748 يوم مرت على تحرير محافظة عدن، جنوبي اليمن، من جماعة الحوثي والقوات الموالية لحليفهم المخلوع صالح، ظلت خلالها المدينة ترزح تحت دمار الحرب، دون إحداث أية تنفيذ فعلي لملف الإعمار على أرض الواقع، سوى مجرد وعود وتصريحات منبثقة عن اجتماعات لمناقشة خطط ودراسات، مع قليل من الخطوات لحصر المباني المتضررة وتشكيل لجان خاصة، فضلاً عن رصد المبالغ المخصصة لإعادة الترميم والإعمار. عامان ونيف من الانتظار لتحقيق روزنامة وعود الحكومة، معها كاد أن يفقد أهالي عدن المتضررون من الحرب الأمل، واليأس يتسلل إلى أفئدتهم.. بينما كانت الحكومة على الطرف الآخر تقود معركتها وتقاتل فيها تحالف قوي من التحديات والصعوبات لإعادة الحياة للعاصمة المؤقتة لليمن الاتحادي. معركة بدت أكثر صعوبة من معركة التحرير، لكن تباشير النصر بدأت تلوح مؤذنة لاقتراب تنفيذ خطة إعمار عدن، التي دخلت فعلياً حيز التنفيذ بتدشين المرحلة الأولى من مشروع إعادة إعمار المنازل المتضررة من الحرب، ووضع مداميك البناء والتعمير في عدن العاصمة بعد نحو 120 يوماً من الحصار والدمار، الذي خلفته مليشيا الحوثي وصالح باجتياحها الجنوب وقطع الخدمات الأساسية، بدأت عدن بنفض غبار الدمار والحرب، وعقب التحرير كانت تصريحات المسئولين الحكوميين تتوالى تكراراً عن بدء مرحلة إعادة الإعمار في المدينة.. ورغم قيام فرقاً ميدانية بمسح الأضرار والتقييم المالي للخسائر- وفق مسؤولين يمنيين قدروا حاجة المدينة إلى ما يتراوح بين 3 و4 مليارات دولار. ظلت خطة الإعمار مجرد تصريحات ووعود. تباشير إعمار عدن وكان وزير الأشغال العامة، معين عبد الملك، قال في تصريحات صحافية مطلع الأسبوع، إن عملية إعادة إعمار المنشآت المتضررة جراء الحرب التي تشهدها البلاد، ستنطلق يوم الثلاثاء الموافق 8 أغسطس في محافظة عدن. كما بشر محافظ عدن، عبد العزيز المفلحي باقتراب بدء تنفيذ خطة إعمار عدن التي ستشمل كافة المديريات على عدة مراحل خلال الأيام القليلة القادمة. وأوضح المفلحي أن خطة الإعمار تهدف إلى بناء منازل المواطنين التي تضررت، بكلفة تُقارب عشرين مليار و700 مليون ريال يمني، نحو 80 مليون دولار، عبر تمويل حكومي وبمساهمة من الصندوق العربي للإنماء بقيمة مليوني دولار. وأشار المحافظ المفلحي إلى أن مشاريع البنية التحتية تحتل أولوية قصوى، كونه لا يمكن إحداث أي تغيير في المدينة دون أن يتم إعادة بناءها. وقال "إن خطة الإعمار تهدف إلى بناء منازل المواطنين التي تضررت من الحرب، بكلفة تُقارب ال (عشرين مليار وسبعمائة مليون ريال يمني)، بتمويل حكومي، وبإسهام من الصندوق العربي للإنماء ب (2) مليون دولار". تدشين الخطة أمس الثلاثاء وبرعاية فخامة رئيس الجمهورية دشن وزيري التخطيط والتعاون الدولي الدكتور محمد السعدي، والأشغال العامة والطرق الدكتور معين عبد الملك ومحافظ عدن عبد العزيز المفلحي، المرحلة الأولى من مشروع إعادة إعمار المنازل المتضررة في عدن نتيجة الحرب التي شنتها مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، وذلك انطلاقاً من مديرية التواهي. ويتضمن المشروع ثلاثة مراحل تشمل حوالي 12 ألف منزل في كافة مديريات عدن، وتبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع نحو 20 ملياراً و750 مليون ريال يمني، منها مليوني دولار مساهمة من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي. ووقع