العليمي يتحدث صادقآ عن آلآف المشاريع في المناطق المحررة    نصيب تهامة من المناصب العليا للشرعية مستشار لا يستشار    على الجنوب طرق كل أبواب التعاون بما فيها روسيا وايران    ما هي قصة شحنة الأدوية التي أحدثت ضجةً في ميناء عدن؟(وثيقة)    العليمي يكرّر كذبات سيّده عفاش بالحديث عن مشاريع غير موجودة على الأرض    كيف طوّر الحوثيون تكتيكاتهم القتالية في البحر الأحمر.. تقرير مصري يكشف خفايا وأسرار العمليات الحوثية ضد السفن    رفع جاهزية اللواء الخامس دفاع شبوة لإغاثة المواطنين من السيول    مقتل مغترب يمني من تعز طعناً على أيدي رفاقه في السكن    انهيار منزل بمدينة شبام التأريخية بوادي حضرموت    وفاة الكاتب والصحفي اليمني محمد المساح عن عمر ناهز 75 عامًا    صورة تُثير الجدل: هل ترك اللواء هيثم قاسم طاهر العسكرية واتجه للزراعة؟...اليك الحقيقة(صورة)    صور الاقمار الصناعية تكشف حجم الاضرار بعد ضربة إسرائيل على إيران "شاهد"    عاجل: انفجارات عنيفة تهز مدينة عربية وحرائق كبيرة تتصاعد من قاعدة عسكرية قصفتها اسرائيل "فيديو"    الدوري الايطالي: يوفنتوس يتعثر خارج أرضه ضد كالياري    نادي المعلمين اليمنيين يطالب بإطلاق سراح أربعة معلمين معتقلين لدى الحوثيين    وزير سابق يكشف عن الشخص الذي يمتلك رؤية متكاملة لحل مشاكل اليمن...من هو؟    مبنى تاريخي يودع شبام حضرموت بصمت تحت تأثير الامطار!    رئيس الاتحاد العربي للهجن يصل باريس للمشاركة في عرض الإبل    تظاهرات يمنية حاشدة تضامنا مع غزة وتنديدا بالفيتو الأمريكي في مجلس الأمن    شبوة.. جنود محتجون يمنعون مرور ناقلات المشتقات النفطية إلى محافظة مأرب    شروط استفزازية تعرقل عودة بث إذاعة وتلفزيون عدن من العاصمة    اليمن تأسف لفشل مجلس الأمن في منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة مميز    لماذا يموتون والغيث يهمي؟    تعز.. قوات الجيش تحبط محاولة تسلل حوثية في جبهة عصيفرة شمالي المدينة    - بنك اليمن الدولي يقيم دورتين حول الجودة والتهديد الأمني السيبراني وعمر راشد يؤكد علي تطوير الموظفين بما يساهم في حماية حسابات العملاء    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    بن بريك يدعو الحكومة لتحمل مسؤوليتها في تجاوز آثار الكوارث والسيول    المانيا تقرب من حجز مقعد خامس في دوري الابطال    الحوثيون يفتحون مركز العزل للكوليرا في ذمار ويلزمون المرضى بدفع تكاليف باهظة للعلاج    لحظة بلحظة.. إسرائيل «تضرب» بقلب إيران وطهران: النووي آمن    بعد إفراج الحوثيين عن شحنة مبيدات.. شاهد ما حدث لمئات الطيور عقب شربها من المياه المخصصة لري شجرة القات    تشافي وأنشيلوتي.. مؤتمر صحفي يفسد علاقة الاحترام    الأهلي يصارع مازيمبي.. والترجي يحاصر صن دوانز    العثور على جثة شاب مرمية على قارعة الطريق بعد استلامه حوالة مالية جنوب غربي اليمن    اقتحام موانئ الحديدة بالقوة .. كارثة وشيكة تضرب قطاع النقل    طعن مغترب يمني حتى الموت على أيدي رفاقه في السكن.. والسبب تافه للغاية    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    شقيق طارق صالح: نتعهد بالسير نحو تحرير الوطن    نقل فنان يمني شهير للعناية المركزة    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحديدة بين معركة "السيل الجرار" ومساعي فرض السلام
مراقبون يستبعدون انعقاد جولة مفاوضات وخبراء عسكريون يعتقدون أن الحل العسكري هو الأنجع

عودة الحديث عن جولة مفاوضات سلام جديدة قبل رمضان، تبدو في نظر البعض أنها بداية انفراجة جديدة للأزمة في اليمن.
