قالت الهيئة الإعلامية لوادي بردى إن قوات النظام السوري قصفت بالمدفعية والصواريخ بلدة عين الفيجة، وذلك بعد إعلان التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في منطقة وادي بردى المحاصرة بريف دمشق. وأكدت مصادر إعلامية أن الاتفاق الذي تم بوساطة وفد ألماني، يتضمن دخولا فوريا لفرق الصيانة لإصلاح نبع عين الفيجة، وعودة المهجرين، وخروج مقاتلي المعارضة الراغبين في مغادرة وادي بردى. وقبل ذلك، قالت المصادر إن قوات النظام السوري وحزب الله شنت هجمات على قرى وبلدات وادي بردى، تزامنا مع قصف بالبراميل المتفجرة استهدف عين الفيجة وخلّف دمارا كبيرا. وينص الاتفاق على تسوية أوضاع مقاتلي المعارضة الراغبين في البقاء وتسجيل أسماء الرافضين للتسوية وترحيلهم لمدينة إدلب برعاية أممية وبمرافقة الصليب الأحمر الدولي، مقابل بسط سيطرة جيش النظام على قرية عين الفيجة وبدء إعادة إعمار قريتي بسّيمة وعين الفيجة. وبالغوطة الشرقية في ريف دمشق، أكد ناشطون أن ثلاثة قتلى على الأقل و15 جريحا من المدنيين سقطوا أمس الأول الخميس جراء شن غارات على بلدة عربين، تزامنا مع قصف واشتباكات في بلدات الميدعاني وحوش الصالحية وحزرما والبحارية المجاورة، مما تسبب في سقوط قتيلين مدنيين وثلاثة من مقاتلي المعارضة. وقالت شبكة شام إن اشتباكات حدثت بين المعارضة وقوات النظام في حي جوبر بدمشق، مؤكدة أن المعارضة قتلت عنصرا وجرحت آخرين. وفي حلب، تم توثيق قصف على قرى تل ممو والعيس وتل باجر وبانص وسحور وتل الضمان، في حين شنت المعارضة هجوما على مواقع النظام بجبل الأربعينية وقتلت وجرحت عناصر عدة. كما تحدث ناشطون عن قتلى وعالقين تحت الأنقاض وحرائق ضخمة جراء غارات روسية بعد منتصف الليل على محطة وقود بمحيط بلدة باتبو في ريف حلب الغربي، وغارات مماثلة في الصباح الباكر يوم أمس على بلدتي حيان ومعارة الأرتيق بالريف الشمالي. من جهة أخرى، قال ناشطون إن المعارضة أحبطت هجوما على بلدة حربنفسه في حماة ودمرت سيارة عسكرية في بلدة صوران، مما أدى إلى سقوط قتلى عديدين، بينما تعرضت مدينة طيبة الإمام وقريتا القنيطرة والتلول الحمر لقصف خلف سقوط جرحى بين المدنيين. ووثقت شبكة شام قصفا للنظام على مدينة معرة مصرين بمحافظة إدلب، ومنطقة الحولة شمال حمص، والسهول الغربية لدرعا، ومناطق تمركز المعارضة بجبل الأكراد في اللاذقية، مما تسبب في سقوط جرحى عدة. إلى لك فقد ارتفع عدد القتلى من المنتسبين الجدد إلى جبهة فتح الشام إلى تسعين شخصا في إثر غارات لطائرات التحالف الدولي استهدفت أحد مراكز الانتساب التابعة للجبهة في موقع جبل الشيخ سليمان بريف حلب الغربي شمال سوريا. ولم يستطع فريق المسعفين الوصول لناجين، فيما لا تزال فرق الإسعاف تواصل انتشال أكثر من سبعين جثة عالقة تحت الركام. ونقلت مصادر إعلامية عن قادة ميدانيين في جبهة فتح الشام أن هذا الاستهداف كان مدروسا وبدقة، وجرى أثناء تجمع جميع المنتسبين وقت الإطعام، وهو ما يفسر ارتفاع عدد الضحايا. من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الألمانية أن عدة مقار للمعارضة السورية تعرضت لقصف من طائرات التحالف الدولي والطيران الحربي السوري والروسي، مما أسفر عن قتل عدد من قياديي جبهة فتح الشام. ونقلت شبكة شام أيضا أن الغارات استهدفت الفوج 111 في منطقة الشيخ سليمان غرب مدينة حلب، وأن هناك صعوبة في التعرف على القتلى بسبب