طالبات هندسة بجامعة صنعاء يبتكرن آلة انتاج مذهلة ..(صورة)    الخارجية الأمريكية: قواتنا ستواصل عملياتها في اليمن حتى يتوقفوا عن مهاجمة السفن    بين البصر والبصيرة… مأساة وطن..!!    التكتل الوطني: القصف الإسرائيلي على اليمن انتهاك للسيادة والحوثي شريك في الخراب    الجيش الباكستاني يعلن تعرض البلاد لهجوم هندي بعدة صواريخ ويتعهد بالرد    أكثر من 80 شهيداً وجريحاً جراء العدوان على صنعاء وعمران والحديدة    الرئيس المشاط: هذا ما ابلغنا به الامريكي؟ ما سيحدث ب «زيارة ترامب»!    بامحيمود: نؤيد المطالب المشروعة لأبناء حضرموت ونرفض أي مشاريع خارجة عن الثوابت    اليمنية تعلق رحلاتها من وإلى مطار صنعاء والمئات يعلقون في الاردن    الخارجية الإيرانية تدين الهجوم الصهيوني على مطار صنعاء    محمد عبدالسلام يكشف حقيقة الاتفاق مع أمريكا    صنعاء .. وزارة الصحة تصدر احصائية أولية بضحايا الغارات على ثلاث محافظات    تواصل فعاليات أسبوع المرور العربي في المحافظات المحررة لليوم الثالث    التحالف والشرعية يتحملون مسئولية تدمير طائرات اليمنية    الكهرباء أول اختبار لرئيس الوزراء الجديد وصيف عدن يصب الزيت على النار    سحب سوداء تغطي سماء صنعاء وغارات تستهدف محطات الكهرباء    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 52,615 شهيدا و 118,752 مصابا    البدر: استضافة الكويت لاجتماعات اللجان الخليجية وعمومية الآسيوي حدث رياضي مميز    المجلس الانتقالي وتكرار الفرص الضائعة    الوزير الزعوري: الحرب تسببت في انهيار العملة وتدهور الخدمات.. والحل يبدأ بفك الارتباط الاقتصادي بين صنعاء وعدن    النفط يرتفع أكثر من 1 بالمائة رغم المخاوف بشأن فائض المعروض    رئيس مؤسسة الإسمنت يتفقد جرحى جريمة استهداف مصنع باجل بالحديدة    إنتر ميلان يحشد جماهيره ونجومه السابقين بمواجهة برشلونة    سلسلة غارات على صنعاء وعمران    اسعار المشتقات النفطية في اليمن الثلاثاء – 06 مايو/آيار 2025    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الثلاثاء 6 مايو/آيار2025    حكومة مودرن    ريال مدريد يقدم عرضا رمزيا لضم نجم ليفربول    أكاديميي جامعات جنوب يطالبون التحالف بالضغط لصرف رواتبهم وتحسين معيشتهم    تحديد موعد نهاية مدرب الريال    ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!    ودافة يا بن بريك    انقطاع الكهرباء يتسبب بوفاة زوجين في عدن    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    برشلونة يواجه إنتر وسان جيرمان مع أرسنال والهدف نهائي أبطال أوروبا    قرار رقم 1 للعولقي بإيقاف فروع مصلحة الأراضي (وثيقة)    برعاية من الشيخ راجح باكريت .. مهرجان حات السنوي للمحالبة ينطلق في نسخته السادسة    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    الثقافة توقع اتفاقية تنفيذ مشروع ترميم مباني أثرية ومعالم تاريخية بصنعاء    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    الخليفي والمنتصر يباركان للفريق الكروي الأول تحقيق كأس 4 مايو    وزارة الشباب والرياضة تكرم موظفي الديوان العام ومكتب عدن بمناسبة عيد العمال    مليون لكل لاعب.. مكافأة "خيالية" للأهلي السعودي بعد الفوز بأبطال آسيا    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    قدسية نصوص الشريعة    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    أول النصر صرخة    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    المصلحة الحقيقية    مرض الفشل الكلوي (3)    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحرب في عمق البحار
الملاحة الدولية في مرمى خطر الانقلابيين
نشر في أخبار اليوم يوم 10 - 10 - 2016

مثّل حادث استهداف سفينة إماراتية من قبل مليشيا جماعة الحوثيين، في الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول قرب باب المندب، تحولاً لافتاً ينذر بمزيد من التصعيد للحرب الدائرة في اليمن.. وتجددت المخاوف من توقف حركة الملاحة في المضيق الذي يمثل الشريان الأساسي لتوريدات نفط الخليج إلى أوروبا وأنحاء العالم..