لكن مراقبون يستبعدون انعقادها وأنه لا توجد مؤشرات مشجعة على ذلك نهاية هذا الشهر وفقاً لما صرح به المبعوث الأممي إلى اليمن.
حراك دبلوماسي دولي كبير لاحتواء التصعيد العسكري عند الساحل الغربي على البحر الأحمر، والدفع نحو جولة جديدة من مفاوضات السلام التي تأمل الأمم المتحدة في انعقادها نهاية الشهر المقبل.
بيد أن محللين سياسيين يقللون من نجاحها. ويتوقعون أن تفشل أي جولة مشاورات مثلما حدث في الأشهر الماضية، خصوصاً أن المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية غير جادين في إسقاط الحوثيين.
وفيما كشف المبعوث الأممي لليمن، عن انطلاق جولة جديدة من مفاوضات السلام بين أطراف النزاع في اليمن قبل شهر رمضان المقبل.
يؤكد خبراء إستراتيجيون أن المساعي الدولية للبدء بالمشاورات لن تثمر. ويعتبرون تلك المساعي بأنها محاولة لتأجيل معركة الحديدة، لذلك يعتقدون أن الحل العسكري هو الأنجع لحل الأزمة في البلاد.
موقف الشرعية
تعليقاً على تصريحات المبعوث الأممي حول المشاورات قبل رمضان، جاء رد الحكومة اليمنية واضحاً من اعتبارها تصريحات ولد الشيخ بأنها ربما تعكس نواياه، لا العمل على الأرض.
وأعلن "ولد الشيخ" في وقت سابق أنه يأمل إطلاق جولة جديدة من مفاوضات السلام بين أطراف النزاع في اليمن قبل شهر رمضان المقبل.
الحكومة اليمنية وصفت تصريحات مبعوث الأمم المتحدة لليمن ولد الشيخ أحمد، بخصوص مشاورات ما قبل رمضان والهدنة "أنها مجرد نوايا". وطالبته بإقناع الحوثيين بالوفاء بالتزاماتهم السابقة.
جاء ذلك على لسان وزير الخارجية/ عبد الملك المخلافي الذي قال ل"صحيفة الشرق الأوسط" إن تصريحات ولد الشيخ ربما تعكس نواياه، لا العمل على الأرض.
وأوضح: "نواياه طيبة، لكن العمل على الأرض لا يحتاج مجرد النوايا، بل بقبول الانقلابيين بمبدأ السلام والمرجعيات الثلاث"، مشدداً على تمسك حكومته ب "قبول الانقلابيين بوقف إطلاق النار، ومتطلبات بناء الثقة التي لم يلتزموا بها منذ أكثر من عام".
وأضاف: "الحكومة اليمنية تدعو إلى السلام وإنهاء الحرب والقضاء على معاناة شعب اليمن، ولقد تجاوبنا مع كل المساعي والنوايا الطيبة، وأتمنى أن يبذل ولد الشيخ جهدًا أكبر مع الانقلابيين".
مشيراً أن "عليه أن يقنعهم بالالتزام بكل الالتزامات السابقة التي تمت بحضوره، وساعتها سيجد الترحيب من قبل الحكومة اليمنية".
صفقة ولد الشيخ
مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ احمد، أعلن الأربعاء عن ترتيبات لعقد جولة جديدة من المشاورات اليمنية نهاية مايو القادم، وسط تصعيد عسكري قياسي، وتباين في وجهات النظر حول أولويات الحل السياسي والأمني.
ونقلت وسائل إعلام من مصادر سياسية قولها أن مشاورات رفيعة تسعى إلى عقد صفقة تتضمن نقل إدارة ميناء الحديدة من تحالف الحوثيين، إلى سلطات دولية مشتركة تحت إشراف الامم المتحدة.
