حذرت منظمة "أطباء بلا حدود"، أمس السبت، من خروج وباء الكوليرا في اليمن عن السيطرة، بعد تخطي عدد المشتبهين بالإصابة نحو 23500. وطالبت المنظمة- في بيان لها- ب"استجابة طارئة تتناسب مع حدة إصابات الكوليرا والإسهال المائي الحاد، التي باتت يشكل مصدر قلق هائل في اليمن". وأشارت المنظمة إلى أن "تفشي الكوليرا يتزايد بسرعة كبيرة في أنحاء اليمن وتخطى عدد الحالات المشتبه بها 23500 حالة حتى يوم الجمعة. ووفقاً للبيان، فقد تم تشخيص الوباء بالفعل في 18 محافظة من أصل 22 محافظة يمنية، وتم بالفعل تشخيص أكثر من 17,000 حالة، فيما تم علاج أكثر من 3000 مريض في محافظاتعمران والحديدة وحجة والضالع وتعز وإب (وكلها تحت سيطرة الحوثيين). وقال غسان أبو شعر- رئيس بعثة أطباء بلا حدود في اليمن- "إن التفشي الحالي وانتشاره السريع يدق ناقوس الخطر، في ظل نظام صحي يمني يعاني من الإرهاق، داعياً إلى "تسهيل استيراد المواد الطبية إلى البلد لأن المخزونات الحالية لن تكون كافية". وعاود وباء الكوليرا إلى الانتشار بعد أن غادر اليمن قبل نحو 40 عاماً، نتيجة طبيعية لغياب مؤسسات الدولة، بعد اجتياحها من قبل مسلحي الحوثي أواخر سبتمبر/ ايلول 2014. وقدرت منظمة الصحة العالمية في بيان لها، أن 7 ملايين و600 ألف شخص يعيشون في مناطق باليمن معرضون لخطر انتقال "الكوليرا". ويأتي هذا التحذير الطبي مع إعلان أول حالة وفاة في محافظة الجوف شمال اليمن، حيث أعلنت السلطات الحكومية، بمحافظة الجوف، أمس السبت، تسجيل أول حالة وفاة بوباء الكوليرا. جاء ذلك على لسان مدير مكتب الصحة بالمحافظة، الدكتور/ مياز اليوسفي، حسب وكالة سبأ اليمنية الحكومية. وقال اليوسفي "إن الحالات المصابة بالكوليرا تجاوزت 100 حالة، لافتا إلى الإصابات في ازدياد مستمر. ودعا اليوسفي الحكومة والمنظمات الدولية والمحلية إلى سرعة التدخل وإيصال الأدوية والمستلزمات الطبية لمواجهة الوباء، مشيرا إلى أن الإمكانيات المتوفرة محدودة، وغير كافية خاصة مع تزايد الإصابات". و"الكوليرا" مرض معدي، يسبب "الإسهال المائي الحاد"، ينجم عن تناول الأطعمة أو شرب المياه الملوثة بالبكتيريا، والعدوى قادرة على أن تودي بحياة المُصاب بها في غضون ساعات إن تُركت من دون علاج. وخلال الثلاثة الأسابيع الأخيرة انتشر وباء الكوليرا في اليمن، بشكل كبير، ما أدى إلى وفاة قرابة 250 شخصاً، مع وجود أكثر 20 ألف حالة يشتبه إصابتها بالوباء، وفقا لتقديرات منظمات أممية.