طالب رئيس فريق الأشراف الوزاري على امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية بمحافظة عدن طالب قيادة وزارة التربية واللجنة العليا للامتحانات بالتحقيق في عملية تسرُّب أسئلة الامتحانات وإعلان لطلاب الثانوية نتائج التحقيق للرأي العام. وأعلنت التربية تأجيل امتحانات القسمين العلمي والأدبي في مواد الجبر والهندسة والجغرافيا لطلاب الثانوية العامة أمس الأول في عموم محافظات الجمهورية باستثناء محافظة عمران نظراً للظروف التي تمر بها، وجاء ذلك بعد تسرب أسئلة الامتحانات. وأشار القباطي في تصريح ل" أخبار اليوم " إلى أن تأجيل امتحانات مواد الجبر والهندسة والجغرافيا تسبب في قلق نفسي لدى الطلاب الذي يؤدون الامتحانات، مشدداً على ضرورة محاسبة من تسبب في تسرب أسئلة الامتحانات. ولفت القباطي إلى أنه وحتى مساء أمس لم يتضح ما إذا كان تم تسريب الأسئلة من المحافظات أم من المطابع السرية، مؤكداً أنه تم بحث الملفات في محافظة عدن ووُجِدت سليمة، مشيراً إلى أنهم تحركوا فور وصول بلاغ الوزارة وقاموا بعلمية فحص الملفات التي كانت لا تزال في الحقائب، وقال إنه لا يستبعد أن يكون التسريب قد تم من محافظة أخرى، موضحاً أن مهمته فحص المظاريف الخارجية. وأشار القباطي خلال تصريحه للصحيفة إلى أن اللجوء لتأجيل الامتحانات في جميع المحافظات نظراً لاعتماد 3 نماذج فقط لكافة محافظات الجمهورية. وأوضح أن مظاريف الامتحانات في المواد التي تم تسريب أسئلة الامتحانات فيها ستحال إلى الوزارة لمعرفة من المتسبب وإن كانت عملية التسريب قد تمت في المحافظات أثناء التوزيع. وحول سير العملية الامتحانية لهذا العام أوضح القباطي أن العملية تسير من سيئ إلى أسوأ، مشيراً إلى أن ظواهر الغش والتجمهر والامتحانات والتهديدات لا تزال موجودة. وقال القباطي إن وسائل التكنولوجيا استخدمت في ظاهرة الغش بشكل كبير حيث يتم الغش عبر برامج الوات ساب والفايبر من الهواتف النقالة. ونوه الى إحالة مجموعة من التربويين المخلين بالعملية الامتحانية بعدن إلى التحقيق. ولفت إلى أن الوزارة لم تتخذ إجراءات رادعة ضد من تم التحقيق معهم في تعز العام الماضي وثبت تورطهم في الإخلال بالعملية الامتحانية، فيما أحرمت الوزارة الطلاب الذين مُررت ضدهم محاضر بعليمات غش، معتبرا تهاون التربية في ذلك سبباً في انتقال العملية الامتحانية من سيء إلى أسوء. وأشار إلى أن عدن تشهد حالات غش يومي، وقال إن عملية العش تصنف إلى غش منظم وغش فوضوي يقوم الطلاب خلاله بالخروج بالدفاتر إلى الشوارع إلا أن هذا الصنف الأخير قد تم الحد منه بشكل كبير حد قوله مستدركاً بأن الغش المنظم لا زال مستمراً داخل اللجان. وحذّر القباطي من أن ظاهرة الغش تهدد مستقبل اليمن, معتبراً مكافحة ظاهرة الغش لا تقل أهميةً عن مكافحة الإرهاب. من جهتها اعتبرت الأستاذة/ كريمة مرشد المدير العام السابق لمكتب التربية والتعليم بمديرية الشيخ عثمان بمحافظة عدن أن تفشّي ظاهرة الغش ستؤدي إلى خلق جيل معوَّق فكرياً. وقالت في تصريح ل"أخبار اليوم": إن وزارة التربية والتعليم قد ارتكبت جريمة في حق الطلاب والطالبات على مستوى الجمهورية بتأجيل الامتحانات الى قبل حلول شهر رمضان بيوم واحد بحجة تسرُّب الأسئلة, مؤكدةً أن عملية تسرب الأسئلة على مستوى الجمهورية لأول مرة تحدث في اليمن وقالت: إنه يجب على وزير التربية والتعليم وكل القائمين في الوزارة أن يقدموا استقالتهم وتتم محاسبتهم. وأشارت إلى أن تفشِّي ظاهرة الغش بمحافظة عدن عمل مقصود؛ نتيجةً لفقدان الأضلاع الثلاثة؛ التربية والمجتمع والأسرة, وأنها نِتاج للوضع العام الذي يعيشه المجتمع, مشيرةً إلى أن السلوك المجتمعي وسلوك أولياء الامور بعدن قد تغيّر, حيث يحضرون إلى اللجان ومنهم دكاترة في الجامعات وقادة كبار في الجيش إلى قاعات الامتحانات من أجل أن يقوموا بعملية الغش لأولادهم ,وذلك بسبب الانفلات الأمني الذي تشهده المحافظة حد قولها. وحمّلت السلطة المحلية بالمحافظة المسؤولية إزاء صمتها عمّا يجري من تفشٍ للغش في قاعات الامتحانات, لافتةً إلى أن محافظة عدن بحاجة الى 20 سنة أخرى لتغيير السلوك باعتبار أن هوية الشباب قد طُمِست نتيجة تفشي ظاهرة الغش والتي تُعد جريمة تُرتَكَب في حق طلاب وطالبات محافظة عدن. واعتبرت السنوات العشر الماضية قد أنتجت جيلاً معوقاً فكرياً, وذلك نِتاج لمُخرجات العملية التعليمية والتربوية باعتبار مدخلات العملية غلط , لذلك فإن مخرجاتها ستكون (100%) غلط حسبما ترى كريمة مرشد.