وبحسب وكالة فرانس برس فقد قال الوسيط الدولي أن " المفاوضات جارية لوقف الهجوم العسكري على ميناء الحديدة".
وقال ولد الشيخ: إنه يأمل في "بدء جولة جديدة من المفاوضات"، مضيفًا: "وهدفي هو إنهاء كل ذلك قبل حلول شهر رمضان". معرباً عن أمله في أن تكون الخطوة الأولى نحو وقف إطلاق النار.
وقال ولد الشيخ أحمد- خلال حديثه لوكالة فرانس برس-: "نعتقد أن أي عملية عسكرية في الحديدة ستترتب عليها عواقب إنسانية كبيرة ويمكن أن تؤدي إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين".
وشدد على ضرورة بدء الأطراف المتحاربة في محادثات سلام قبل نهاية مايو المقبل مع نمو ناقوس الخطر بشأن الأزمة الإنسانية في البلاد.
وأشار ولد الشيخ إلى أن وقفاً حقيقياً للأعمال العدائية والعودة إلى المحادثات" قد تسمح بتجنب الهجوم على الحديدة التي تمثل نقطة الدخول الرئيسية لإرسال المساعدات التي تحتاجها اليمن.
وأضاف "إننا في المرحلة التحضيرية، لكن الوقت يشكل أيضاً عقبة حقيقية بالنسبة لنا لأن هدفي هو إنهاء كل هذا قبل رمضان". ويأمل في "الدخول في جولة جديدة من المحادثات قبل شهر رمضان".
وأوضح انه من المتوقع أن يبدأ في 27 مايو من هذا العام الإسلامي شهر رمضان المبارك. وأشار إلى أن المفاوضات من المحتمل أن تكون في جنيف أو الكويت.
في الوقت نفسه، قال: إنه يستمع لمواقف التحالف أن الميناء كان يستخدم لتهريب الأسلحة. وقال "نحن نحاول استكشاف مختلف الخيارات التي يمكننا من خلالها تعزيز آليات التفتيش، لنرى كيف يمكن أن نقلل من خطر أي عمليات تهريب إضافية".
وأشار الوسيط الأممي إلى أنه يفكر في دعوة الحوثيين إلى اجتماع في عمان الشهر المقبل لمناقشة الخيارات المختلفة.
وحول قلق التحالف العربي دعم الشرعية الذي يشتبه في أن ينقل المتمردون الحوثيون وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح، أسلحة عبر البحر الأحمر، قال المبعوث الأممي: إن "خيارات كثيرة قيد الدرس لتعزيز آلية التفتيش وإيجاد سبيل لخفض خطر تهريب الأسلحة".
وأوضح أن جماعة الحوثي أعربت عن اهتمامها باقتراحاته، مضيفًا أنه يعتزم دعوة ممثلي الميليشيات إلى اجتماع الشهر المقبل في عمان؛ لبحث الأمر.
يأتي ذلك في الوقت الذي حذر فيه من تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في اليمن، داعيًا مجلس الأمن إلى ممارسة ضغوط على الأطراف اليمنية؛ للجلوس على طاولة التفاوض لحل الأزمة.
وطالب مجلس الأمن أطراف النزاع بوقف إطلاق النار والمساعدة بوصول المساعدات الإنسانية، محذرًا من أن بعض المناطق أصبحت على حافة المجاعة.
جهود متعثرة
تعثرت جهود الوسيط الأممي إسماعيل ولد الشيخ احمد مرارا في جمع الأطراف المتحاربة إلى طاولة مفاوضات كان مقرر انعقادها في ديسمبر الماضي.
واستضافت الكويت الجولة الأخيرة من المفاوضات اليمنية، التي انتهت مطلع أغسطس الماضي دون إحراز أي تقدم حول خطة أممية لإنهاء الصراع الذي يمزق البلد العربي منذ نحو عامين.
في السياق جدد نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله استعداد بلاده لاستضافة الأطراف المتحاربة في اليمن، شريطة التوقيع على اتفاق نهائي للسلام.