استهداف السفينة أثار مخاوف من أن تكون بداية لتصعيد حرب باتجاه البحر، يهدد الملاحة الدولية عبر باب المندب، والذي يشكل شريانا حيويا للتجارة في الدول المطلة على البحر الأحمر، ويمر منه ما يقدر بحوالي 8 في المائة من التجارة العالمية، وأكثر من 21 ألف سفينة سنويا، محملة بشتى أنواع البضائع..
وفيما اعتبر التحالف العربي الحادث مؤشراً على توجه لاستهداف الملاحة الدولية في الممر الدولي، الذي يعد أهم موقع استراتيجي تشرف عليه اليمن.. نبه خبراء اقتصاد من أن الحادثة ستثير قلق شركات الشحن العالمية ومخاوفها من قدرة مليشيا الحوثي على تهديد باب المندب والخط الملاحي الدولي الذي يمر من خلاله مجددا.
الانتقال إلى واجهة الحرب
يعتبر مضيق باب المندب موقعاً استراتيجياً ومهماً للعالم ولدول الخليج ومصر، فهو يقع بين جيبوتي واليمن ليصل بين البحر الأحمر وخليج عدن، لكنه بالنسبة لليمن مجرد ممر بلا فوائد اقتصادية ولا عائدات مالية.. وتزيد تهديدات الحوثيين للملاحة الدولية عبر المضيق احتمالات تدويله وفقدان اليمن أية منافع اقتصادية مستقبلية يمكن أن يقدمها.
مؤخراً انتقل مضيق باب المندب إلى واجهة الأحداث، بعد استهداف قوات جماعة الحوثي الانقلابية في اليمن، الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، سفينة بحرية إماراتية قبالة الممر البحري الدولي الذي تمر عبره عشرات آلاف الناقلات سنوياً، تمثل أساس التبادل التجاري بين آسيا والعالم.
واستهدف الانقلابيون الحوثيون في الأول من أكتوبر الجاري، سفينة بحرية إماراتية قبالة مضيق باب المندب.. وأعلنت قيادة قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن أنها قامت فجر اليوم نفسه بعملية إنقاذ لركاب مدنيين بعد استهداف المليشيات الحوثية للسفينة المدنية (سويفت) التابعة لشركة الجرافات البحرية الإماراتية.
وأوضحت، في بيان، أن السفينة كانت في إحدى رحلاتها المعتادة من وإلى مدينة عدن لنقل المساعدات الطبية والإغاثية وإخلاء الجرحى والمصابين المدنيين لاستكمال علاجهم خارج اليمن، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية.
وأظهر مقطع فيديو بثته قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين لحظة استهداف السفينة، فجر يوم السبت الماضي، الأول من أكتوبر/ تشرين أول، إذ تم رصدها ومتابعتها وتحديد موقعها، قبل استهدافها بصاروخ نتج عنه انفجار كبير
وقال الحوثيون إنها تعرضت لتدمير كامل، بينما كانت تقترب من منطقة المخا الساحلية القريبة من باب المندب، فيما كانت مصادر مقربة من الجماعة قد ذكرت منذ الساعات الأولى للحادثة أنها استهدفت بارجة حربية إماراتية، وفي وقت لاحق تأكد أنها سفينة.
القوات المسلحة الإماراتية أعلنت ، في بيان نقلته وكالة أنباء البلاد الرسمية (وام) أن إحدى سفنها المؤجرة تعرضت ل"حادث في باب المندب في أثناء رحلة العودة من مهمتها المعتادة، قادمة من عدن دون وقوع أية إصابات".
وفي وقت لاحق، من مساء السبت، أعلن التحالف أن "المليشيات الحوثية استهدفت السفينة المدنية (سويفت) التابعة لشركة الجرافات البحرية الإماراتية، التي كانت في إحدى رحلاتها المعتادة من وإلى مدينة عدن لنقل المساعدات الطبية والإغاثية وإخلاء الجرحى والمصابين المدنيين لاستكمال علاجهم خارج اليمن".
قلق ومخاوف إقليمية ودولية
عقب يوم واحد من حادثة السفينة الإماراتية "سويفت"، قالت الحكومة اليمنية إن استهداف مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية للسفينة المدنية (سويفت) التابعة لشركة الجرافات البحرية الإماراتية المستأجرة من قبل التحالف العربي يعتبر تهديدا واضحا للأمن الدولي.
