أعلنت وزارة الدفاع الروسية قصفها مواقع في محافظة إدلب السورية بصواريخ أُطلقت من غواصة روسية بالبحر الأبيض المتوسط. وأضافت الوزارة أن القصف بصواريخ مجنحة من نوع كاليبر استهدف مواقع لجبهة النصرة في إدلب. يأتي ذلك في وقت قتل خمسة أشخاص وأصيب آخرون جراء غارات مكثفة يعتقد أنها روسية على بلدات وقرى بريف إدلب الجنوبي، في حين شنت هيئة تحرير الشام وعدد من فصائل المعارضة المسلحة هجوما على حواجز عدة لقوات النظام السوري جنوب غرب مدينة السلمية بريف حماة. وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن الضربات الصاروخية استهدفت نقاط إدارة وتمركز قوى بشرية وعربات مدرعة، فضلا عن مستودعات الذخائر لجبهة النصرة (هيئة تحرير الشام حاليا). في تطور متصل قالت مصادر إعلامية في سوريا إن الغارات لليوم الرابع على التوالي على ريف إدلب تركزت على تجمعات سكنية في كفر سجنه وبنين وردير شرقي وأكثر من خمس عشرة نقطة أخرى، مما أسفر عن دمار كبير في الأبنية السكنية وممتلكات المدنيين. وأشارت إلى أن الطائرات الروسية استهدفت مركز الدفاع المدني في مدينة خان شيخون بخمس غارات متتالية، الأمر الذي أدى إلى دمار المركز وآلياته بشكل كامل، دون وقوع إصابات في صفوف المتطوعين. في سياق متصل ذكرت شبكة شام أن الطائرات الحربية الروسية استهدفت بغارات جوية عدة، بعد منتصف الليلة الماضية، مركز الدفاع المدني في مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، مما أدى لدمار كبير أخرجته عن الخدمة. وركز الطيران الحربي الروسي منذ أيام قصفه على مدينة خان شيخون بشكل عنيف ومكثف، وكان نصيبها يوم أمس أكثر من 30 غارة جوية، طالت العديد من أحياء المدينة وأطرافها، خلفت تسعة قتلى غالبيتهم أطفال ونساء، إضافة لدمار كبير في البنية التحتية. واستهدفت الطائرات الروسية منذ اليوم الأول للغارات مستشفى الرحمة في مدينة خان شيخون ومركز الدفاع المدني ومؤسسة الكهرباء وعدة مواقع أخرى، نظر إليها أهالي المدينة على أنها انتقام من المدينة وسكانها بعد صدور تقرير الأممالمتحدة عن مجزرة الكيميائي وإدانة نظام بشار الأسد. في تطور آخر قال مصدر عسكري إن هيئة تحرير الشام مع فصائل معارضة بريف حمص هاجمت حواجز عدة لقوات النظام السوري جنوب غرب السلمية بريف حماة (وسط سوريا). وتمكنت فصائل المعارضة -بحسب المصدر- من قتل عدد من جنود النظام، بالإضافة للسيطرة على أسلحة وذخائر قبل الانسحاب من المواقع. من جانبها أعلنت قوات سوريا الديمقراطية أنها حاصرت مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في شركتي العزبة وكونيكو بريف دير الزور الشمالي الشرقي، اللتين تعتبران أكبر شركتين للغاز في سوريا. وقالت مصادر محلية إن ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري- المدعومة من التحالف الدولي سيطرت على حقل ديرو النفطي الذي يضم آبارا ضعيفة الإنتاج في بلدة الصعوة بريف دير الزور الغربي بعد معارك مع تنظيم الدولة. وذكرت وكالة رويترز في وقت سابق أن مدينة دير الزور شهدت اشتباكات أفضت إلى استعادة قوات النظام لمعظم أنحاء المدينة. وقد فقد تنظيم الدولة هذا العام أراضي واسعة كانت تحت سيطرته في سوريا بعد حملتين متوازيتين، الأولى من الشمال من جانب قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولاياتالمتحدة والتحالف الدولي، وحملة أخرى من جانب قوات النظام السوري. إلى ذلك فقد نزح أكثر من خمسين ألف شخص من مناطق الاشتباكات والقصف في محافظة دير الزور شرقي سوريا، وذلك بعد يوم من إعلان روسيا أن انتزاع مدينة دير الزور من تنظيم الدولة الإسلامية سيتم خلال أسبوع. وقالت مصادر محلية إن أكثر من خمسين ألف مدني فروا بسبب المعارك العنيفة بين النظام من جهة، و"قوات سوريا الديمقراطية" وتنظيم الدولة من جهة أخرى، إضافة إلى القصف العنيف من قبل طائرات التحالف الدولي وروسيا ونظام بشار الأسد. وذكرت المصادر أن قرى وبلدات أخليت بالكامل، إضافة إلى الجزء الشرقي من مدينة دير الزور الخاضع لسيطرة تنظيم الدولة، مضيفة أن معظم النازحين فروا نحو مناطق التنظيم شرقي دير الزور، ومناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في ريفي الرقة والحسكة، حيث وصل إلى مناطق الأخيرة في الأيام الماضية أكثر من سبعة آلاف نازح. وعلى صعيد أخر شدد وزراء خارجية 16 دولة على عدم وجود أي حل سياسي للأزمة في سوريا إلا من خلال التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254. وقال الوزراء في بيان مشترك -خلال اجتماع لهم في مقر الأممالمتحدة بنيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة- إن دعم سوريا وإعادة إعمارها يتوقفان على القيام بعملية سياسية ذات مصداقية. كما رحب الوزراء، وبينهم وزراء الولاياتالمتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وتركيا وقطر والسعودية والإمارات ومصر والأردن، بالتقدم المحرز من خلال عملية أستانا والاتفاقات الأخرى. وشدد الوزراء على أن مناطق خفض التصعيد في سوريا تسهم في وضع الأسس للحل السياسي.