مؤتمر برلمانيون لأجل القدس يطالب بدعم جهود محاكمة الاحتلال على جرائم الإبادة بغزة    الخليفي.. إجادة وإشادة    إصابة شخصين برصاص مليشيا الحوثي في محافظة إب    الشيخ الأحمر: أكرمه الأمير سلطان فجازى المملكة بتخريب التعليم السعودي    قيادية بارزة تحريض الفتيات على التبرج في الضالع..اليك الحقيقة    مع استمرار الحوثيين بمنع اللقاحات.. أكثر من 50 ألف إصابة بالحصبة في اليمن خلال عام واحد    قبل شراء سلام زائف.. يجب حصول محافظات النفط على 50% من قيمة الإنتاج    غزو اليمن للجنوب.. جرائم لا تسقط من الذاكرة    الحكومة تدين اختطاف مليشيا الحوثي للصحفي العراسي على خلفية تناولاته لفضيحة المبيدات القاتلة    هل يُخفي البحر الأحمر مخططًا خطيرًا؟ القيادي المؤتمري ابوبكر القربي يُحذر!    مجزرة مروعة في محافظة تعز واستشهاد 5 نساء بقصف حوثي على المدنيين    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    الدوري الالماني ... بايرن ميونيخ يحقق الفوز امام فرانكفورت    البريميرليج ... ليفربول يواصل السقوط    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    "نجل الزنداني" يكشف عن رسالة من ايران لأسرتهم ..ماذا جاء فيها    اختطاف خطيب مسجد في إب بسبب دعوته لإقامة صلاة الغائب على الشيخ الزنداني    فريق طبي سعودي يصل عدن لإقامة مخيم تطوعي في مستشفى الامير محمد بن سلمان    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    ارتفاع إصابات الكوليرا في اليمن إلى 18 ألف حالة    أسفر عن مقتل وإصابة 6 يمنيين.. اليمن يدين قصف حقل للغاز في كردستان العراق    استشاري سعودي يحذر من تناول أطعمة تزيد من احتمال حدوث جلطة القلب ويكشف البديل    مقاتلو المغرب على موعد مع التاريخ في "صالات الرياض الخضراء"    مركبة مرسيدس بنز ذاتية القيادة من المستوى 3    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    اليوم السبت : سيئون مع شبام والوحدة مع البرق في الدور الثاني للبطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    ضبط المتهمين بقتل الطفل الهمداني في محافظة إب بعد تحول الجريمة إلى قضية رأي عام    لماذا يخوض الجميع في الكتابة عن الافلام والمسلسلات؟    جماعة الحوثي توجه تحذيرات للبنوك الخاصة بصنعاء من الأقدام على هذه الخطوة !    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    حادث مروع .. ارتطام دراجة نارية وسيارة ''هليوكس'' مسرعة بشاحنة ومقتل وإصابة كافة الركاب    بعد القبض على الجناة.. الرواية الحوثية بشأن مقتل طفل في أحد فنادق إب    كان يرتدي ملابس الإحرام.. حادث مروري مروع ينهي حياة شاب يمني في مكة خلال ذهابه لأداء العمرة    السلفيون في وفاة الشيخ الزنداني    تعرف على آخر تحديث لأسعار صرف العملات في اليمن    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    ما الذي كان يفعله "عبدالمجيد الزنداني" في آخر أيّامه    قوات دفاع شبوة تحبط عملية تهريب كمية من الاسلحة    رفض قاطع لقرارات حيدان بإعادة الصراع إلى شبوة    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    ريال مدريد يقترب من التتويج بلقب الليغا    عاجل: إعلان أمريكي بإسقاط وتحطم ثلاث طائرات أمريكية من طراز " MQ-9 " قبالة سواحل اليمن    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الكوليرا" يجتاح مناطق سيطرة الحوثي
الوباء يفتك بالمواطنين في صنعاء وحجة والجوف وذمار والمحويت
نشر في أخبار اليوم يوم 07 - 05 - 2017

يواصل وباء الكوليرا تفشيه وزحفه في عدة محافظات يمنية مخلفاً عشرات الإصابات والوفيات في صفوف المواطنين، في ظل تجاهل وتقاعس للجهات المعنية والمنظمات الدولية.
