حوّل مدرب "منتخب ألمانيا" يواكيم لوف تواضعه الذي ظهر عليه بعد الفوز الكبير على "البرازيلي" (7 1)، إلى غضب مدمّر" رغم انف الحكم الإيطالي نيكولا ريتزولي الذي كان بمثابة اللاعب الرقم ال12 ل"الأرجنتيني"، وكاد تغاضيه عن ركلة جزاء وعن أخطاء فادحة على لاعبي "الألماني" تستحق بطاقات حمراء وخصوصاً لخافيير ماسشيرانو أن تغير نتيجة المباراة. نجح لوف في أن تكون مشاركته الثالثة في العرس العالمي ثابتة وقاد "الألماني" إلى اللقب العالمي الرابع في تاريخه بفوزه على "الأرجنتيني" بهدف وحيد للبديل ماريو غوتسه في الدقيقة ال133 من الشوط الإضافي الثاني، بعد التعادل السلبي في الوقت الأصلي، وبالتالي خرق العرف السائد وجعل من منتخبه أول اوروبي يحرز الكأس على أرض اميركا الجنوبية في تاريخ البطولة. وبلغ عمر لوف على رأس الإدارة الفنية ل"الالماني" 10 اعوام حتى ألان بينها عامان كمساعد لمواطنه يورغن كلينسمان قادا خلالها "ناسيونال مانشافت" في ال"مونديال" الذي استضافته ألمانيا العام 2006 وحلت فيه ثالثة. وكان هذا ال"مونديال" التجربة الأولى للوف في اكبر تظاهرة كروية في العالم قبل أن يخوض الثانية بمفرده في جنوب افريقيا قبل 4 أعوام لكن المشوار توقف مجددا عند حاجز نصف النهائي على يد "الأسباني" التي توجت باللقب لاحقا. لكن لوف حقق الانجاز الأبرز في النسخة الحالية وقاد ال"مانشافت" إلى اللقب بفضل عزيمة وإصرار لاعبيه الذين واجهوا دفاعاً ارجنتنياً شرساً. ولا يؤمن لوف (54 عاما) بالترشيحات التي صبت لمصلحة "الألماني" وعمل بصمت لتحقيق اللقب ومنح ألمانيا لقبا كبيرا كانت اقرب إليه كثيرا في الأعوام الأربعة الأخيرة كونها حلت وصيفة الكأس القارية العام 2008 و"المربع الذهبي" العام 2012. ويتميز المدرب الشاب بهدوء ومعرفة تقنية هائلة وقدرة عالية في التعامل مع نجومه، الجماهير ورجال الإعلام. طريق لوف التدريبية إلى "الالماني" لم تكن طريق اللاعب والمدرب الناجح المرصع بالألقاب، فهو لم يحترف كلاعب مع أندية الصف الأول في المانيا اذ تنقل بين "فرايبورغ"و "اينتراخت فرانكفور" و "كارلسروه" قبل ان ينهي مسيرته في سويسرا مع "شافهاوز" و "فنترثور"، ووصل لاعب الوسط المهاجم الى "منتخب ألمانيا" ما دون 21 عاما لكنه لم يبلغ يوما المنتخب الأول. لكن نجمه كمدرب بزغ مع شتوتغارت (1996 / 1998)، مستفيدا من رحيل المدرب رولف فرينغر لتدريب "منتخب سويسرا"، فقاده للقب الكأس (1997)،ونهائي كأس الكؤوس الاوروبية حيث خسر امام "تشلسي" الانكليزي (صفر-1)، في باريس (1998)، وكان في تشكيلته انذاك الثلاثي الرهيب المكون من لاعب الوسط البلغاري كراسيمير بالاكوف والمهاجمين البرازيلي جيوفاني البير وفريدي بوبيتش. ونجح كلينسمان بمساعدة لوف في ايصال ا"الألماني" الى نصف نهائي "موندياله" غير انه سقط في فخ ايطاليا التي احرزت اللقب لاحقا على حساب فرنسا، فوصفت مسيرة