وقال الجار الله أمام مؤتمر دولي رفيع المستوى في جنيف لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن " أن الكويت وانطلاقا من حرصها على وحدة اليمن وحقنا لدماء شعبه الشقيق مستعدة لاستضافة الأشقاء اليمنيين مجددا للتوقيع على الاتفاق النهائي متى ما تم التوصل بين تلك الأطراف على التوافق بشأنه".
وأكد الجار الله "أن الحل الأمثل لإنهاء الأوضاع الإنسانية المتدهورة يتطلب إعادة الاستقرار في اليمن، وهو أمر لن يتحقق إلا عبر الوصول إلى حل سياسي وفق المرجعيات الثلاث"، الممثلة بالمبادرة الخليجية ومقررات مؤتمر الحوار الوطني والقرار الأممي 2216.
وتأمل الأمم المتحدة في تشجيع الأطراف المتحاربة على الذهاب إلى جولة مفاوضات حاسمة للتوصل إلى "اتفاق نهائي" بموجب خطة جديدة للسلام، ترتكز على انسحاب الحوثيين من العاصمة صنعاء وتسليم أسلحتهم البالستية "لطرف محايد" مقابل المشاركة في حكومة وحدة وطنية.
ومنذ اندلاع الفصل الأخير من الحرب أواخر مارس 2015، فشلت أربع جولات من المفاوضات في إحراز أي اختراق توافقي يضع حدا للحرب الطاحنة التي تسببت بواحدة من "اكبر الأزمات الإنسانية" في العالم، مع تزايد أعداد السكان الذين يعانون من "ضائقة غذائية"، إلى نحو 19 مليونا، بينهم 7 ملايين شخص لا يعلمون من أين سيحصلون على وجبتهم التالية، وفقا للأمم المتحدة.
يأتي كسر حالة الجمود في الملف اليمني، مع مساع أممية ودولية لحشد ملياري دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية لملايين اليمنيين الذين يواجهون شبح مجاعة وشيكة خلال العام الجاري.
وتلقت الأمم المتحدة خلال مؤتمر رفيع للمانحين انطلق الثلاثاء في جنيف، تعهدات دولية بنحو1.1 مليار دولار، لكن تلك المساهمات لا تشكل سوى 50 بالمائة من حجم الاحتياجات التمويلية المقدرة بنحو 2.1 مليار دولار.
في وقت أشار فيه أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى أن هناك ما يقرب من ثلثي السكان في اليمن، بحاجة إلى دعم طارئ، فضلا عن معاناة نحو 17 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، ما يجعل الحالة اليمنية أكبر أزمة جوع في العالم.
وجدد غوتيريس، دعوته الأطراف اليمنية العودة إلى طاولة المفاوضات برعاية مبعوثه الخاص إسماعيل ولد الشيخ، مؤكدا أن التسوية السياسية هي الحل الأنسب للأزمة اليمنية.
100 ألف جندي في معركة "السيل الجرار"
كشفت مصادر في الجيش اليمني أن قيادة قوات الشرعية وقيادات قوات التحالف العربي، بصدد بدء العمليات العسكرية لتحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي غرب اليمن، من قبضة مليشيات الحوثي وأتباع الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وأشارت المصادر إلى أن عملية تحرير الحديدة، والتي أُطلق عليها "معركة السيل الجرار"، ستكون عبر جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية، لافتة إلى أن العمليات البحرية ستشارك فيها بارجات أمريكية عبر قوات خاصة من المشاة البحرية المارينز، إضافة إلى قوات عسكرية من دولة مصر العربية.
أما بخصوص المنفذين البري والجوي، فقد أفادت المصادر بأن: قوات عسكرية من منطقتي ميدي والمخا غرب تعز، ستتحرك لتعزيز تلك القوات الأخرى المتواجدة على تخوم الحديدة، وستحظى العمليات العسكرية البرية بغطاء جوي مكثف من قبل مقاتلات التحالف العربي، وذلك بمشاركة طيران البي 52 الذي يمتلك قدرة قتالية عالية، قادرة على تحطيم الخرسانات والتحصينات العتيه.
وأكدت المصادر أن عدد القوات المجهزة لعملية السيل الجرار تقدر ب 100 ألف جندي”.