المحافظ المفلحي، مع ممثلي شركات المقاولات المنفذة عقود المشروع الذي يستهدف في مرحلته الأولى مديريات التواهي وصيرة والمعلا بتكلفة (خمسة مليارات وثمانمائة مليون ريال يمني)، بداية بإعادة إعمار المنازل المتضررة بمديرية التواهي وفقاً لتقسيمها إلى ستة قطاعات شملت (حجيف، جبل التوانك، شارع الهلال، البنجسار رأس مربط، القلوعة، العروسة جولدمور)، كما يضم كل قطاع عدداً من المربعات، بتكلفة (اثنين مليار وثلاثمائة مليون ريال يمني). ومن المقرر أن يتم خلال الأيام القادمة تدشين الإعمار في المديريات التي تشملها المرحلة الأولى وهي مديرية صيرة بتكلفة (اثنين مليار ريال يمني) ومديرية المعلا بتكلفة (مليار وخمسمائة مليون ريال يمني). كما يشمل المشروع في مرحلته الثانية مديرية خورمكسر بتكلفة (سبعة مليارات ريال يمني) والمرحلة الثالثة مديريات الشيخ عثمان ودار سعد والبريقة والمنصورة بتكلفة (سبعة مليارات وتسعمائة وخمسين مليون ريال يمني). وعقب التدشين والتوقيع، قال المفلحي: "بدأنا أولى خطوات وضع مداميك البناء والتعمير، والتي لن تنتهي إلا باستكمال بناء ما دمرته الحرب، وبارك لأبناء عدن عامة بدء عملية إعادة الإعمار التي تعتبر بمثابة إعادة الروح لمدينة عدن". وأضاف"لن نكتفي ببناء العمران، بل سنمتد إلى بناء الإنسان، كون وجود الكادر المؤهل يعد داعماً رئيسياً للدفع بعجلة البناء والتنمية وتعزيز ديمومتها". وأعرب عن شكره وتقديره لدول التحالف العربي نظير جهودها الداعمة لليمن في الحرب والسلم وفي السراء والضراء.. مؤكداً أن عدن ستشهد نهضة في مختلف المجالات، لإعادة الروح للمدينة التي تضررت جرّاء الحرب ودفعت فاتورة بطولتها وعدم خضوعها لقوى الانقلاب. كلفة الحرب في حربهم ضد الجنوب واجتياحهم لمدنه ألحقت مليشيا الحوثي وصالح، دماراً هائلاً بمدينة عدن، كبرى مدن الجنوب والعاصمة المؤقتة للبلاد. وتضررت البنية التحتية بشكل كبير في مدينة عدن نتيجة الحرب التي شنها الحوثيون على المدينة في مارس/ أذار 2015، قبل تحريرها من قوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي. وأدت الحرب إلى دمار واسع في البنية التحتية وتدمير عدد من المباني الحكومية ومنازل المواطنين، بالإضافة إلى وقف الخدمات وتعطيل حركة التجارة والنشاط الاقتصادي. وقدرت المسوحات العدد الكامل للمنازل المُدمّرة التي ستشملها خطة الإعمار ب(12) ألف منزلاً، في كامل مديريات محافظة عدن. وتوقع خبراء اقتصاد أن يسهم برنامج إعادة الإعمار في إنعاش قطاع البناء والتشييد في اليمن الذي يعاني الركود التام منذ بداية الحرب. موضحين أن بدء عملية الإعمار سيسهم في إنعاش القطاع العقاري في البلاد. وتسببت الحرب الدائرة في اليمن منذ مارس/آذار 2015 في دمار واسع في البنية التحتية، بالإضافة إلى هدم آلاف المباني الحكومية ومنازل المواطنين، فضلا عن توقف الخدمات وتعطيل حركة التجارة والنشاط الاقتصادي. وتضررت البنية التحتية بشكل كبير؛ حيث تم تدمير 70% من القطاع الصحي، وتوقفت شركات السياحة والتأمين والمقاولات، كما دُمّر ما يزيد على 170 موقعا أثريّا، و142 منشأة سياحية، علاوة على 196 مصنعاً. تقديرات وتعهدات قدّرت الحكومة اليمنية تكاليف إعادة إعمار محافظة عدن بأكثر من مليار دولار نتيجة التدمير الذي تعرضت له المدينة على أيدي الانقلابيين. وفي وقت سابق كشفت مصادر في المقاومة الجنوبية عن رصد 50 مليار