ويجتاح الوباء حاليا وبشكل مخيف عدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين الحوثيين، ومنها العاصمة صنعاء ومحافظات ذمار وحجة والجوف، مما تسبب بسقوط عشرات الضحايا..
وفي الوقت الذي توجه الجهات الطبية نداءات استغاثة عاجلة للمنظمات الإنسانية المهتمة بالجانب الصحي إلى سرعة الحد من الجائحة واحتوائها ورفع مستوى الاستجابة لوقف تفشي هذا الوباء الخطير.
يحذّر أطباء من تفشي وباء الكوليرا، في ظل تدهور الوضع الصحي، تقاعس سلطات الحوثي وعدم قيامها بأي تجاوب أو خطوات فعلية لمكافحة وباء الكوليرا، واستحواذها على المعونات الطبية وبيعها في السوق السوداء.
وبدأت معاودة تفشي وباء الكوليرا مجدداً منذ نهاية شهر إبريل المنصرم في صنعاء وعدد من المحافظات الخاضعة لسيطرة الإنقلابيين جراء تدهور الوضع.
وسجلت في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة المليشيات الانقلابية خلال اليوميين الماضيين المئات من حالات الاشتباه بالإصابة بوباء الكوليرا بينها حالتي وفاة استقبلها قسم الطوارئ العامة بهيئة المستشفى الجمهوري وعدد من مستشفيات العاصمة. وقالت مصادر طبية بهيئة المستشفى الجمهوري" أنه وخلال الفترة من 28 إبريل وحتى 3 مايو سجلت وفاة حالتين من بين ما يقارب 100 حالة إصابة استقبلها مستشفى الجمهوري فقط".
وذكرت المصادر أن أعراض الحالات التي وصلت إلى قسم الطوارئ متشابهة، إذ تعاني الحالات من إسهال حاد مع تقيّؤ شديد ومستمر، البعض منها يؤدي في النهاية إلى جفاف وهبوط حاد للضغط ثم فشل كلوي، ومن ثم الوفاة في حالة عدم قابلية مناعة جسم المصاب المقاومة للوباء.
وفي محافظة الجوف أكد مدير عام الصحة بالمحافظة الدكتور مياز اليوسفي تسجيل ثلاث حالات إصابة بالكوليرا خلال ال 24 ساعة الماضية. وحذر اليوسفي في بيان صحفي المواطنين من تناول الأطعمة والأشربة المكشوفة ودعاهم للعناية بالنظافة وتجنب القاذورات والأماكن الغير نظيفة.
ودعا اليوسفي الحكومة والسلطة المحلية والمنظمات المهتمة بالجانب الصحي إلى سرعة الدعم وتوفير الاحتياجات الضرورية لمواجهة مكافحة الوباء والحد من انتشاره. وأشار مدير عام الصحة بالجوف إلى أن المكتب رفع الجاهزية الطبية واتخذ التدابير والإجراءات الطبية اللازمة لمواجهة الوباء في مستشفى الجوف العام والمراكز الصحية بمديريات المحافظة.
وفي محافظة حجة واصل الوباء انتشاره في أربع مديريات وتوفي شخصان وأصيب نحو 36 آخرون إثر تفشي الكوليرا في مديرية عبس. وسجلت إحصائيات طبية ظهور حالات المرضية مطابقة لأعراض الكوليرا في عدد من عزل المديرية المزدحمة بالسكان بسبب النزوح إليها من المديريات الحدودية المجاورة. ووجه مكتب الصحة نداءً عاجلاً للمنظمات الإنسانية المهتمة بالجانب الصحي إلى سرعة إسعاف المديرية للحد من مرض الكوليرا واحتوائه ورفع مستوى الاستجابة لوقف تفشي هذا المرض الخطير.