وأهابت المصادر العسكرية بمواطني مدينة الحديدة، وعلى وجه الخصوص قاطني الأحياء السكنية المحيطة بميناء الحديدة، بعدم السماح لعناصر المليشيات من استخدام أسطح منازلهم وكذا أحيائهم السكنية للتمركز فيها وتوجيه نيران أسلحتهم بوجه قوات الشرعية، كونه سيتم استهداف أي موقع يتم من خلاله إطلاق النار".
يشار إلى أن طائرات التحالف العربي، ألقت صباح الأربعاء، منشورات على أهالي الحديدة، نوهت من خلالها إلى توجه القوات العسكرية إلى بدء عمليات تحرير المدينة ومينائها المحوري، إضافة إلى منشورات توضح مآل البلاد في حالة استمر انقلاب الحوثي في اليمن، فضلاً عن تلك المنشورات التي دعت كل شخص مغرر به إلى سرعة المبادرة بالانضمام إلى الشرعية.
التميمي: لا توجد مؤشرات مشجعة لانعقاد جولة مشاورات مقبلة بدون أفق
يؤكد المحلل السياسي/ ياسين التميمي أنه لا توجد مؤشرات مشجعة على انعقاد جولة مشاورات مقبلة نهاية هذا الشهر وفقاً لما صرح به المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
ويبني التميمي تأكيده هذا على ما يتضح من خلال الرد الفاتر من جانب وزير الخارجية عبد الملك المخلافي، على تصريحات ولد الشيخ، على أن الحديث عن جولة مشاورات مقبلة مصحوبة بهدنة قد لا تنعقد قريباً.
ويقول، في تصريح ل"أخبار اليوم": "لكن لا يمكن تجاهل تصريحات وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس التي أدلى بها خلال زيارته الأخيرة للمنطقة، وقبيل وصوله إلى الرياض والتي دعا فيها إلى إعادة ملف اليمن إلى جولة مشاورات أممية".
ويعتقد التميمي أن الأمر مرهون بتفاهم بين أطراف الرباعية المعنية باليمن، ولكن حتى الرباعية لا تستطيع أن تدفع بالأطراف اليمنية إلى مشاورات بدون أفق، خصوصاً وأن الحكومة تحتاج إلى ضمانات بعدم تجاوز المرجعيات حتى لا يعاد إنتاج خطة أممية مشابهة لتلك التي سبق للحكومة وأن رفضتها، وفق قوله.
ويرى ياسين أن المشكلة لا تكمن فقط في التصور الذي ما تزال الأمم المتحدة تسوقه للحل، ولكن أيضاً في التطورات السلبية التي يشهدها معسكر الشرعية والتحالف، والذي أخذ أبعادا ميدانية وترافق مع خطاب إعلامي تصعيدي.
وينبه أنه هذا قد يؤثر حتى على مخططات تحرير الحديدة، دونما الحاجة إلى ضغوط من المجتمع الدولي، خصوصاً إذا تخلت المملكة عن مخاوفها من استمرار سيطرة الإرهابيين الحوثيين على الميناء واستخدامه في تهريب الأسلحة وتعزيز مجهودهم الحربي.
فيصل: معركة الحديدة محسومة والترتيبات جاهزة ولا أحد يعول على المفاوضات
في قراءته لعودة الحديث عن مفاوضات سلام جديدة إلى الواجهة تزامنا مع تقدم القوات الحكومية في حسم معركة الحديدة ومدى نجاح تلك المساعي يرى المحلل السياسي/ فيصل علي أن قرار تحرير الحديدة قد اتخذ مطلع العام الجاري وأنه لا سبيل للعودة عنه.
يقول، في تصريح خاص ل"أخبار اليوم"، أن الترتيبات العسكرية جاهزة ومعلنة، ولن تستطيع المليشيات المواجهة. ويضيف: "المعركة محسومة لصالح الشرعية والتحالف، أيام تفصلنا عن تحرير الحديدة ونتمنى السلامة للسكان".