وأكدت الحكومة، في بيان "توجه المليشيا الانقلابية لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف الملاحة الدولية المدنية والسفن الإغاثية في باب المندب" بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية. واعتبرت أن هذه الحادثة "جريمة واضحة، وعملية إرهابية تخالف القوانين الدولية والمبادئ الإنسانية والأخلاقية".
في الثالث من أكتوبر حذر الانقلابيون الحوثيون، جميع السفن من العبور في مياه البحر الأحمر ومضيق باب المندب من دون موافقة مسبقة منهم. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية، في نسختها الخاضعة للحوثيين عن مصدر في القوات البحرية والدفاع الساحلي تهديده باستهداف أي سفينة من القيام بأي أعمال لدول التحالف العربي.
كما حذر المصدر في القوات البحرية من قيام أي سفينة باختراق المياه الإقليمية اليمنية لأي سبب كان، من دون أخذ الأذن المسبق من سلطاتهم. وأكد الحوثيون استهداف السفينة الإماراتية نوع (سويفت)، 1 أكتوبر، بصاروخ نوعي أدى إلى تدميرها أمام سواحل مدينة المخا.
ونبه مراقبون، أن الحادثة ستثير قلق شركات الشحن العالمية ومخاوفها من قدرة مليشيا الحوثي على تهديد باب المندب والخط الملاحي الدولي الذي يمر من خلاله مجدداً.
وبحسب خبراء عسكريين تعتبر عملية استهداف السفينة، عملاً عسكرياً نوعياً، إذ تمكن الحوثيون وحلفاؤهم الموالون للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، لأول مرة من استهداف سفينة تابعة للتحالف قرب باب المندب، بإحداثيات وإصابة دقيقة وثقتها الجماعة بتسجيل مصور..
الأمر الذي فتح الباب للمحللين أمام احتمال أن تكون الجماعة قد حصلت على أسلحة جديدة، في ظل الاتهامات المستمرة الموجهة من السعودية والحكومة اليمنية لإيران بتزويد الحوثيين بالأسلحة والصواريخ.
وكان توقيت الاستهداف من أبرز ما أثار التساؤلات حول الحادثة، إذ إنه جرى استهدافها في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، الذي يوافق الذكرى الأولى لإعلان التحالف السيطرة على منطقة "باب المندب" التابعة إدارياً لمحافظة تعز، بعد مواجهات مع الانقلابيين..
ورغم ذلك، فإن السيطرة الفعلية على الممر الدولي لم تكن للحوثيين أو القوات المتحالفة معهم، بل كان التحالف هو الطرف المسيطر على المياه الإقليمية اليمنية منذ الساعات الأولى لعملياته في اليمن.
ويعتبر باب المندب الموقع الاستراتيجي الأهم الذي يشرف عليه اليمن، وكانت المنطقة القريبة منه وتحديداً مديرية ذباب ساحة معارك متقطعة ترتفع وتيرتها من حين إلى آخر، بين قوات الشرعية والتحالف، التي تحاول التقدم من جهة محافظتي عدن ولحج الجنوبيتين، وبين الحوثيين والقوات المتحالفة معهم، والتي حاولت إعاقة التقدم أكبر قدر ممكن، منذ تصاعد المعارك مطلع أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي.
وعبر التحالف العربي في بيان له عن هذه المخاوف، إذ اعتبر أن استهداف السفينة الإماراتية "مؤشر خطير يؤكد توجه هذه المليشيات لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف الملاحة الدولية المدنية، والسفن الإغاثية، في باب المندب".
ومضيق باب المندب هو الشريان الأساسي لتوريدات نفط الخليج إلى أوروبا وأنحاء العالم الأخرى عبر قناة السويس، ويمر عبر المضيق سنوياً ما يزيد على 21 ألف سفينة محملة بشتى أنواع البضائع. ووفق تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، يمر من خلال مضيق باب المندب ما يربو على 4.7 ملايين برميل من النفط الخام يومياً.
وعلى خلفية حادثة استهداف السفينة الإماراتية أثيرت مخاوف لدى أطراف كثيرة، كما دفع دولاً لإعلان تدخلها، كالولايات المتحدة الأميركية التي اندفعت لتبدي التزامها بحماية الملاحة في باب المندب. وأكد السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر، في الثالث من أكتوبر، أن بلاده ملتزمة بحماية الملاحة البحرية في مضيق باب المندب، وأن على الحوثيين وصالح الكف فوراً عن مثل هذه الاعتداءات على الممرات البحرية الدولية.