وفي محافظة ذمار وجه أهالي وسكان حي روما نداء استغاثة عاجلة وطارئة لقيادة السلطة المحلية وسلطة الأمر الواقع وكل منظمات المجتمع المدني في المدينة التدخل العاجل لإنقاذ الحي من كارثة صحية وشيكة، بعد اجتياح موجة الإسهالات المائية الحادة لعشرات الأسر في ظل قصور خدمات النظافة وانعدام رفع المخلفات من القمامة، بالإضافة إلى عشوائية الصرف الصحي (البيارات) المكشوفة. وأكدت مصادر طبية وفاة طفل يدعى عبده محمد خالد يدرس في الصف الثالث الابتدائي بعد إصابته بوباء الكوليرا و4 أيام من إصابته بإسهال مائي حاد. مشيرة إلى أن أفراد أسرة الحاج محمد سنان العواضي والبالغ عددهم 11 شخصا جميعهم مصابون بالكوليرا ثلاثة منهم في مشفى ذمار العام، ولم يستطيع العائل إسعاف البقية لصعوبة حالته المادية، وأضطر أن يبقيهم بالمنزل يواجهون الموت المحتم عليهم. وأكدت المصادر أيضا وفاة مسن متأثرا بإصابته بالكوليرا.
مستشفيات تكتظ بالمصابين
يكتظّ قسم الطوارئ في هيئة المستشفى الجمهوري بالحالات المصابة بالكوليرا، إذ يعد المشفى الوحيد الذي يستقبل الحالات أطباء، وهو ما أدى إلى عجز المستشفى عن إيجاد أسرّة شاغرة للمصابين الجدد، بعد امتلاء غرفتي الطوارئ في الدور الثاني المخصصتين للرجال وللنساء، بالإضافة إلى غرفة كبيرة بالدور الأول للمشفى خصصت للمصابين بوباء الكوليرا.
وهو ما تطوّر إلى وضع الحالات الجديدة في صالة قسم الطوارئ، كذلك جرى نقل بعض المصابات بالمرض إلى مستشفى السبعين الحكومي وسط مدينة صنعاء، لتخفيف الضغط عن مستشفى الجمهوري، وفق القائمين عليه.
ويرفض بعض الأطباء في قسم الطوارئ العام بالمستشفى الحديث عن مدى انتشار المرض، حتى لا يصاب أهل صنعاء بالهلع كما يقولون، وبحسب مصدر في وزارة الصحة العامة والسكان فإن الوزارة ترفض إخافة اليمنيين بالتركيز على المرض ومدى تزايد الإصابة بالوباء بين السكان.
وتكشف إحصائية حديثة صادرة عن وزارة الصحة العامة والسكان عن تسجيل 15 حالة مؤكدة الإصابة بالمرض في صنعاء والمحويت وعمران وحجة، منذ بداية شهر مايو/ أيار 2017.
وتؤكد بيانات الوزارة تسجيل 26 ألف حالة اشتباه و207 حالات إصابة مؤكدة بوباء الكوليرا و16 حالة وفاة في المحافظات اليمنية خلال الموجة الأولى من اجتياح الوباء لليمن بداية أكتوبر/ تشرين الأول 2016، فيما حذّر بيان صادر عن الإدارة العامة للترصد الوبائي في وزارة الصحة العامة والسكان في مايو/ أيار2017 من تزايد انتشار وباء الكوليرا في عدد من محافظات الجمهورية.
وبدأت الكوليرا بالظهور في صنعاء بداية شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2016، مع اكتشاف أول حالة إصابة تلتها عشرات الحالات المصابة والمشتبه بها، مع نهاية الشهر ذاته، بحسب خبير الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية الدكتور عمر صالح، لكن غياب المكافحة الحقيقة من قبل وزارة الصحة العامة والسكان أدى إلى انتشار الوباء بشكل كبير مرة ثانية، وفقاً لتأكيد الدكتور حميد المعمري، نائب المدير العام لإدارة الخدمات الطبية في وزارة الصحة.
ويعد انهيار البنية التحتية في اليمن، والنزوح وتعذر الحصول على مصادر مياه نظيفة ووسائل معيشية صحية من أهم أسباب انتشار الكوليرا في اليمن، وفق خبير الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية الدكتور عمر صالح.
