خسر الانقلابيون في شمال اليمن، العشرات من قياداتهم الميدانية، التابعة لمليشيات الحوثيين، وضباط بالحرس الجمهوري الموالي للرئيس المخلوع، وذلك في غارات جوية نوعية، نفذها التحالف العربي على تحركات ومخابئ المليشيات بمحافظة صعدة، فيما تصاعدت الموجهات بين الانقلابيين والقوات المشتركة، في مناطق حدودية عدة، الأيام القليلة الماضية، في حين زعم الانقلابيين سيطرتهم على جبل الدخان. وشهدت الحدود السعودية اليمنية، الأيام القليلة الماضية، مواجهات ساخنة بين الانقلابيين الذين صعدوا هجماتهم على المملكة بالتزامن مع موسم الحج، والقوات المشتركة السعودية التي أحبطت عشرات الهجمات وتصدت بفاعلية عالية لمحاولات التسلل والصواريخ والمقذوفات التي تطلق من الأراضي اليمنية، فيما تمكن الطيران العربي تصفية العشرات من قيادات الحوثيين وضباط الحرس الجمهوري الموالي للمخلوع في عمليات نوعية ودقيقة. تصاعد الهجمات بالتزامن مع موسم الحج كثفت مليشيا الحوثي والمخلوع هجماتها على الأراضي السعودية، الأسبوع الماضي، وتزامن ذلك التصعيد مع انشغال الدولة السعودية بكل أجهزتها العسكرية والأمنية في تأمين المناطق المقدسة وحماية حجاج بيت الله الحرام، من أي محاولات تستهدف شعائر الحج خصوصاً مع تصاعد الهجمات الإيرانية والانتقادات الموجهة للمملكة. وحاول الانقلابيون في اليمن، استغلال موسم الحج، لصالحهم وتحقيق مكاسب عسكرية على الأرض في العمق السعودي، وتحقيق مكسب سياسي لحليفتهم إيران التي دفعت بإعلامها الناطق بالعربية منذ وقت مبكر، ليؤكد أن المشاعر المقدسة باتت في مرمى الصواريخ الباليتسية التي يمتلكها الانقلابيون في شمال اليمن، وكان ذلك واضحاً في نشرات الإذاعة الفارسية التي تناولت بشكل لافت إطلاق الحوثيين وقوات المخلوع صاروخ باليستي «بركان 1» («سكود» معدل محلياً) على منطقة الطائف المجاورة لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة. وقامت العشرات من المجموعات المسلحة بهجمات عنيفة على قرى ومناطق سعودية حدودية مقابلة لمحافظة صعدة، تركزت أعنف الهجمات على مناطق سعودية بنجران وعسير، حيث نفذ الانقلابيون بحسب مصادر «أخبار اليوم» 36 محاولة تسلل، و23 هجوماً على مواقع مراقبة متقدمة للجيش السعودي في عسير ونجران، وهذه العمليات والمحاولات فقط من عيشة عيد الأضحى الموافقة مساء الأحد 12 سبتمبر الجاري، وحتى أمس الجمعة. لم يحقق الانقلابيون في هجماتهم شيئاً يذكر على الأرض، لكنهم وعبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي كادوا أن يحتلوا مدينة نجران الجنوب وسيطروا على مواقع عسكرية في نجران منها –حسب المزاعم – موقع «نهوقة» العسكري و«الطلعة» و«الشبكة» و«الشرفة». منفذ «علب» و«الربوعة» شكلت مديرية باقم بمحافظة صعدة بطبيعتها الجغرافية المتداخلة مع محافظة «ظهران الجنوب» بمنطقة عسير، مركزا عسكرياً هاماً للانقلابيين في هجماتهم على الحدود السعودية بشكل عام، ومنطلقا للمجاميع العسكرية التي حاولت صبيحة عيد الأضحى المبارك (الإثنين 13سبتمبر) السيطرة على منفذ «علب» الحدودي الواصل بين باقم وظهران الجنوب، كما نجحت المليشيات في عمليات تسلل إلى أطراف مدينة «الربوعة» الحدودية ما مكنهم من إطلاق مقذوفات صاروخية من المرتفعات الجبلية على المناطق السكنية في الربوعة ومواقع الجيش السعودي. في المقابل تعاملت القوات المشتركة بتكتيك مختلف مع الهجمات حيث استدرجت الانقلابيين إلى مناطق مستوية، ليلقوا حتفهم قصفاً بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا أو قنصاً خلال عمليات تمشيط ومطاردة نفذتها طائرات الأباتشي ومقاتلات حربية أخرى تابعة