للشهر الثالث على التوالي منذ أضرب عمال النظافة بمديرية المحابشة محافظة حجة ولم تحرك الجهات المعنية ساكنا ، فيما النفايات تنمو وتزيد يوما بعد آخر حتى أصبحت مدينة المحابشة مليئة بالأوبئة المختلفة التي تسببت في انتشار الأمراض بين الناس وخاصة الملاريا نتيجة تزايد البعوض في المنطقة جراء تلك النفايات. حيث تنذر تلك النفايات بكارثة بيئية كبيرة ستتسبب في أمراض فتاكة إذا لم يوضع لها حد ، وبحسب عمال النظافة فقد أكدوا في تصريح ل"أخبار اليوم" بأن لهم أكثر من أربعة أشهر لم يتسلموا مرتباتهم ويتلقون المماطلة والوعود يوما بعدآخر مما اضطرهم إلى الإضراب عن العمل حتى تسلم مستحقاتهم ، التي لا تزيد عن عشرين ألف ريال قابلة للخصم الضريبي والخصم الخاص بالإدارة بمسميات مختلفة. وشكى العمال من تعرضهم لجملة من التعسفات الإدارية خلال السنوات الماضية التي باسمها تهضم حقوقهم المالية لدرجة ان أكثرهم لا يتسلمون من ما يسمى بمرتبات سوى عشرة ألأف او تزيد قليلا ، ومن تلك التعسفات الخصم من مرتباتهم إذا ما تعرضت أي أداة من أدوات عمل النظافة "مكانس -عربيات- وغيرها " لأي عطل بحكم العمل كما يتم تغريمهم بذلك إلى جانب أنهم لا يسمح لهم بالإجازة المرضية وإذا ما مرض أحدهم يتعرض للخصم باسم غياب بدلا من ان يتم مساعدة المريض وذلك بإرساله إلى المستشفى على الاقل لتلقي العلاج على نفقة الإدارة "أشغال المديرية" ، وذكر عمال النظافة بأنهم تعرضوا لاختلاس مبالغ مالية منهم باسم رسوم بطاقة العمل وذلك مبلغ "خمسة آلاف ريال " على كل شخص ، مطالبين في الوقت ذاته بمحاسبة المتسببين في تأخر مستحقاتهم وإيقاف التعسفات التي يواجهونها بين الحين والآخر ، ويؤكد العمال بأن إدارة الأشغال العامة بالمديرية -الجهة المعنية بالاشراف على النظافة - لا تتعاون معهم في تسهيل مهامهم بأي شكل من الأشكال كما انه لم تصرف لهم أدوات السلامة من كفوف بلاستيكية وجزمات خاصة بأعمالهم وغيرها من الأدوات اللازمة لممارسة أعمالهم في نظافة الأسواق ورفع المخلفات وهو ما يتسبب في إلحاق كثير من الأضرار والمتاعب والامراض أثناء العمل. وبالمقابل نجد ألوان الجبايات المختلفة باسم رسوم النظافة التي تجبى من أصحاب المحلات التجارية والمطاعم في المديرية إلى جانب ما يضاف على فواتير الكهرباء من رسوم نظافة تصل -بحسب تقديريات مصادر مطلعة- شهريا "مابين خمسمائة إلى ستمائة ألف ريال " فيما تكشف دفاتر حسابات الوحدة الحسابية بالمديرية عن توريد ما يقارب "ثلاثمائة ألف ريال " فقط خلال العام 2008م ، كما يؤكد ذلك التلاعب في إيرادات النظافة بالمديرية مصدر رسمي في صندوق نظافة المحافظة -فضل عدم ذكر اسمه- بان أشغال المحابشة لم تلتزم بتوريد ما تم ربطه عليها منذ العام الماضي وذلك مبلغ "ثلاثمائة ألف ريال شهريا " حيث لا يتم توريد سوى مابين تسعين إلى مائة ألف ريال"فقط مشيرا إلى ان مديرية المحابشة قد حظيت بدعم في مجال النظافة أكثر من مركز المحافظة والتي تملك خمسة قلابات لنقل النفايات بينما يملك مركز المحافظة أربعة قلابات إلا انهم لا يجيدون استخدامها -بحسب المصدر- كما يؤكد بأن إدارة النظافة بالمديرية فاشلة في عملها. من جهته نفى مدير أشغال المحابشة عبدالله العرجلي "رئيس لجنة التخطيط والمالية بالمجلس المحلي بالمديرية" أن يكون هناك توقف عن أعمال النظافة في المديرية متهما جهات حزبية بما أسماه "بالزوبعة أو بالمطقطقين " التي تثار حول النظافة في المديرية ، وقال " والله ياأخي لم نسرق أحد منذ أن عملت في هذه الإدارة ". وبين إضراب العمال وتراكم النفايات يكون الجو مرتعا للأوبئة والأمراض في ظل صمت من السلطات المحلية وهو ما يستدعي تدخلا عاجلا من قبل قيادة المحافظة والتي بات من الضروري أن تتخذ قرارا بإدخال مدينة المحابشة ضمن مقاولات شركة النظافة التي تعمل في مركز المحافظة وبعض المدن الثانوية بالمحافظة وذلك رحمة بالناس واستشعاراً بالمسؤلية تجاه مواطني المحابشة. .