يتزامن ذلك الانتشار مع تكدس المخلفات في شوارع العاصمة صنعاء منذ يوم 2 مايو/أيار 2017 بسبب إضراب عمال النظافة احتجاجاً على عدم صرف رواتبهم بحسب المسؤولين في إدارة أمانة العاصمة. بالإضافة إلى وجود المستنقعات الممتلئة بالمخلفات في أماكن متفرقة من العاصمة صنعاء، وفقاً لما وثقه معد التحقيق.
ودعت الإدارة العامة للترصد الوبائي في وزارة الصحة العامة والسكان المواطنين إلى أخذ الحيطة والحذر من خلال النظافة الشخصية وعدم تناول الأطعمة المكشوفة وتجنّب أكل الأطعمة الباردة في المطاعم الأسواق، وضرورة غسل الفواكه والخضراوات، حتى لا يتزايد انتشار الوباء بين اليمنيين.
نفايات تغرق العاصمة
تشهد العاصمة صنعاء تكدساً كبيراً لأكوام القمامة، وسط إضراب كامل لعمال النظافة بعد توقيف الحوثيين رواتبهم. وتشهد معظم شوارع العاصمة صنعاء تراكماً كبيراً للقمامة والمخلفات وانفجار أنابيب الصرف الصحي الأمر الذي ينذّر بكارثة صحية. ويأتي هذا تزامناً مع أمطار خفيفة تشهدها العاصمة صنعاء بشكل شبه يومي.
وحذر ناشطون من كارثة صحية وشيكة تتهدد المواطنين بفعل هذه النفايات المكدسة في شوارع صنعاء، ونشروا على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي صوراً توضح تراكم النفايات ومخلفات القمامة بشكل كبير.
وأشار الصحفي/ أحمد عبد الرحمن، في تدوينة له على صفحته بالفيس بوك: "كارثة صحية وشيكة تتهدد المواطنين بفعل هذه النفايات المكدسة في شارع واحد فقط في العاصمة صنعاء.. وعلق: "لمن يتساءل عن إنجازات مجلس الحكم في صنعاء وقواه السياسية، نقول له هذه هي أبرز إنجازات المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ وأنصار الله والمؤتمر الشعبي العام في عاصمة حكمهم على الأقل"..
وأوقفت حكومة الحوثيين رواتب عمال النظافة الذين يتقاضون مبالغ زهيدة جداً مقابل عملهم اليومي في تنظيف الشوارع ورفع المخلفات. وحذّر أطباء من تكدس أكوام القمامة في الشوارع العامة وهو الخطر الرئيسي الذي يسبّب وباء ” الكوليرا ” ويساعد على انتشاره.
وسجلت مستشفيات العاصمة صنعاء خلال الثلاثة الأيام الماضية قرابة 316 حالة مصابة بالكوليرا بينها ثلاث حالات وفاة. وتحدثت وسائل إعلام عن تفشي وباء الكوليرا في العاصمة اليمنية صنعاء بشكل مخيف، وفقاً لمصادر طبية بالمدينة. وأكدت المصادر تسجيل 69 حالة خلال الأسبوع الماضي بمستشفى الجمهورية في صنعاء، فيما سجلت حالة وفاة واحدة منهم. ووفقاً لمصادر طبية بهيئة المستشفى الجمهوري: أنه وخلال الفترة من 28 إبريل وحتى 3 مايو سجلت وفاة حالتين من بين 70 حالة إصابة استقبلها المستشفى.
وذكرت المصادر أن أعراض الحالات التي وصلت إلى قسم الطوارئ متشابهة، إذ تعاني الحالات من إسهال حاد مع تقيّؤ شديد ومستمر، البعض منها يؤدي في النهاية إلى جفاف وهبوط حاد للضغط ثم فشل كلوي، ومن ثم الوفاة في حالة عدم قابلية مناعة جسم المصاب المقاومة للوباء.
ويعد المستشفى الجمهوري هو المستشفى الوحيد الذي يستقبل حالات الإصابة بوباء الكوليرا في صنعاء الأمر الذي أدى إلى عجز المستشفى عن إيجاد أسرّة شاغرة للحالات الجديدة.
وتزايد تسجيل حالات الإصابة بمرض الكوليرا في العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة الانقلابيين. وحسب إدارة عمليات أمانة العاصمة وصل عدد الإصابات، حتى يوم الخميس الرابع من مايو الجاري، إلى 218 حالة في العاصمة صنعاء توفي منها 4 حالات وخرج منهم 60 فيما لا يزال الباقون في حالة رقود بالمستشفيات.