وفيما يؤكد أنه لا توجد مفاوضات ولا أحد يعول على المفاوضات، يعتبر فيصل علي أن مايقوم به الروس الروس مجرد مناورات، وأن تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي لا تعدو عن تأكيد وجود الروس في الشرق الأوسط. مشيراً إلى هناك صفقات أسلحة ومصالح دولية يبحث الروس عن نصيبهم.
ويقول: "تحذير جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي من الهجوم على الحديدة كما أسماه وفقا للتصريحات الصحفية التي نقلت على لسانه في المؤتمر الدولي لدعم اليمن الذي عقد في جنيف الأسبوع الجاري، بمشاركة أكثر من 50 دولة، جاء حرصا من بلاده على الوضع الإنساني في اليمن لا أكثر، فطبقا لتصريحاته، لم يتطرق المسؤول الروسي لمسألة الدعم الأميركي والسماح للتحالف بدعم الجيش الوطني اليمني لاستعادة هذه المحافظة".
ويطالب فيصل علي المجتمع الدولي بدعم الاستقرار في اليمن، وفتح الطريق أمام المساعدات العسكرية لدعم الشرعية والجيش الوطني، وتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية، لأن اليمن بموقعها وسكانها واستقرارها تمثل توازنا مهما لابد منه لاستقرار خطوط الملاحة الدولية، وبدون استقرار اليمن لن ينعم أحد بالاستقرار في الخليج والقرن الأفريقي، وهذه المعادلة يجب أن توضع في حسبان الساسة.
ويوضح أن تحرير الحديدة وإكمال تحرير الساحل الغربي سيمكن الشرعية من فرض السيطرة على البلد وإعادة ترتيب الأولويات، لذا على الشرعية انتهاز الفرصة للتخلص من الانقلاب ورموزه وإعادة الاستقرار لجميع محافظات البلاد.
ويقول: "بتحرير الحديدة ستكون الشرعية عمليا قد حاصرت الانقلاب في المناطق الجبلية التي لا أهمية جيوسياسية لها، إلا من باب إعادة هيبة الدولة في كافة الأراضي اليمنية".
سلطان: مسارات السلام القادمة في ظل وضع اقتصادي متأزم للغاية يعزز بقاء الانقلاب
يرى الصحفي والباحث السياسي/ فهد سلطان أن معركة الحديدة سوف تتأجل إلى أجل غير مسمى، فالمجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية غير جادين في إسقاط الحوثيين، وتركهم لفترة أطول من أجل ترتيب أوراق المشهد في الداخل اليمني.
ويقول، في تصريحه ل"أخبار اليوم"،: "هنا استطاع الحوثيون وشبكة صالح في المحافل الدولية تقديم الحوثيين على أنهم أٌقلية وسط أكثرية ويجب أن تحصل على ضمانات كبيرة منها عدم إسقاطها عسكرياً وأن يكون تسليم السلاح وفق اتفاق سلام بين الأطراف اليمنية".
ويشير إلى أن مسارات السلام القادمة في ظل وضع اقتصادي متأزم للغاية يعزز بقاء الانقلاب، ويؤثر على مسار الشرعية وسمعتها أمام المواطن اليمني، فكل المحاولات التي تقوم بها الشرعية يلتهمها الثقب الأسود– الموقف الدولي– ويسير بها إلى التلاشي.
ويعتقد سلطان أن نقل المعركة في الداخل اليمني من يد الشرعية إلى يد التحالف دفع المجتمع الدولي لممارسة ضغوطات هائلة، وهنا شلت الحركة في الداخل وأصبح رجع صدى لا أكثر.
ويؤكد على أن استعادة محافظة صعدة، وقبل ذلك استعادة الشرعية موقفها الأساسية في التحرير هي الخطوة في التحرير لباقي البلاد.
الصلاحي: هرولة المليشيا إلى ماراثون المفاوضات محاولة لخلق تعاطف أممي وتأجيل الحسم
يقول المحلل السياسي سمير الصلاحي إن الشرعية المسنودة من التحالف العربي حين اتخذت قراراها بتحرير محافظة عدن، لاحظنا حراكا دبلوماسيا وأمميا كبيرا أفضى إلى مفاوضات كانت نتيجتها كما تابع الجميع عدم التزام الميليشيات بكل ما تفوهت به أو وقعت عليه.