ال"مانشافت" بالناجحة، غير ان كلينسمان رفض تمديد عقده وفضل الاستمتاع بشمس كاليفورنيا في الولاياتالمتحدة الاميركية، ناصحا الاتحاد الالماني بتسمية لوف خلفا له وهذا ما حدث. لا مكان للعواطف ولا مكان للعواطف عند لوف عندما يتعلق الأمر بمصير "المنتخب الالماني"، ففي "مونديال 2010 " استبعد هداف شالكه كيفن كوراني عن النهائيات بعد نشوب خلاف بينهما اثر إخراجه للاعب المولود في البرازيل في منتصف مباراة روسيا في التصفيات المؤهلة. كذلك اتخذ قرارا جريئا باستبعاد القائد ميكايل بالاك عقب ال"مونديال" بسبب الاصابة، مفضلا عليه الجيل الشاب في خط الوسط خصوصا باستيان شفاينشتايغر وسامي خضيرة ومسعود اوزيل وماريو غوتسه ونجح في رهانه الى حد بعيد لان هذا الجيل وضع المانيا في قمة كأس العالم للمرة الاولى منذ 24 عاما. كان بامكان كلوزه معادلة او تحطيم الرقم القياسي في عدد الأهداف في تاريخ كأس العالم في النسخة السابقة في جنوب افريقيا في مباراة تحديد المركز الثالث، ولكن لوف حرمه من ذلك لأنه لم يكن في قمة مستواه بنسبة 100%، فجلس على مقاعد البدلاء حتى انه لم يمنحه الفرصة في المباريات الأولى من النسخة الحالية مفضلا عليه غوتسه، قبل ان يشركه اساسيا في المباراتين الاخيرتين. سجل رائع على الرغم من سجله الرائع مع منتخب بلاده حيث حقق 70 فوزا في 102 مباراة دولية مقابل 17 تعادلا و15 خسارة في ثماني سنوات، كان لوف بحاجة الى تاج كأس العالم كي يعتبر واحدا من افضل مدربي ال"مانشافت" ويحقق آمال الجمهور الألماني في إحراز أول لقب منذ 18 عاما وهذا ما نجح بتحقيقه في النهائي المثير على ملعب ماراكانا. أصبح ممكنا مقارنة سجل لوف مع المدربين الكبيرين القيصر فرانتس بكنباور الذي قاد المنتخب الى لقب كأس العالم عام 1990، وبيرتي فوغتس الذي قاد المانيا الى كأس اوروبا عالام 1996 أمس، حقق لوف اللقب بتشكيلته المثالية المتميزة بكل شيء، وهي ضمت مانويل نوير، فيليب لام وجيروم بواتنغ وماتس هوملس وبينيديكت هوفيديس ، كريستوف كرامر (اندري شورله، 32)، باستيان شفاينشتايغر، توماس مولر وتوني كروس ومسعود اوزيل (بير ميرتيساكر، 120) وميروسلاف كلوزه (ماريو غوتسه، 88). أما "الأرجنتيني"، فقد دفع ثمن لجوئه إلى الدفاع والاعتماد على الهجمات المرتدة إلى أن جاء الضربة القاضية من قدم غوتسه. قائد "الكتيبة الأرجنتينية" الذي كان في أسوأ ايامه أمس، لم ينجح باحراز الانجاز الغالي في تاريخه بعدما حطم كل الأرقام القياسية المتاحة باستثناء ما يتعلق بكأس العالم. ومثل الأرجنتين: سيرخيو روميرو، بابلو زاباليتا، مارتن ديميكيليس، ايزيكييل غاراي، ماركوس روخو ، انزو بيريز (فرناندو غاغو، 86)، لوكاس بيليا، خافيير ماسشيرانو، ايزيكييل لافيتزي (سيرخيو اغويرو، 46)، ليونيل ميسي وغونزالو هيغواين (رودريغو بالاسيو، 78). المدرب: اليخاندرو سابيلا. يوسف برجاوي (أ ف ب)