كما تم تسجيل 15 حالة منذ بداية شهر مايو الجاري في صنعاء وحدها، في حين تؤكد إحصاءات طبية وجود 26 ألف حالة اشتباه، و207 حالات إصابة مؤكدة بوباء الكوليرا، و16 حالة وفاة في صنعاء والمحافظات المجاورة لها، وهي المحويت وعمران وذمار وريمة.
وبدأ تفشي وباء الكوليرا منذ نهاية شهر إبريل المنصرم في صنعاء وعدد من المحافظات الخاضعة لسيطرة الإنقلابيين جراء تدهور الوضع واستحواذها على المعونات الطبية وبيعها في السوق السوداء.
ولم تقدم حكومة المليشيات أي تجاوب مع مطالبات صرف مرتبات عمال النظافة أو خطوات فعلية لمكافحة وباء الكوليرا. يشار إلى أن معظم مكاتب الصحة العالمية واليونسيف وأطباء بلا حدود لاتزال تعمل من العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وتمتلئ أرصفة شوارع العاصمة اليمنية صنعاء والمدن الصغيرة المحيطة بها، بمخلفات متنوعة بعد توقف السلطات عن دفع رواتب عمال النظافة منذ أكثر من سبعة أشهر بسبب الحرب. وتساهم هذه الأزمة البيئية والصحية الخطيرة في تفشي أمراض الكوليرا وحمى الضنك والجرب والملاريا وغيرها. ويشكو سكان العاصمة صنعاء من تسببت الأمطار في تحول الشوارع إلى مجرى لسيول النفايات المنزلية بعد تراكم أكياسها على جنبات شوارع كثيرة.
وكانت الأمطار التي بدأ موسمها في مارس/ آذار الماضي عاملاً مساهماً في غزو النفايات شوارع كثيرة، إذ عمد عدد من السكان المنزعجين من تلال النفايات إلى التخلص من بعضها عبر إلقائها في المجاري الرئيسية لسيول الأمطار، لتعزز من احتمالات تفشي الأمراض، خصوصاً بعد تلوث مصادر المياه الجوفية بها. ولم تبقَ النفايات في مجاري المياه بل تمددت في الشوارع لتصل إلى عتبات منازل السكان.
وبسبب أزمة النفايات المنتشرة في أرجاء صنعاء، بادر عدد من شبان الأحياء العاطلين من العمل، أو ممن توقفوا قسراً بسبب انقطاع الرواتب، إلى الحدّ من توسع مساحة النفايات بجعلها على هيئة ركام رأسي أو إحراقها. لكنّ ذلك تسبب في مأساة أخرى تمثلت في تضرر المحيط بالحشرات الهائمة التي وصلت إلى البيوت، وبالأدخنة الهائلة التي أضرّت بالسكان لا سيّما الأطفال والنساء.
حرب الكوليرا في اليمن
صنّفت منظمة الصحة العالمية اليمن في مرحلة الطوارئ الطبية، مع انتشار الأمراض في البلاد، ومنها الكوليرا، بعد نحو عامين من الحرب. فمع استمرار الحرب في اليمن، تعود أمراض مختلفة إلى الواجهة. منها ما اندثر منذ عقود، كحال الكوليرا الذي أعلن عن عودته في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وبات يتفشى بشكل واسع بمساعدة المياه الملوثة والصرف الصحي غير الآمن بالترافق مع نقص شديد في الاستعداد الصحي الحكومي، والاستجابة الدولية غير الكافية.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العامة في اليمن إلى أنّ ما مجموعه 7.6 ملايين يمني (30 في المائة من إجمالي السكان) نصفهم من الأطفال، معرضون لخطر الإصابة بالكوليرا. وتتفاقم مشكلة تفشي الكوليرا في الوقت الذي يعيش فيه عدد من المناطق اليمنية حرباً استنزفت كامل أموال الدولة ومنها مخصصات القطاع الصحي الذي تعاني كلّ مرافقه من فشل في التشغيل وشحّ في الأدوية وإضرابات موظفين لم يتسلموا رواتبهم منذ شهر سبتمبر/ أيلول الماضي.