وقال تولر خلال لقاء مع وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي: "إن الولايات المتحدة تدين وبشدة إقدام الحوثيين وصالح على استهداف السفينة الإماراتية في باب المندب، وأنها تأخذ ذلك الاعتداء على محمل الجد". واعتبر مراقبون، أن الحادثة ستثير قلق شركات الشحن العالمية ومخاوفها من قدرة مليشيا الحوثي على تهديد باب المندب والخط الملاحي الدولي الذي يمر من خلاله مجدداً.
فانوس الحوثيين السحري
على خلفية حادثة السفينة الإماراتية صعد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن خطته لمكافحة التهريب في الساحل الغربي لليمن.. ومنذ حوالي أسبوع بدأ التحالف، حرباً أخرى ضد التهريب في الساحل الغربي لليمن، بعدما استهداف الحوثيون سفينة بحرية إماراتية.
وكثفت مقاتلات التحالف ضرباتها، على مواقع مليشيات الحوثي وصالح في سواحل مدينة المخا غربي محافظة تعز، تزامناً مع قصفها زوارق يعتقد تورطها عمليات في تهريب أسلحة وبضائع من إيران إلى اليمن. وقصف طيران التحالف، في الثالث من أكتوبر الجاري، قاربا كبيرا في ساحل مدينة المخا محمل بالديزل، كما قصف قارب آخر يُعتقد أنه يهرب معدات قتال.
وقالت مصادر مطلعة إن القارب المستهدف من قبل مقاتلات التحالف مملوك لمهرب يدعى "زميكر"، وهو أحد أبرز مهربي الوقود والسلاح من القرن الأفريقي إلى مواقع المليشيات في سواحل المخا وذوباب غرب اليمن.
وبحسب المصادر فإن المدعو "زميكر" يمتلك محطة بمنطقة "جبل النار" في مديرية "موزع"، تقوم بتزويد عربات عسكرية تابعة للميليشيا بالبنزين والديزل بشكل دائم. مشيراً إلى أن السلطات المحلية لديها معلومات مؤكدة عن تورط "زميكر" في التهريب عبر سفن وزوارق مقابل آلاف الدولارات يتقاضاها من المليشيات الانقلابية.
ولا يزال الحوثيون الذين تعرضوا على ما يقرب من عام ونصف العام لضربات قوات التحالف عربي بقيادة المملكة العربية السعودية، يسيطرون على الموانئ اليمنية على طول ساحل البحر الأحمر، ومنها "الحديدة" و"المخاء" وعلى جزر "كمران" و"حنيش" على البحر الأحمر غرب اليمن.
ويعتبر ميناء المخاء محطة رئيسية لتهريب الخمور والمبيدات الحشرية والسموم الزراعية وتهريب الديزل والدقيق. وازدهرت تجارة التهريب في الساحل الغربي لليمن، رغم الحرب والحظر البحري، الذي تفرضه قوات التحالف العربي على السواحل اليمنية.
وتفيد مصادر أن جماعة الحوثيين تقوم بعمليات تهريب للأسلحة من أرتيريا إلى ميناء "الحديدة"، من خلال قوارب صيد وسفن صغيرة. وبحسب المصادر، فإن إيران لا تزال تقوم بتهريب أسلحة إلى جزر أرتيرية ومن ثم نقلها بواسطة قوارب صيد على شحنات صغيرة إلى الحوثيين.
وأكدت المصادر، أن عمليات التهريب تشمل أسلحة وقطعا للصواريخ ومبالغ مالية ضخمة، وتصل عبر قوارب صيد تابعة للحوثيين أنفسهم، ويتم إدخالها عبر دولتين في القرن الأفريقي، مشيرا إلى أن أبرز عمليات التهريب للأسلحة تتم عبر شخصيات تجارية معروفة، تمتلك تراخيص رسمية بممارسة مهن مختلفة.
وأوضحت أن جماعة الحوثيين تقوم باستغلال أوضاع الصيادين الذين فقدوا أعمالهم منذ بداية الحرب، للقيام بتهريب الأسلحة. وقال المتحدث باسم قوات التحالف العربي أحمد عسيري، مطلع الأسبوع الماضي، إن الحوثيين يستخدمون سفن الصيد في عملياتهم بمضيق باب المندب، معتبراً أن ذلك "مؤشر على العجز" الذي يواجهونه.
