أوضح رئيس الوزراء/ أحمد عبيد بن دغر بشأن زيارته التي يقوم بها إلى العاصمة الألمانية برلين. وقال إن الزيارة تندرج في إطار السعي لتحقيق السلام وفقا للأسس والمفاهيم الوطنية ومخرجات الحوار الوطني. والتقى بن دغر- أمس الثلاثاء- بنائب المستشارة الألمانية ووزير الخارجية زيغمار غابريال في برلين حيث تجري محادثات بشأن الأزمة اليمنية تمتد طوال الأسبوع الجاري. واتهم- في كلمة ألقاها في افتتاح الملتقى الاقتصادي العربي الألماني في العاصمة الألمانية- إيران بمحاولة تصدير مشروعها التدميري والتخريبي لليمن بغطاء مذهبي وطائفي واستهداف استقرار الخليج والمنطقة العربية، حسب تعبيره. ولفت رئيس الوزراء إلى أن إيران تدعم انقلاب الحوثي وصالح، وهي السبب في إطالة أمد الحرب، بدعمها بالسلاح المستمر للانقلابيين في محاولة لسيطرتهم على اليمن ومنافذه البحرية لتهديد الملاحة والأمن الدوليين. وأشاد بن دغر بدور المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي والتحالف العربي لدعم الشرعية باليمن، مشيرا إلى قرارات مجلس الأمن ومنها القرار رقم 2216 الذي أكد على عودة الشرعية السياسية والالتزام بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل. وأكد بن دغر أن الحكومة اليمنية تسعى لسلام ينهي الصراع وإجماع وطني، محملا المسؤولية للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح في استمرار الحرب وتهديدهم للملاحة الدولية. وقال "أي خطة للسلام تخرج عن هذه المرجعيات، ستجد طريقها للفشل لأن الشعب اليمني سيرفضها ولن تحقق السلام المنشود". وقال رئيس الوزراء إنه لا توجد دولة في العالم تحترم المبادئ والديمقراطية والحكم الرشيد، تقبل أن يكون في وسطها مليشيات مسلحة تهدد أمن مواطنيها وسلامتهم ومستقبلهم. وأضاف "لدينا أسس ثلاث مرجعيات واضحة يمنية وإقليمية ودولية، وإذا لم تحترم هذه المرجعيات فكيف لنا أن نحترم المواثيق والمعاهدات الدولية ". وطالب بن دغر، الحكومة الألمانية بدعم جهود الحكومة الشرعية في مكافحة وإيقاف وباء الكوليرا في اليمن وأبدت الحكومة الألمانية استعداها في هذا الجانب إضافة لدعم الجهود الإغاثية والإنسانية. وخلال لقائه بن دغر.. قال وزير الخارجية زيغمار غابريال إن المساعدات الإنسانية المقدمة لليمنيين تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح، وأشار إلى رفع برلين مساعداتها لليمن هذا العام إلى 125 مليون يورو، لتصبح بذلك ثالث أكبر المانحين للبلد الذي عرف انقلابا على مؤسسات الدولة منذ أواخر 2014. واعتبر الوزير الألماني وفقا للجزيرة نت أن المجتمع الدولي مطالب بعدم الاقتصار على تقديم هذه المساعدات، والسعي بفعالية للبحث عن حل للأزمة اليمنية واستكشاف إمكانيات تسويتها لأنه الطريق الوحيد للعودة لعملية المفاوضات بين أطراف الأزمة. وذكر زيغمار أنه قدم للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عرضاً لقيام ألمانيا بمحاولة بدء عملية سياسية في اليمن على طاولة المفاوضات بعد تعبير دول جوار اليمن عن تقديرها لهذا الدور. ودعا رئيس الدبلوماسية الألمانية أطراف الصراع اليمني لتحمل مسؤولياتها وإنهاء معاناة اليمنيين، ووقف الأعمال القتالية فورا، والتوجه بجدية لطريق الخروج من دوامة الأزمة، مشيرا إلى أن بلاده دعت ممثلين بارزين لأطراف الأزمة اليمنية إلى برلين هذا الأسبوع لبدء مفاوضات غير رسمية فيما بينهم. الى ذلك قال بن دغر في حديثه لقناة بي بي سي " إن ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي كان انقلاب وتم احتوائه فعلاً وأن المحافظ الجديد عبدالعزيز المفلحي سيعود إلى عدن، وكذلك الحكومة ستعود إلى ولا شيء يمنعها من ذلك". وأضاف: الحوثي انقلب على الدولة وهو يمثل شريحة واسعة فليس كل من أخرج الناس إلى الشارع أنه على صواب ". وأكد الدكتور بن دغر على استيعاب التناقضات الأمنية الموجودة في عدن وتحويلها لصالح الدولة والشعب اليمني . وبشأن المفاوضات مع الميليشيا الانقلابية قال رئيس الوزراء " نحن لا نشجع أي وساطات أو مفاوضات لا تكون تحت مظلة الأممالمتحدة وأن الرئيس هادي والحكومة الشرعية والقوى السياسية التي تتشكل منها الشرعية والمساندة لها ، لديها موقف واحد وهو أن تتجنب أي شكل من أشكال الحوار غير المباشر عبر وسيط دولي أو إقليمي ويجب أن يكون أي حوار تحت رعاية الأممالمتحدة ".