ويرمي القطاع الصحي اليمني كلّ مسؤوليته على المنظمات الصحية الدولية العاملة التي بدورها لا يختلف وضعها كثيراً عنه في ظل استمرار اتهامات مسؤولي الصحة للمنظمات أنّها لم تنزل إلى الميدان بعد. وتشير تقارير المنظمات وتصريحات مسؤوليها إلى تدخلها لعلاج المرض وحصاره خصوصاً عبر المساعدة في توفير مياه الشرب الآمنة وأنظمة الصرف الصحي والتوعية بكلّ ما يمكن أن يقي من الوباء. لكنّها لا تشير إلى كمية المساهمة في إنقاذ الوضع.
وتشير آخر تقارير منظمة الصحة العالمية أنّه في منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي جرى تسجيل 148 حالة إصابة بالكوليرا في 12 محافظة يمنية، وكان منها 92 حالة وفاة مؤكدة. وتقول المنظمة إنّه جرى الإبلاغ عن أكثر من 11.600 حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا في 15 محافظة.
ويعتبر اليمن سابع دولة تعاني من شح المياه عالمياً. ولا يتلقى سوى 26 في المائة من اليمنيين إمدادات المياه من الشبكة العامة التي تصل منذ سنوات ملوثة وغير صالحة للشرب. ويضطر معظم السكان إلى التزود بالمياه من مصادر مختلفة تعتمد على الأمطار ومجاري الأنهار المكشوفة والمعرضة للتلوث والحشرات.
لا يحظى بتغطية شبكة الصرف الصحي العامة في اليمن أكثر من 16 في المائة من السكان. كذلك، يشير البنك الدولي إلى أنّ البلاد هي الثانية في الشرق الأوسط بعد السودان في قضاء الحاجة البشرية في العراء بسبب افتقارها إلى أنظمة الصرف الصحي، وشحّ الموازنة الحكومية الصحية التي لم تتجاوز 8 في المائة في أفضل حالاتها.
وفي وقت سابق حذّرت منظّمة الصحّة العالمية من انتشار الكوليرا في اليمن، في ظلّ انهيار النظام الصحي نتيجة الحرب، وانعدام الخدمات في معظم المحافظات. وأوضحت أن الوضع الوبائي في اليمن حرج للغاية، هي التي تتابع الوضع الصحي في البلاد منذ بداية الحرب.
وسبق أن أشارت منظّمة الصحّة العالميّة إلى تدهور الوضع الصحي في البلاد، بعد تسجيل وزراة الصحة العامة والسكان 11 حالة إصابة بالكوليرا في حي النصر (شمال العاصمة صنعاء). ويعدّ هذا أكبر اكتشاف للمرض في منطقة واحدة، الأمر الذي أثار قلق الوزارة والمنظّمات الإنسانية، في ظل احتمال عدم القدرة على السيطرة عليه.
واستطاع فريق تابع لوزارة الصحة العامة اكتشاف الإصابات بالكوليرا في صنعاء بسرعة "قياسية"، بحسب خبراء منظمة الصحة العالمية. وتلقّى هؤلاء العلاج في قسم العزل الصحي في أحد المستشفيات الحكوميّة. كذلك، أرسلت الوزارة فريقاً من برنامج المراقبة الصحية وآخر للاستجابة السريعة من قبل منظمة الصحة العالمية، إلى حي النصر، لمعرفة أسباب الإصابات واختبار مصادر المياه في المنطقة، ورفع مستوى الوعي حول مرض الكوليرا في المجتمع. وزار الفريق المدارس القريبة والمراكز الصحية بهدف البحث عن الحالات المشتبه في إصابتها في المنطقة.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، في الحادي عشر من أكتوبر 2016م، أن حالات الإصابة بالكوليرا التي أعلن عن تسجيلها في اليمن الأسبوع الماضي، تقتصر على 11 حالة سجلت في صنعاء فقط، ولم تؤد إلى حصول أية وفيات.