وكانت السلطات المحلية في محافظة لحج جنوبي اليمن أعلنت نهاية يوليو/تموز الماضي، عن ضبط كميات من الأسلحة كانت في طريقها إلى مليشيات الانقلاب في سواحل مدينة المخا، غربي تعز. وقال محافظ العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، عيدروس الزبيدي، إن المقاومة الشعبية تمكنت من ضبط سفينة تحمل على ظهرها كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، في منطقة الجزر السبع، قبالة سواحل الصومال وجيبوتي.
وفيما أشار إلى أن الأسلحة كانت متوجهة إلى سواحل مدينة المخا (115 كيلومتراً غرب تعز)، والواقعة تحت سيطرة المليشيات الانقلابية، مؤكداً أن السفينة والأسلحة سقطوا في يد المقاومة الشعبية. كشف محافظ عدن أيضا، عن ضبط المقاومة الشعبية قارب صيد قام بنقل 6 حمولات من السفينة الإيرانية الراسية في المياه الدولية قبالة السواحل الأفريقية.
مطلع يوليو/تموز، قالت مصادر في المقاومة الشعبية، إن مقاتلين أحبطوا عملية تهريب قارباً بحرياً يحمل ألف قطعة سلاح من نوع "كلاشنكوف أسود"، على سواحل منطقة رأس العارة في الصبيحة (جنوب غرب البلاد). وأضافت المصادر أن القارب كان في طريقه إلى ميناء المخا، الذي يسيطر عليه مسلحو جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق.
وفيما ظل مضيق باب المندب محور اهتمام القوى الدولية، لم يجد أي اهتمام في أجندة الأنظمة التي ظلت تحكم اليمن بشطريها الجنوبي والشمالي وبعد أن أصبحت بلداً واحداً. وخلال فترة حكم نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي حكم البلاد لأكثر من ثلاثة عقود، لم يتم الاستفادة من باب المندب سوى في تهريب السلاح والمخدرات والوقود والمهاجرين الأفارقة.
الحوثيون يهددون ملاحة العالم
تجددت المخاوف من توقف حركة الملاحة في مضيق باب المندب، بعد استهداف جماعة الحوثي في اليمن، مطلع أكتوبر الحالي، سفينة بحرية إماراتية قبالة الممر البحري الدولي الذي تمر عبره عشرات آلاف الناقلات سنويا، تمثل أساس التبادل التجاري بين آسيا والعالم.
وكشف اقتصاديون عن إن الحادثة تثير قلق شركات الشحن العالمية ومخاوفها من قدرة مليشيا الحوثي على تهديد باب المندب والخط الملاحي الدولي، الذي يمر من خلاله، مجددا، رغم تعهد التحالف العربي، عقب اعتراض السفينة الإماراتية، بالعمل على تأمين سلامة الناقلات التي تستخدم هذا المعبر.
واعتبر مراقبون استهداف سفينة إماراتية بعد مرور عام وثمانية أشهر على حرب اليمن، بأنها عملية مدروسة يريد الحوثيون من خلالها أن يبعثوا رسالة إلى العالم بأن قوات التحالف العربي وقوات الحكومة اليمنية لم تنجح في تأمين الخط الملاحي الدولي، الذي يمر عبر المضيق.
وألمح قادة وناشطون حوثيون، إلى إمكانية تهديد مضيق باب المندب، كرد فعل على قرار الرئيس هادي نقل البنك المركزي اليمني من العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرتهم، الى العاصمة المؤقتة عدن (جنوب البلاد).
وهدد قيادي حوثي، عقب صدور قرار نقل البنك المركزي، باستهداف اقتصاد الخليج والعالم، في إشارة إلى باب المندب، بحسب مراقبين. وقال يوسف الفيشي، وهو عضو المجلس السياسي الأعلى المشكل بالمناصفة بين الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح، في بيان على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "نقل البنك المركزي سيسبب كارثة للعالم وسيضع أمن واقتصاد دول الخليج العربي في مهب الريح".
في حين قال الناشط الحوثي، عبد الملك الوادعي، إن استهداف السفينة الإماراتية وبالقرب من باب المندب، هو رسالة اقتصادية أكثر منها عسكرية، وخصوصاً أن الحكومة، وبدعم التحالف، بدأت باستخدام الورقة الاقتصادية متمثلة بنقل البنك المركزي.