للحرس الوطني السعودي، فسقط العشرات من المسلحين (جثتاً خاوية) قرب منفذ علب وعلى التلال المطلة على مدينة الربوعة، ما زالت جثث بعضهم في مكانها حسب شهود عيان للصحيفة . وقالت المليشيات إنها أطلقت عشية العيد صاروخا باليستيا نوع «قاهر1» على قاعدة خالد بن عبد العزيز في خميس مشيط بمنطقة بعسير، فيما أعلن التحالف اعتراض الصاروخ وإسقاطه بمنظومة «باتريوت» الدفاعية، ورصد منصة الإطلاق وتدميرها بغارات للتحالف العربي على محافظة صعدة. هجمات «الخوبة» واحتلال «جبل الدخان» بجازان واصلت المليشيات هجماتها على مركز «الخوبة» بمحافظة الحرث بجيزان، كما تواصل القصف المدفعي والصاروخي المتبادل بين المليشيات في بلدات قطابر ومنبه وشدا والقوات المشتركة في محافظات بني مالك وفيفاء والعارضة، حتى ساعات متأخرة الليلة الماضية، وبشكل متقطع خلال أيام العيد، فيما زعمت المليشيات الجمعة، سيطرتها بشكل كامل على جبل الدخان السعودي، بعد مواجهات عنيفة خلال الأيام الماضية، وهو ما نفته السعودية مؤكدة إفشال زحف للانقلابيين في حدود جازان وسقوط 25 قتيلا من المهاجمين وعشرات الجرحى. وظلت منطقة «الخوبة» وما يحاذيها من المناطق اليمنية، في أيام العيد ساحة للمواجهات، والتي تمتد منذ انتهاء الهدنة الهشة بين القبائل والسعودية، إلا أن المواجهات تصاعدت منذ مطلع شهر سبتمبر الجاري، حيث أفشل الجيش السعودي ثلاث محاولات وهجمات للانقلابيين على مركز الخوبة، وتمكن من أسر عشرات المسلحين بينهم قائد ميداني وقناصة وجنود من قوات الحرس الجمهوري الموالي للرئيس المخلوع. وأعلن الانقلابيون- مساء الجمعة- سيطرتهم بشكل كامل على موقع جبل الدخان العسكري السعودي، وقتل ضباط سعوديين، فيما أعلن الجيش السعودي إفشال هجمات للمليشيات استهدفت جبل الدخان وقتل العشرات من المهاجمين غالبيتهم من الحرس الجمهوري الموالي للرئيس المخلوع. تصفيات لقيادات المليشيات والحرس وكثفت طائرات التحالف العربي عملياتها الجوية على تحركات المليشيات قرب الحدود السعودية، وشنت غارات على مواقع ومعسكرات في عدة بلدات، أسفرت الغارات منذ الإثنين، عن قتل عشرات القيادات والمسلحين الحوثيين وضباط وجنود في الحرس الجمهوري الموالي للرئيس المخلوع. ووجه التحالف ضربة موجعة للانقلابيين، حيث قتل 6 من قيادات المليشيات، أثناء تواجدهم بكهف قرب الحدود السعودية. وذكرت مصادر التحالف أن من بين القتلى، قائد الميليشيات الحوثية في منطقة علب الحدودي «أبو عبدالكريم الحذيفي»، والقائد الميداني «رياض الغيلي». وأشارت إلى أن ضباطا في الحرس الجمهوري قتلوا في تلك الغارات، كما قتل مشرف الإعلام الحربي في مليشيا الحوثي والمخلوع في غارات جوية على صعدة. واستهدفت طائرات التحالف العربي، الخميس، مسؤول التوجيه المعنوي في قوات المخلوع صالح، العقيد/ عبدالله يحيى الصنعاني وعددٌ من مرافقيه أثناء تنقلهم في موكب من سيارتين وطقم في مديرية سحار وسط محافظة صعدة. وعين الصنعاني مؤخراً مسؤولاً عن التوجيه المعنوي لقوات الجيش واللجان الشعبية التابعة للحوثيين في محافظة صعدة. قتل ضابط كبير في الحرس الجمهوري، الخميس (رابع أيام عيد الأضحى المبارك)، في محافظة صعدة، بغارة جوية استهدفت موكبه في مديرية سحار بمحافظة صعدة شمال اليمن. وكان التحالف استهدف الأربعاء، مقر قيادة اللواء 72 مدرع الواقع بمديرية الصفراء، وأسفر القصف عن سقوط قتلى وجرحى بينهم قائد ميداني في اللجان الشعبية الحوثية، وضابط في الحرس الجمهوري يحمل رتبة عميد يدعى «علي الحماسي». استشهاد 5 جنود سعوديين وضابط وكالة الأنباء السعودية «واس» نشرت أنباء عن قيام عدد من المسؤولين السعوديين