اندلاع النيران في المكان المستهدف. وفي سياق منفصل قتل خمسة جنود أتراك وأصيب تسعة آخرون أمس الجمعة في انفجار سيارة ملغمة نفذه تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة السفلانية قرب مدينة الباب شمالي سوريا. وذكرت قيادة الأركان التركية في بيان أن 23 من مقاتلي تنظيم الدولة قُتلوا وتم تدمير 224 هدفا للتنظيم في قصف مدفعي وجوي نفذته القوات التركية على مواقع في شمال سوريا، في إطار عملية درع الفرات. وأضاف البيان أن الجيش السوري الحر المدعوم برا وجوا من القوات التركية، يواصل التقدم في مدينة الباب، حيث تم تفجير نحو خمسين عبوة متفجرة زرعها لتنظيم الدولة في مناطق الاشتباك، وتدمير عدة عربات ملغّمة أيضا وعدد من المباني والمواقع التابعة للتنظيم في مدينة الباب ومحيطها. وذكر البيان أن الجيش التركي والجيش السوري الحر قصفا 205 أهداف لتنظيم الدولة، في حين قصفت المقاتلات التركية 19 هدفا للتنظيم شمالي سوريا. من جانبه قال رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إن التوصل إلى وقف إطلاق النار في سوريا سيكون أولوية المفاوضات المقرر انعقادها في عاصمة كازخستان “أستانة”، بعد غد الاثنين. جاء ذلك خلال مقابلة مع قناة “تي بي إس″ اليابانية، في معرض تعليقه على مفاوضات السلام السورية في “أستانة”، المقرر أن تبدأ يوم الاثنين 23 يناير/ كانون الثاني الجاري. وقال الأسد: “لدينا آمال في أن يشكل منبراً لمحادثات بين مختلف الأطراف السورية حول كل شيء، لكني أعتقد أنه سيجعل أولويته التوصل إلى وقف إطلاق النار”. وفي معرض ردّه على سؤال حول موقفه تجاه مناقشة تشكيل حكومة انتقالية خلال المفاوضات، أشار الأسد إلى أنه ليس في دستور بلاده مصطلح الحكومة الانتقالية. وأوضح في هذه السياق أنه يمكن تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم بداخلها كيانات مختلفة، مشيرًا إلى أنه بعد تشكيل تلك الحكومة يمكن الذهاب إلى انتخابات برلمانية. من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن المحادثات المرتقبة في أستانا بشأن الأزمة السورية الاثنين القادم ستكون خطوة مهمة لوضع إطار عمل لمفاوضات جنيف الشهر القادم. ونقلت وكالة تاس الروسية عن لافروف قوله أمس الجمعة إن هناك مؤشرات إيجابية ملحوظة فيما يخص عملية السلام في سوريا. وفي تصريحات سابقة له، قال وزير الخارجية الروسي إن محادثات أستانا ستعمل على تثبيت وقف إطلاق النار في سوريا، وكان هذا الاتفاق الذي رعته تركياوروسيا دخل حيز التنفيذ قبل ثلاثة أسابيع. وأكد لافروف أول أمس أن بلاده وجهت دعوة للولايات المتحدة لحضور المحادثات التي تعقد الاثنين في عاصمة كزاخستان بمشاركة وفد يمثل المعارضة السورية المسلحة وآخر يمثل النظام السوري، بالإضافة إلى ممثلين لروسياوتركيا. وسيقود وفد المعارضة، الذي سيضم أكثر من عشرة أشخاص، رئيس المكتب السياسي لفصيل جيش الإسلام محمد علوش، في حين يقود وفد النظام سفيره لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري. ويأتي إعلان وزير خارجية روسيا عن توجيه دعوة لواشنطن رغم المعارضة الصريحة التي عبر عنها كبار المسؤولين الإيرانيين. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي أمس الأول إن قرار المشاركة في محادثات أستانا يعود لإدارة الرئيس الجديد دونالد ترمب الذي يتسلم السلطة رسميا أمس الجمعة بعد أداء القسم ضمن مراسم بواشنطن.