واعتبر الصحفي والناشط محمد سعيد الشرعبي، أن سيطرة مليشيات الانقلاب على الشريط الساحلي، من الخوخة إلى المخا مرورا بذوباب وصولا إلى منطقة الحريقية في المندب على بعد 15 كيلومتراً من مضيق باب المندب، تشكل خطرا على الملاحة العالمية.
ونقل موقع العربي الجديد عن الشرعبي قوله أن "استهداف سفينة إماراتية رسالة تؤكد فيها المليشيات الانقلابية انتقالها إلى مرحلة استهداف حركة الملاحة في مضيق باب المندب وسواحل محافظة تعز، وقد تستهدف ناقلات النفط مستقبلا".
أهمية إستراتيجية
"إن من يمتلك مفاتيح باب المندب وهرمز لا يحتاج إلى قنبلة نووية".. بهذه العبارة لخص الرئيس اليمني أهمية مضيق باب المندب في تصريحات سابقة.. ووفق تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، يمر من خلال مضيق باب المندب ما يربو على 4.7 ملايين برميل نفط خام، يومياً، تمثل نحو 5.4% من إجمالي إنتاج العالم من الذهب الأسود.
ورغم القتال على الساحل الغربي لليمن، إلا أن ناقلات النفط وسفن الشحن ظلت تتحرك مند بداية الحرب بحماية قوات من التحالف العربي. لكن استهداف سفينة للبحرية الإماراتية قد يغير المعادلة، ويثير المخاوف لدى شركات الشحن العالمية وأيضا لدى دول الخليج النفطية.
ونبه خبراء اقتصاد من إن أسوأ الاحتمالات أن تؤدي الحرب إلى إغلاق مضيق باب المندب، وهو ما يحول دون وصول ناقلات النفط من الدول الخليجية إلى قناة السويس وخط "سوميد" لنقل النفط من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط. وأوضحوا أن المخاوف من سيطرة الحوثيين على باب المندب، أو حتى استهدافهم سفناً حربية أو بحرية، قد يدفع أسعار النفط العالمية إلى الارتفاع.
ويعتقد مراقبون أن أهمية مضيق باب المندب لدول الخليج النفطية وللمصالح الدولية، هي سبب الاهتمام الدولي بالشأن اليمني، وهي أحد الدوافع لقيام الدول الخليجية بمناهضة جماعة الحوثيين الموالية لإيران، التي تسعى إلى بسط نفوذها على المنطقة.
وتشهد المناطق المطلة على مضيق باب المندب، منذ 20 سبتمبر/أيلول الماضي، معارك طاحنة بين قوات الشرعية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، والقوات الموالية للحوثيين، التي تستميت لاستعادة سيطرتها على الممر الملاحي الدولي.
ويشكل المضيق نبض الحياة بالنسبة لقناة السويس التي تدر على مصر ما يزيد على 5 مليارات دولار سنويا. وتجدد الاشتباكات في منطقة باب المندب، ووقوع حادث السفينة الإماراتية، قد يدفع شركات التأمين العالية لإعادة تقييم مخاطر الطريق الملاحي الذي يمر بهذا المضيق، وبالتالي يمر بقناة السويس، مما يعني أن فرض رسوم إضافية على شركات الشحن البحري أصبح محل دراسة من شركات التأمين، وفق مخاوف مسئولين مصريين.
ويشير رئيس هيئة قناة السويس، مهاب مميش، في تصريح سابق، إن حجم التجارة العالمية المارة بقناة السويس عبر مضيق باب المندب، سواء القادمة من دول الشمال للجنوب أو العكس، تمثل تقريبا ما بين 96 إلى 98% من حجم التجارة المارة بالقناة.
ويقول خبير النقل البحري في مصر، أحمد الشامي، إن شركات التأمين العالمية خلال الفترة الماضية لم تفرض أية رسوم على السفن المارة بالمنطقة، لتأكدها من قدرة المنطقة على حماية وتأمين حركة الملاحة في الخط الملاحي الذي يمر عبر مضيق باب المندب.
ويعد مضيق باب المندب رابع أكبر الممرات من حيث عدد براميل النفط التي تمر به يومياً. وقد مر من خلال المضيق حوالي 3.8 ملايين برميل نفط في اليوم عام 2013، أي حوالي 6.7% من مجمل تجارة النفط العالمية، كما تمر من المضيق سنوياً أكثر من 21 ألف سفينة محملة بشتى أنواع البضائع تمثل 7% من الملاحة العالمية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.