وأفاد الخبير في المنظمة باليمن، عمر صالح، عن تسجيل "17 حالة اشتباه بالكوليرا"، وإن "الحالات المؤكدة أنها كوليرا 11 حالة". وأكد في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة اليمنية، أن كل الحالات التي رصدت سجلت في منطقة واحدة من صنعاء، مضيفاً "لا توجد حالة إيجابية خارج صنعاء".
وعلى صعيد اليمن بشكل عام، أفادت المنظمة عن تسجيل 143 حالة "إسهال معوي حاد"، منها 49 في تعز (جنوب غرب) و42 في الحديدة (غرب). إلا أن فحوص الكوليرا التي أجريت عليها كانت "سلبية".
وكانت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "يونيسيف" أعلنت الجمعة السابع من أكتوبر 2016م من تسجيل حالات إصابة بالكوليرا في صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون منذ سبتمبر/أيلول 2014، من دون أن تحدد عددها. وأعلنت منظمة اليونيسف في اليمن، عن رصد وزارة الصحة التي تسيطر عليها جماعة الحوثيون، حالات إصابة بمرض الكوليرا في العاصمة اليمنية صنعاء.
وقال ممثل اليونيسف في اليمن، جوليان هارنس، في بيان له، في السابع من أكتوبر 2016م، إن ذلك يضاعف المخاطر الصحية المحدقة بالسكان وخصوصاً الأطفال، في ظل تدهور النظام الصحي في البلاد. وأعلن هارنس عن دعم منظمته للمرافق الصحية باليمن، وقال في بيان له: "ندعم المرافق الصحية لعلاج حالات الكوليرا واحتوائه، وسوف نواصل العمل مع الشركاء لرفع مستوى الاستجابة لوقف تفشي هذا المرض الخطير".
لافتاً إلى أنه ما لم يتم علاج هذا المرض، فيمكن أن يتسبب في وفاة الحالات شديدة الإصابة، ويمكن أن تقتل الكوليرا ما نسبته 15 بالمائة من المصابين بها في غضون بضع ساعات. وأضاف هارنس في بيانه، أن "الأطفال عرضة لمخاطر عالية ما لم يتم الحد وعلى وجه السرعة من تفشي وباء الكوليرا، خصوصا مع تدهور النظام الصحي في اليمن جراء استمرار الصراع".
وفي السابع والعشرين من أكتوبر 2016م أعلنت منظمة الصحة العالمية أن حالات الوفاة المؤكدة نتيجة الإصابة بمرض "الكوليرا" في اليمن، وصل إلى ست حالات، فيما بلغ عدد حالات الإصابة المؤكدة مختبرياً 55 حالة. وأوضحت المنظمة، في بيان لها، أن حالات الوفاة المؤكدة سُجّلت في محافظات صنعاء وعدن وإب، فيما سُجلت حالات الإصابة في تسع محافظات، بالإضافة إلى تسجيل 1410 حالات اشتباه بمرض "الكوليرا" في عشر محافظات، معظمها في تعز (395) وعدن (341) ولحج (194) والحديدة (182) وأمانة العاصمة (100).
وكان وباء "الكوليرا" انتشر في الأشهر الأخيرة باليمن، حيث جرى الإعلان عن أولى حالات الإصابة في صنعاء، ثم انتقل إلى محافظات أخرى أبرزها تعز، وكذلك مدينة عدن التي تتحدث فيها مصادر محلية عن أن عدد حالات الوفاة جراء المرض وصل إلى تسع حالات وفيات.
وفي وقت لاحق، أشارت منظمة الصحة العالمية نقلا عن وزارة الصحة اليمنية، أنه أبلغ عن ثماني حالات معظمها لأطفال. وأوضحت المنظمة أن "النقص الحاد لمياه الشرب النظيفة (تسبب) في تفاقم الوضع الصحي في اليمن" الذي كان يعد من أكثر الدول العربية فقراً.
وفي الثامن والعشرين من أكتوبر الفائت قالت منظمة الصحة العالمية، إنّ حالات الاشتباه بالإصابة بالكوليرا، في اليمن، ارتفعت إلى 1410 في غضون ثلاثة أسابيع منذ الإعلان عن ظهور المرض في الدولة، التي دمرت الحرب المستمرة منذ 18 شهراً معظم منشآتها الصحية ومرافق إمدادات المياه النقية فيها.