بتقديم واجب العزاء، لأسر شهداء قتلوا في مواجهات مع الانقلابيين بحدود اليمن، دون أن تذكر تفاصيل عن مكان وزمان الوفاة. وقالت الوكالة إن الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز- وزير الحرس الوطني- قدّم الأربعاء، تعازيه لأسرة أحد الجنود يدعى «البرقاني» الذي قتل بعد إصابته في مدينة «الربوعة» بمنطقة عسير بالقرب من الحدود اليمنية. وقالت «عكاظ» السعودية، الأربعاء، إن محافظ أبو عريش، محمد بن ناصر بن لبدة، نقل تعازي أمير منطقة جازان، ، لأسرة ضابط يدعى أحمد بن حسن عطيف قُتل «أثناء ذوده عن الدين والوطن في الحدود الجنوبية». وذكرت الوكالة السعودية الخميس، أن قائد حرس الحدود بمنطقة جازان اللواء محيا العتيبي، أدى صلاة الميت بجامع قرية الأثلة بمركز قوز الجعافرة بمحافظة صبيا، على الجندي موسى بن محمد دائلي من منسوبي حرس الحدود الذي استشهد بقطاع ظهران الجنوب. وفي خبر آخر، قالت الوكالة، إن مدير شرطة منطقة جازان اللواء/ ناصر بن صالح الدويسي، نقل تعازي ومواساة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده وولي ولي العهد، لأسرة الشهيد وكيل رقيب حمود محمد عواجي، الذي سقط في الحدّ الجنوبي. وبلغ عدد الجنود السعوديين الذين نُشرت أنباء مقتلهم في الإعلام الرسمي والغير الرسمي السعودي،خلال اليومين الماضيين، 5 جنود وضابط واحد، فيما يزعم الانقلابيون أنهم قتلوا ما يزيد عن 15 جنديا سعوديا بينهم قائد كتيبة وعقيد في المدفعية وضابط في الحرس السعودي. بن سلمان يصلي مع قوات التحالف على الحدود فاجأ وزير الدفاع السعودي ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الأمير/ محمد بن سلمان، المهتمين بالشأن اليمني، بظهوره وسط ضباط وجنود التحالف العربي والقوات المشتركة، في صلاة عيد الأضحى، كما كان لافتاً تناوله وجبة الإفطار مع الجنود وتبادل التهاني والمزاح معهم، والتقاط صور السفلي التي لاقت رواجاً على صفحات التواصل الاجتماعي بشكل كبير. وقام بن سلمان بزيارة لمواقع العمليات الميدانية في منطقة جازان واطلع على مستجدات المواجهة في الحد الجنوبي للسعودية مع اليمن، كما زار عمليات التحالف والقوات المشتركة. لكن تلك الزيارة كان لها تأثير مختلف على مليشيا الحوثي والمخلوع التي كثفت قصفها وهجماتها على مناطق جازان ثاني وثالث أيام العيد. كما أظهرت الزيارة الروح المعنوية لدى قوات التحالف المرابطة في الحد الجنوبي للسعودية، حيث اعترض أحد الجنود الكويتيين الأمير محمد بن سلمان، وتعهد في مقطع فيديو نشر على صفحات التواصل، بطاعة أوامر القيادة السعودية والعمل بروح واحدة في مواجهة الانقلابيين. عسيري: قتلى الانقلابيين بالعشرات ولن نكرر مفاوضات الكويت من جهته كشف اللواء/ أحمد عسيري- مستشار وزير الدفاع السعودي، والناطق باسم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن- قال إن القتلى من ميليشيات الحوثيين وقوات صالح على الحدود السعودية-اليمنية يعدون يومياً بالعشرات، مشيراً إلى «محاولات الميليشيات التسلل للحدود السعودية لم تتوقف». وجدد عسيري بأن «الحدود السعودية لم ولن تكون جزءا من أي تسوية في اليمن». وقال إن العناصر الحوثية فقدت عدداً كبيراً من قادتها الميدانيين. واتهم ناطق التحالف العربي الرئيس المخلوع ومليشيا الحوثي بالدفع «بشبان وفتيان إلى الموت على الحدود السعودية»، متسائلاً «ما هي مصلحة القبائل لإرسال أبنائها للموت على الحدود؟». وأكد عسيري أن الحكومة الشرعية والتحالف العربي لن يكررا ما حدث في الكويت من إضاعة للوقت، موضحاً بالقول «ما حصل في الكويت لن يتكرر إلا إذا كانت هناك جدية في الحوار».