أن جهود عدد من قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام من مسؤولي الدولة تمكنت يوم أمس من تخفيف الاحتقان والتوتر الحاصل بين الرئيس عبد ربه منصور هادي وسلفه علي عبد الله صاحل رئيس المؤتمر الشعبي العام بعد أن وصل الخلاف بين الرجلين إلى ذروته يوم أمس الأول إثر قيام الحرس الرئاسي بمحاصرة جامع الصالح ومطالبة حراسة صالح بإخلاء الجامع والسماح لهم بتفتيشه الأمر الذي رفضته حراسة صالح حتى مساء أمس الأحد. وأوضحت المصادر أن جهود الوساطة التي قامت بها شخصيات مؤتمرية وحكومية أسفرت عن قبول الرئيس هادي وصالح بمقترح قدمته تلك الشخصيات، حيث تضمن ذلك المقترح تشكيل لجنة برئاسة يحيى بن علي الراعي رئيس مجلس النواب والدكتور/ أحمد عبيد بن دغر نائب رئيس الوزراء وزير الاتصالات وتقنية المعلومات وتكون مهمة هذه اللجنة تفتيش جامع الصالح نتيجة الادعاءات والمزاعم التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام والتأكد من خلو الجامع من أي أسلحة أو معدات عسكرية. كما تضمن المقترح أن تقوم هذه اللجنة بوضع دراسة لإعادة إدارة المسجد من قبل وزارة الأوقاف مع وجود حراسة تابعة لقوات الحماية الرئاسية كون الجامع في منطقة حساسة متاخمة لدار الرئاسة. ويأتي هذا المقترح وقبول كل من هادي وصالح به بعد ساعات من تصريح مصدر بالهيئة الإدارية لجامع الصالح رحب فيه بلجنة تحقيق وتقص رسمية، وبالصحفيين والاعلاميين بالاطلاع والتثبت عياناً من موجودات الجامع وملحقاته نتيجة الإشاعات والأكاذيب بحسب وصف المصدر الذي نفى في الوقت ذاته جملة وتفصيلاً صحة ما تناقلته بعض وسائل الإعلام، مستنكراً في الوقت ذاته إقحام الجامع ضمن أدوات صراع عبثي مغرض وتصفية لحسابات خاصة، الجامع ليس مكاناً لها . واستنكر المصدر في الهيئة الإدارية لجامع الصالح الحصار العسكري المفروض على الجامع لليوم الثاني على التوالي، مؤكداً أنه لا يوجد في الجامع أي غرفة عمليات مزعومة أو سراديب وأنفاق سرية أو مخازن بوازيك وصواريخ وأسلحة كما تروج بعض وسائل الإعلام، مطالبا الصحفيين والإعلاميين أن يتوجهوا إلى الجامع ويتحققوا بأنفسهم كما شاءوا وأن يعاينوا عن كثب وعلى ارض الواقع حقيقة ما يوجد وما يشاهدونه. وحول ما اذا كان قد طلب منهم أو أبلغوا نزول لجنة تحقيق من قبل؟ نقلت وكالة "خبر" التابعة لصالح عن المصدر قوله :" لم يطلب منا شيء كهذا من قبل ولم نشعر وكنا سنرحب إذا طلب منا ذلك في أي وقت دون تردد. وأضاف: انه تم إبلاغهم مؤخرا بعد قيام قوات الحماية بحصار الجامع ومنع وقطع الشوارع حول الجامع بأن رئيس مجلس النواب الشيخ/ يحيى الراعي ونائب رئيس الوزراء وزير الاتصالات الدكتور/ أحمد عبيد بن دغر سوف يزوران الجامع إلا أنهم لم يصلوا بعد، مؤكدا أنه لا يوجد أي سلاح داخل الجامع سوى السلاح الشخصي الذي يحمله أفراد حراسة الجامع، مشيراً إلى أنه لم يسمح بإدخال الطعام لهم منذ يوم أمس. هذا وكانت مصادر مطلعة قد أكدت للصحيفة أن أفراد الحماية الرئاسية التابعة للواء الأول قد انسحبوا مساء أمس من محيط جامع الصالح وأبقت قيادة الحماية الرئاسية على الأفراد التابعين للواء الثالث بقيادة العميد عبد الرحمن الحليلي.. كما يأتي هذا المقترح بعد أن احتشد مسلحون قبليون مناصرون لصالح في المناطق المحيطة بميدان السبعين ودار الرئاسة وجامع الصالح وجاءوا من محافظات متفرقة كتعبير عن احتجاجهم من قيام الحرس الرئاسي بمحاصرة جامع الصالح. إلى ذلك نقلت صحيفة "المدينة" السعودية عن مصدر في الرئاسة اليمنية أن استلام ادارة وحراسة جامع الصالح كإجراء احترازي من قبل الحماية الرئاسية, خشية من استهداف الرئيس هادي من منارات الجامع المطلة على دار الرئاسة اليمنية. وأضاف المصدر: هذه الإجراءات جاءت بناء على معلومات استخباراتية مؤكدة بوجود قناصة مقيمين بشكل دائم في منارات (مآذن) الجامع يمكنها استهداف الرئيس هادي وقنصه في مقره بدار الرئاسة أو أثناء الدخول والخروج منه أو المرور بجوار الجامع.