تترقب الجماهير "العربية" الخميس، مباريات قطر والسعودية والإماراتوسورياوالعراق، في الجولة السادسة المقبلة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم، المقرّر إقامتها في روسيا، صيف العام المقبل. وتكتسي الجولة المقبلة من التصفيات المونديالية في القارة الصفراء أهمية كبيرة للمنتخبات الخليجية؛ إذ تُشكّل "مفترق طرق" حقيقياً في مهمة بلوغ النهائيات العالمية التي يستضيفها "الدب" الروسي. وتدخل تصفيات الدور الحاسم من القارة الآسيوية منعرجاً حقيقياً مع بداية الدور الثاني؛ أي إن العد التنازلي قد بدأ لمعرفة هوية المتأهلين إلى مونديال 2018. ففي المجموعة الأولى التي تضم إيرانوكوريا الجنوبية وأوزبكستان والصين وسوريا، لا يزال "العنابي" القطري يتمسّك بأمل التأهل إلى النهائيات العالمية، رغم صعوبة موقفه بعد خمس جولات على انطلاقة الدور الحاسم، ويحتل المنتخب القطري المركز الخامس قبل الأخير في ترتيب المجموعة الأولى برصيد 4 نقاط، بفارق نقطة وحيدة عن سوريا، في حين تتربع إيران على القمة ب11 نقطة، تليها كوريا الجنوبية بنقطة أقل، في حين تبرز أوزبكستان في المرتبة الثالثة ب9 نقاط. ويأمل المدرب الأوروغوياني المخضرم، خورخي فوساتي، في تحقيق لاعبي "العنابي" الفوز على إيران؛ من أجل التمسك بحلم التأهل مباشرة إلى مونديال روسيا، أو على الأقل، يُمنّي "العنابي" النفس في احتلال المركز الثالث المؤهل للملحق القاري، ومن ثم خوض الملحق العالمي من أجل انتزاع بطاقة العبور إلى المونديال الروسي، وتمتلك القارة الصفراء 4 بطاقات للتأهل مباشرة إلى النهائيات العالمية بواقع أول منتخبين من كل مجموعة، في حين يخوض "صاحبا" المركز الثالث في المجموعتين مواجهة قارية فاصلة، ومن ثم يلعب الفائز منهما مع صاحب المركز الرابع في تصفيات أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي "الكونكاكاف"؛ لكي يلتحق أحدهما بالمنتخبات المتأهلة لكأس العالم 2018. ويفرض المدرّب الأوروغوياني فوساتي السرية التامة على تدريبات لاعبيه؛ لرفع الضغط الكبير الملقى على عناصره من قبل وسائل الإعلام المختلفة؛ وللحصول أيضاً على أعلى تركيز ممكن قبل مواجهة إيران، التي حققت فوزاً في غاية الصعوبة على حساب "العنابي" في الدقائق الأخيرة من عُمر المباراة، التي كانت تسير صوب التعادل السلبي بلا أهداف، وتكتسب المباراة أهمية كبيرة للمنتخب القطري، الذي يرفع شعار "لا بديل عن الفوز" أمام إيران، في المباراة التي يحتضنها ملعب "جاسم بن حمد" بنادي السد؛ لإحياء آماله في التأهل، أو على الأقل احتلال المركز الثالث في المجموعة. في المقابل، يُدرك "العنابي" أن أي نتيجة غير الفوز وحصد النقاط كاملة تعني عملياً خروجه من المنافسة على المراكز الثلاثة الأولى في التصفيات الآسيوية "المونديالية". وفي المجموعة الثانية التي تضم السعودية والإمارات وأستراليا واليابان والعراقوتايلاند، تبدو المنافسة على أشدّها بين 4 منتخبات لانتزاع بطاقتي التأهل المباشرة إلى النهائيات العالمية صيف 2018. ويطمح "الأخضر" السعودي، للعودة من العاصمة التايلاندية بانكوك بالنقاط الثلاث؛ لمواصلة تربّعه على عرش المجموعة التي يتصدّرها حالياً ب 10 نقاط، متفوّقاً على "الكمبيوتر" الياباني بفارق الأهداف، في حين يحتل المنتخبان الأسترالي والإماراتي المركزين الثالث والرابع على التوالي ب 9 نقاط لكل منهما، مع أفضلية ل "الكنغر"؛ بفضل فارق الأهداف، وكانت السعودية قد واجهت صعوبات شديدة في الدور الأول من أجل الفوز على تايلاند، التي تقبع في ذيل الترتيب بنقطة وحيدة، قبل أن تنجح في اقتناص النقاط كاملة بفضل ركلة جزاء "متأخرة" نفّذها نواف العابد بنجاح في شباك الضيوف، كما أن الفوز السعودي -إن