ريال يمني (227 مليون دولار) للمرحلة الأولى من إعادة الإعمار، والتي تهدف إلى إعادة الخدمات للمدينة والتي تتراوح إجماليّاً ما بين 3 و4 مليارات دولار. وكان رجال أعمال سعوديون ومستثمرون تعهدوا بإعادة إعمار اليمن عبر ضخ 5 مليارات دولار كاستثمارات تنموية، وذلك بهدف إعادة إعمار الاقتصاد اليمني. وفي الأول من أكتوبر 2015م عقد رئيس الوزراء الأسبق/ خالد بحاح ومنظمات المجتمع المدني والمبادرات الشبابية اجتماعاً تحضيريا حول مايمكن أن تقوم به الحكومة من شراكة مع المنظمات والمبادرات حول إعمار عدن. وتم إنشاء صندوق برأسمال أولي 100000000مليون ريال من الحكومة. وكانت دول ومنظمات دولية تعهدت بالمشاركة في إعادة إعمار اليمن حال توقف الحرب، حيث أعلنت الولاياتالمتحدة وبريطانيا والصين وتركيا رغبتها المشاركة في الإعمار. ووفقا لمصادر، فإن دولة الإمارات تتولى عملية إعادة الإعمار في المدينة عبر الهلال الأحمر الإماراتي، وإن مركز سلمان للإغاثة الإنسانية سيتولى تمويل مرحلة الإعمار بالاشتراك مع الهلال الإماراتي، مشيرة إلى أن مصر ستشارك أيضا في إعادة الإعمار عبر شركات مصرية في مجالات متعددة. وتعهدت دول مجلس التعاون الخليجي، ديسمبر/كانون الأول 2015م، بإعمار اليمن وتأهيل اقتصاده ودعت إلى عقد مؤتمر دولي لإعمار اليمن بعد التوصل إلى اتفاق سلام لإنهاء الحرب، التي أحدثت أضراراً واسعة بالاقتصاد والبنية التحتية، في الوقت الذي قدّر فيه خبراء اقتصاد يمنيون الكلفة الأولية لإعادة الإعمار بنحو 10 مليارات دولار. عدن تتعافى تشهد مدينة عدن نموا عمرانيا متزايدا نتج عن حركة سكانية كبيرة قدمت إلى المدينة لعدة أسباب أبرزها توفر الأمن والخدمات العامة مقارنة بالمدن المحررة الأخرى التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية الشرعية. وتسبب النشاط العمراني في زيادة في فرص العمل وخلق فرصاً متعددة، ما دفع الكثير من الباحثين عن عمل للقدوم إلى مدينة عدن. حيث يقوم البعض بإنشاء مشاريعهم الخاصة، وآخرون ينخرطون في الأعمال والمهن التي يجيدونها والتي من أهمها أعمال البناء والإنشاءات، التي تُعد أكبر المجالات بعد المجال التجاري الذي ينشط في عدن نظرا للكثافة السكانية. كما تشهد محافظة عدن نشاط اقتصادي كبير بمختلف المجالات وفي مقدمتها قطاع البناء والإعمار، وتعيش طفرة تنموية كان لها الأثر الكبير في تعافي المدينة من مخلفات الحرب. ويقول محللون إن وجود الحكومة بشكلها المباشر في المدينة قد يلعب دوراً فاعلاً في تسريع عملية إعادة الإعمار، وتطبيع الحياة. جردة حساب منذ تحرير مدينة عدن في 22 يوليو العام 2015م قادت الحكومة الشرعية معركة البناء والتعمير لما دمرته الحرب، وقاتلت فيها تحالف قوي من التحديات والصعوبات لإعادة الحياة لعاصمتها المؤقتة. فيما يلي جردة حساب لما قامت به الحكومة الشرعية خلال عامين في ملف إعادة الإعمار والبنية التحتية ضمن معركة البناء لما دمرته الحرب الحوثية في محافظة عدن. 30 أغسطس 2015م الحكومة تقر في اجتماع لها إنشاء وتشكيل اللجنة العليا لإعادة الإعمار والتنمية. 23 نوفمبر 2015م إنجاز 80 % من أعمال الحصر للمباني السكنية المتضررة بعدن من قبل الفرق الفنية التي شكلتها الحكومة. 16 فبراير 2016م اجتماع برئاسة نائب وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نزار باصهيب يناقش بمحافظة عدن الدراسات والخطط الخاصة بإعادة الإعمار في المحافظات المحررة وتأسس الجهاز التنفيذي لإعادة الإعمار. 