ويضيف، في حديثه ل"أخبار اليوم": "اتضح للمجتمع اليمني ككل أن ذاك الحراك الأممي لم يحقق شيئا، سوى منح الميليشيا مزيدا من الوقت لترتيب صفوفها والتقاط أنفاسها، لافتا إلى أن الأمر ذاته يتكرر اليوم مع قرار الشرعية بتحرير محافظة الحديدة، وإنقاذ أهلها من جحيم الميليشيا".
ويرى الصلاحي أن التحرير السريع والمفاجئ لمدينة وميناء المخأ أربك الميليشيا وكسر معنويات أتباعها بشكل كبير، ولكي تعيد ترتيب أوراقها وتلتقط أنفاسها، تهرول إلى العمل السياسي وماراثون المفاوضات، في محاولة لخلق تعاطف أممي معها يضغط لعودة المشاورات وتأجيل معركة الحسم.
ويؤكد أن قوى الانقلاب تحاول إطالة أمد الحرب، وتدمير الحديدة قبل تحريرها، وهي لأجل ذلك تعمل على ترتيب بيتها الداخلي، والحد من انهيار معنويات مقاتليها، وتأمين سلاح كافي في المحافظة.
المهدي: المساعي الدولية للبدء بمشاورات سلام محاولة لتأجيل تلك المعركة
يعتقد المحلل السياسي محمد المهدي أن تحرك الأمم المتحدة والقوى الكبرى للدعوة إلى المشاورات بالتزامن مع أي عملية عسكرية تهدف لتحرير محافظة مهمة، يهدف إلى إفشال ذلك، من أجل أن تبقى اللعبة مستمرة في الدوران في إطار المصلحة الدولية.
ويتوقع المهدي، في حديثه ل"أخبار اليوم"، أن تفشل أي جولة مشاورات مثلما حدث في الأشهر الماضية، بسبب عدم التزام الانقلابيين بالمرجعيات وحرصهم على إفشال المفاوضات، مؤكدا أن الحل العسكري هو الأنجع لحل الأزمة في البلاد.
وفيما يعتبر موقف الأمم المتحدة الرافض لعملية تحرير الحديدة، مشيراً إلى أن ذلك محاولة لتأجيل تلك المعركة.
يذكر المهدي أن المساعي الدولية للبدء بالمشاورات لن تثمر، بسبب طبيعة الحركة الحوثية القائمة على أيديولوجيا ترتكز على العنف، وهو ما يجعل القوة هي السبيل الوحيد لإفشال مشروعها.
الحريري: تحرك دولي لممارسة الضغط على الشرعية والتحالف بذريعة الوضع الإنساني
يقول الخبير العسكري والاستراتيجي/ مساعد الحريري، إن الألغام التي زرعها الحوثيون في الحديدة ومحيطها، تسببت بإعاقة وتأخير البدء لانطلاق معركة السيل الجرار الهادفة لتحرير المحافظة.
ويبين ل"أخبار اليوم" أن الخسائر التي تكبدها الانقلابيون وانهياراتهم المتتالية، أدت إلى التحرك الدولي والإقليمي من أجل ممارسة الضغط على الشرعية والتحالف العربي تحت ذريعة تدهور الوضع الإنساني، لأجل إيقاف معركة الحديدة، وتحريك ملف المفاوضات الراكد منذ أغسطس/آب 2016.
ويشير إلى حرص الشرعية والتحالف على حياة المدنيين، ودعوتهم للأمم المتحدة للإشراف على ميناء الحديدة، قبل أن يهدفوا إلى تحرير المحافظة عقب الرفض الأممي لطلبهم.
ويعتبر الحريري الخلافات الحادة بين الانقلابيين والتي نتج عنها استبدال بعض العناصر بمواليين للحوثين، أنها تكتيكية ولن تغير في مجرى المعركة بشيء.
ويؤكد أن الانقلابيين لن يلتزموا بالمرجعيات الثلاث المعتمدة دوليا وأبرزها قرار 2216 والتي تضمن السلام المستدام في اليمن، وهو ما يجعل خيار الحسم العسكري هو المطروح ولا بديل له.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.