تحقق- سوف يمنح لاعبي "الأخضر" دفعة معنوية هائلة قبل استضافة "أسود الرافدين"، الثلاثاء المقبل، ضمن الجولة السابعة من التصفيات المونديالية، على ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة (الجوهرة المشعة)، وتبدو السعودية أقرب المنتخبات العربية "الآسيوية" للوجود في مونديال "الدب" الروسي؛ بسبب موقفها الجيد نسبياً في المجموعة الثانية، وتُعوّل الجماهير السعودية على خبرة المدرب الهولندي فان مارفيك، الذي قاد منتخب بلاده الشهير ب "الطواحين" إلى نهائي كأس العالم في جنوب أفريقيا، قبل أن يخسر لقب المونديال أمام إسبانيا في الأشواط الإضافية؛ بفضل هدف قاتل ل "الرسام" أندريس إنييستا، نجم خط وسط برشلونة. وكانت المنتخبات العربية "الآسيوية" قد غابت عن النسختين الأخيرتين لنهائيات كأس العالم، وهنا يدور الحديث حول مونديال جنوب أفريقيا 2010، الذي أقيم للمرة الأولى في أدغال القارة السمراء، ومونديال البرازيل صيف عام 2014، في المقابل، تأهلت السعودية إلى نهائيات كأس العالم في أربع مناسبات سابقة؛ الأولى في الولايات المتحدةالأمريكية عام 1994، حين بلغ "الأخضر" الدور الثاني، في حين كانت الثانية في فرنسا عام 1998، والثالثة في كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، وأخيراً في ألمانيا في نسخة عام 2006. على صعيد متصل، يواجه المنتخب الإماراتي خصماً من العيار الثقيل؛ يتعلق بنظيره الياباني، الذي يحلّ الخميس، على ملعب "هزاع بن زايد" بمدينة العين، وكله أمله في تحقيق الفوز، ولا شيء سواه؛ للبقاء على مقربة من منتخبات الصدارة، ويأمل "الأبيض" الإماراتي في تكرار الفوز الذي تحقق على حساب "الكمبيوتر" الياباني في عقر داره في الجولة الافتتاحية للتصفيات المونديالية؛ بفضل ثنائية أحمد خليل، المتوّج بجائزة أفضل لاعب في القارة الآسيوية عام 2015. ويسابق النجمان أحمد خليل وإسماعيل مطر الزمن للتعافي من الإصابة واللحاق بمواجهة اليابان، التي ستعرف حضوراً مجانياً للجماهير؛ بهدف تحفيز "الأبيض" على انتزاع النقاط كاملة، والارتقاء في المجموعة على حساب منتخب عنيد يُنظر إليه على أنه "ضيف دائم" في نهائيات كأس العالم في العقد الأخير. بدوره، أكد عمر عبد الرحمن "عموري"، أن الفوز على اليابان سيكون بدون شك "مفتاح" التأهل لمونديال روسيا، وسيقرب "الأبيض" من الصدارة، وقال عموري، الذي توّج بجائزة أفضل لاعب في آسيا العام الفائت، في مقابلة مع موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم على الإنترنت، إن لاعبي "الأبيض" لن ينظروا لفوزهم على اليابان في لقاء الذهاب، مشدداً على أنهم يُعوّلون على عدة أسلحة لإسقاط الضيوف؛ منها خوض المواجهة على الأرض الإماراتية ووسط الجماهير الغفيرة، علاوة على الاهتمام الرسمي والشعبي بالموقعة الكروية المرتقبة. ومثل قطر، تأمل الإمارات -على الأقل- احتلال المركز الثالث في المجموعة؛ من أجل خوض الملحق الآسيوي مع "ثالث" المجموعة الأولى، في حال لم تسر الأمور على ما يرام، ولم ينجح رجال المدرب مهدي علي في انتزاع إحدى بطاقتي التأهل المباشرة إلى مونديال 2018، وإلى جانب منتخبات قطر والسعودية والإمارات، يلتقي العراق، الذي يتّخذ من إيران ملعباً بيتياً؛ بسبب الحظر المفروض على ملاعبه من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، نظيره الأسترالي، في محاولة من رجال المدرب راضي شنيشل للتمسك بآماله الضعيفة في التأهل عبر الملحق القاري. أما المنتخب السوري، الذي يحتل المركز الرابع في المجموعة الأولى ب 5 نقاط، فيواجه نظيره الأوزبكي في ماليزيا، التي تُعد ملعباً بيتياً، في ظل استحالة إقامة المباريات في البلد الذي يشهد حرباً دموية دائرة منذ ستة أعوام حتى الآن.