11 يونيو 2016م الحكومة في اجتماع استثنائي لها تقر إنشاء وحدة تنفيذية مستقلة لإعادة إعمار المباني المتضررة من الحرب تحت الإشراف المباشر للسلطة المحلية بالمحافظة وتعيين الصندوق الاجتماعي كمستشار فني للمشروع للعمل وفقاً للأدلة الإرشادية وآليات عمل الصندوق الاجتماعي التي تتصف بالاستقلالية والشفافية. واعتمدت الحكومة خلال الفترة السابقة مبلغ (2 مليار ريال) للمرحلة الأولى المتعلقة بترميم الأضرار الجزئية للمساكن في عدن، حيث تم تسليم المحافظة الدفعة الأولى من المبلغ وقدره (خمسمائة مليون ريال) وبدء بالأعمال التنفيذية بعد إجازة عيد الفطر. 11 يونيو 2016م وزير الأشغال والطرق يناقش مع محافظ عدن المستجدات الأخيرة لمشروع ترميم المساكن المتضررة من الحرب ووضع الحلول المناسبة لتأخير وتعثر التنفيذ من قبل الصندوق الاجتماعي للتنمية لأسباب إجرائية. 3 نوفمبر 2016م رئيس الوزراء يوجه وزير الأشغال بسرعة تدشين إعادة الإعمار في المناطق المتضررة بعدن. 8 يناير 2017م الحكومة تقر تدشين المرحلة الأولى من المشاريع العاجلة من وزارة الأشغال العامة والطرق في العاصمة المؤقتة عدن والتي تشمل إعادة بناء وترميم عدد من المباني السكنية والحكومية وصيانة الطرق الرئيسية وسفلتت ورصف طريق المطار- التواهي والمطار- كريتر ومشاريع خدمية لمطار عدن الدولي بتكلفة أربعة مليار ريال خلال عام 2017 م. 7 أبريل 2017م رئيس الوزراء يضع حجر الأساس لمشاريع حكومية في عدن بتكلفة 7 مليار شملت: - مشروع إعادة تأهيل وترميم إذاعة وتلفزيون عدن بتكلفة إجمالية بلغت أربعمائة وأربعة وعشرون مليون ريال. - مشروع إعادة إعمار المباني المتضررة من الحرب المرحلة الأولى مديريات التواهي والمعلا وصيرة بتكلفة بلغت ثلاثة مليار وخمسمائة مليون ريال يمني. - تأهيل وصيانة طريق المطار خور مكسر وكريتر وطرق المعلا التواهي بتمويل حكومي. - مشروع سفلتة مدرج تدحرج الطائرات وتأهيل شبكة الكهرباء وتشجير المثلثات وجولة المطار ومدخل سور بوابة المطار. - مشروع تعشيب وتأهيل ملعب الحبيشي الرياضي. - استئناف العمل في مشروع طريق الملك سلمان "الطريق البحري سابقاً" بتمويل من الصندوق العربي للتنمية والحكومة اليمنية. 13 يونيو 2017م تدشين مشروع إزالة ورفع أنقاض الحرب في ساحل أبين بمديرية خور مكسر بتمويل من برنامج الأممالمتحدة الإنمائي والحكومة اليابانية. 17 يونيو 2017م وكيل محافظة عدن لشؤون المشاريع والتنمية غسان الزامكي يعلن بدء إعمار المباني العامة والخاصة التي تضررت من حرب مليشيا الحوثي وصالح في عدن من مدينة التواهي. 3 يوليو 2017م وكيل محافظة عدن لقطاع المشاريع المهندس غسان الزامكي يعلن عن التوقيع على أول اتفاقية لإعادة إعمار بعض المنازل في مديرية التواهي ضمن خطة الحكومة لإعادة الإعمار في مديريات التواهي، المعلا، وصيرة كمرحلة أولى، وذلك خلال أسبوع. وأوضح بأن عقب هذه الاتفاقية ستتوالى الاتفاقيات المطلوبة لإعادة إعمار كافة المساكن المتضررة في مديرية التواهي البالغ عددها 12 ألف مسكنا بقيمة 2 مليار و300 مليون ريال. لافتاً إلى أنه سيتم تحويل مبلغ مليار و500 مليون ريال لإعادة إعمار مديرية المعلا و2 مليار ريال لمديرية صيرة ضمن المرحلة الأولى من مشروع إعادة إعمار محافظة عدن البالغ تكلفته 83 مليون دولار.