حلّ عيد الأضحى على اليمن هذا العام، في ظل أجواء الحرب وبقاء التصعيد العسكري مستمرا حتى الآن، الأمر الذي حال دون أن يمارس المواطنين عاداتهم وشعائرهم الدينية في أيام العيد، وأبرزها تقديم الأضاحي، والتي يقول الكثير من الناس أنهم عاجزين عن شراءها هذا العام؛ بعد أن صاروا عاجزين عن توفير لقمة العيش ومتطلبات الحياة الضرورية والأساسية. عيد أضحى ثالث مر على اليمنيين وحالهم لم يتغير كثيرا، بل ما زال يراوح مكانه، قتال ووباء وفقر، وغياب أية مؤشرات للحل وإنهاء الحرب التي دخلت عامها الثالث، وهو ما يبعث على التساؤل؛ هل عاش اليمنيون فرحة العيد وهل مر العيد في هذه البلاد؟. ويشير مواطنون إلى أن الناس لم يعودوا يبحثون عن العيد ولا الفرحة، بقدر ما أصبح معظم سكان اليمن يبحثون عن نهاية لهذه الحرب، التي ما يزال الناس يعيشون ويلاتها الحرب، من وضع معيشي واقتصادي صعب وصل حد عدم القدرة على دفع مرتبات الموظفين؛ الذين بدت عليهم ملامح استقبال العيد غائبة. عيد فاقد للبهجة للعام الثالث على التوالي، حل عيد الأضحى المبارك واليمن يعيش تحت وطأة حرب تعدى زمنها العام الثاني، ليستقبل اليمنيون عيدهم هذا العام بظروف أكثر قسوة مقارنة بأعياد عامين سابقين. خلافا للأعياد السابقة، جاء العيد ونحو مليون و200 ألف موظف حكومي يعيشون بدون رواتب منذ قرابة عام، ما جعل رقعة الفقر تتسع بشكل غير مسبوق، ليصبح ثلثي سكان البلد الفقير، على شفا مجاعة، ولا يعلمون ما إذا كانوا سيتناولون وجبة تالية أم لا، وفقا للأمم المتحدة.. ويذكر أن أكثر من 85 بالمائة من اليمنيين يحتاجون لمساعدات عاجلة. وتسببت الحرب المتصاعدة في البلاد بواحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، مع ارتفاع أعداد السكان الذين يعانون من ضائقة غذائية، إلى نحو 19 مليونا، بينهم حوالي سبعة ملايين شخص لا يعلمون من أين سيحصلون على وجبتهم التالية، حسب تقارير الأممالمتحدة. وضاعف من تدهور الوضع الإنساني على نحو مريع في البلاد، عجز سلطات الأطراف المتصارعة في اليمن، عن دفع رواتب حوالي مليون و200 ألف موظف حكومي.. ويرى خبراء اقتصاد أن احتياجات العيد في اليمن تُشكل تحدياً كبيراً أمام ما نسبته 80% من الأسر اليمنية، خاصة في ظل ضعف الدخل. وأتى عيد الأضحى المبارك هذا العام فاقداً للبهجة بعد انقطاع مرتبات الموظفين منذ قرابة عام، في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية بالغة الصعوبة والتعقيد، جراء الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من عامين. وأثرت أزمة المرتبات على جميع نواحي الحياة خاصة مع حلول مناسبة عيد الأضحى المبارك، كون الموظف يحتاج إلى مستلزمات كبيرة، منها أضحية وكسوة العيد وشراء الأغراض المنزلية والحلويات والعيديات للأقارب والالتزامات المنزلية الأخرى، إضافة إلى الديون التي باتت حملًا ثقيلًا على كاهل الموظف. وحل عيد الأضحى هذا العام في ظل استمرار الحرب، وارتفاع معدلات الفقر الشديد بين المواطنين بسبب توقف صرف مرتبات الموظفين. وانعكست أزمة المرتبات التي دخلت عامها الثاني وهي تلقي بثقلها على مئات الآلاف من الموظفين والمتقاعدين الحكوميين في اليمن، دون أن تلوح في