وأعلنت وزارة الصحة اليمنية في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول، أنّ المرض ظهر في صنعاء، وقالت منظمة الصحة العالمية في العاشر من نفس الشهر، إنّ حالات الاشتباه ارتفعت إلى 24 حالة. وفي اليوم التالي قال مسؤول في منظمة الصحة العالمية في اليمن "لا يوجد انتشار للمرض".
لكن طارق جسارفيتش، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، قال في تصريحات صحافية، في جنيف، إنّه حتى السابع والعشرين من أكتوبر2016م، كانت هناك 1410 حالات اشتباه موجودة في 10 من محافظات اليمن وعددها 23. وأضاف أن معظم الحالات في محافظات تعز وعدن ولحج والحديدة وصنعاء.
وقالت منظمة الصحة العالمية ، إنّ 47 فقط من الحالات المشتبه فيها تؤكد إصابتها بالكوليرا، وإنّ المرض امتد من العاصمة ووصل إلى تسع محافظات أخرى. وذكرت المنظمة في تقريرها الذي صدر في 26 من شهر ، أنّ الأطفال دون سن عشرة أعوام يمثلون نصف الحالات، وأن ست وفيات وقعت بسبب الكوليرا، ووقعت 36 حالة وفاة مرتبطة بالمرض نتيجة الإصابة بالإسهال الحاد.
وفي الثالث عشر من نوفمبر 2016م أعلنت منظمة الصحة العالمية، أنّ الكوليرا تضرب 11 محافظة يمنية، بعدما كانت محصورة خلال الأيام الماضية في ستّ محافظات. وذكر فرع المنظمة في اليمن أنهّ "تمّ تسجيل أربعة آلاف و119 حالة اشتباه في المرض في 11 محافظة، معظمها في تعز (وسط) وعدن (جنوب)".
ووفقاً لبيان المنظمة، فإنّ "86 حالة مؤكدة مخبرياً بإصابتها بالكوليرا في اليمن، أي بزيادة 21 حالة عن الرقم الصادر الأسبوع الذي سبقه". وظلت عدد الحالات المشبه فيها يتزايد بصورة كبيرة، وأشار بيان المنظمة إلى أنّ "الحالات المشتبه في إصابتها بالمرض لم يتمّ فحص بكتيريا الكوليرا فيها، رغم أنّها تعاني من أعراض المرض نفسه، وهي الإسهال المائي الحاد والتجفاف".
وقد فارقت عشرات الحالات المشتبه في إصابتها الحياة، مع التشديد على أنّ إصابتها بالكوليرا غير مؤكّدة. وفي هذا السياق، كان مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، جورج خوري، قد صرّح لوكالة "الأناضول" في وقت سابق، بأنّ 47 شخصاً فارقوا الحياة من جرّاء الإسهالات المائية الحادة، والتي قد تكون بكتيريا الكوليرا أحد أسبابها.
وكانت العاصمة صنعاء هي أولى المدن التي اكتشفت فيها الكوليرا، في أواخر سبتمبر/ أيلول 2016، قبل أن تنتقل إلى محافظات عدن ولحج وتعز والحديدة وحجة والبيضاء. ويعتبر مختصون ما يجري من انتشار للوباء بأنه ليس سوى مؤشر على ما هو أعمق من تردي مستويات الحياة والصحة العامة في اليمن، بعد هيمنة جماعة الحوثيين وقوات صالح على العاصمة صنعاء ومصادرة واستنزاف موارد ومقدرات البلاد.
ويؤكد أطباء أن اليمن بحاجة إلى ما هو أكثر من عشرين برميلاً من مادة الكلور التي قدمها الهلال الأحمر الإماراتي، وبالدرجة الأولى بحاجة إلى وقف حربه التي لم تترك مدينة إلا ونهشت إمكانيات العيش فيها.
ويحذرون من أن الكوليرا قد تكون مجرد رسالة لما هو أدهى وأمرّ مما قد تعانيه البلاد في ظل استمرار حالة الانتحار الذاتي التي تعصف بالمدن والقرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.