الأفق أي بوادر لانفراجها. ومن شأن أزمة المرتبات أن تسببت في حرمان عشرات الآلاف من الموظفين في القطاع الحكومي، من فرحة عيد الأضحى. عيد صنعاء بلا رواتب العيد في العاصمة صنعاء يأتي منقوصا هذا العام في ظل تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي أثرت على حياة الكثيرين من الناس، وبالأخص ذوي الدخل المحدود من الموظفين الذين انقطعت رواتبهم فتقطعت سُبل عيشهم كما يرى وليد السماوي الذي ينتظر راتبه منذ عام. ليس المواطن فقط من فقد فرحة العيد فحتى التاجر أبو احمد يشكو من قلة البيع والشراء الذي قال انه وصل حد الكساد هذا العام، وزاد من ذلك رفض ملاك العقار من تقدير الوضع الاقتصادي وتخفيض الإيجار الشهري لهم رغم إدراكهم أن البيع والشراء انخفض هذا العيد بنسبة 50 في المائة. أما المتنفسات في العاصمة لم تشهد أي تطور أو تحديث و ثلاث حدائق ترفيهية فقط في مدينة يقطنها أربعة ملايين نسمة، بالإضافة إلى عدد كبير من النازحين من مناطق الصراع إلى صنعاء، وبالتالي فإن من المتوقع أن تشهد هذه الأماكن ازدحاماً كبيراً. حضرموت.. الأكثر بهجة العيد في حضرموت يبدو أحسن حالا مقارنة ببقية المحافظات حيث تشهد المحافظة هدوء نسبيا، وهذا ما يؤكده احمد باحريش الذي قال أن هذا العيد هذا العام ذو طابع مميز ونصرا في حد ذاته، وردا على من يعتقد أن حضرموت من السهل العبث فيها والإخلال بأمنها واستقرارها، حيث أن أبناءهم لن يتفانوا في بذل أرواحهم الغالية في سبيل حضرموت ولهذا كانت أجواء العيد تحمل البهجة والسرور. عدن.. عيد بلا كهرباء اشتهرت مدينة عدن منذ سنوات مضت بأنها قبلة السياح والمواطنين في إجازة العيد، لكنها ليست كذلك في هذا العيد بسبب الأوضاع الأمنية. لكن بحسب الموظف في ميناء عدن محمد جازم فان فرحة العيد هذه السنة لم تكتمل حيث برزت “أزمة الكهرباء” كمنغص لفرحة المواطنين الذين حاولوا تجاوز هذه المعضلة، من خلال الخروج مع عائلاتهم إلى المتنفسات والحدائق. عيد برائحة وباء الكوليرا وحل عيد الأضحى المبارك هذا العام أسوأ تفش لوباء الكوليرا في العالم، وفقا لما ذكرته منظمة الصحة العالمية. وقالت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسف) ومنظمة الصحة العالمية، في آخر بيان مشترك، إن عدد الحالات المشتبه بإصابتها بالوباء في البلد الذي تمزقه الحرب فاق نصف مليون حالة وأضافت الوكالتان أنهما تفعلان كل شيء ممكن؛ بغية وقف الوباء من الانتشار. وتتصدر محافظتا حجة وإب قائمة الأكثر وفاة وإصابة بهذا الوباء، وهذا ما حد من فرحة العيد بحسب الصحفية هدى محمد التي قالت أنها قضت إجازة العيد في مستشفى الثورة بإب مع والدتها المصابة بوباء الكوليرا. الحديدة.. فرحة البسطاء رغم المنغصات "لا شيء غير البحر يسعدنا في العيد رغم أننا متعودين على زيارته بين وقت وآخر، لكننا نحاول أن نصنع الفرحة لأولادنا" هكذا رد على احمد مقبول عندما أردنا معرفة أجواء العيد في مدينة الحديدة. وأضاف أن المدينة لم تشهد افتتاح أي حديقة أو حتى أي وسيلة للترفيه كما أن انقطاع التيار الكهربائي رغم حرارة الجو دفع بالناس إلى زيارة البحر فهم لا يستطيعون شراء تذاكر الألعاب لأولادهم بسبب عدم وجود الرواتب.