خاص- دشنت أحزاب اللقاء المشترك المعارض في اليمن تحركاتها الميدانية بإقامة وتنظيم سلسلة من الإعتصامات والمهرجانات الجماهيرية في أمانة العاصمة ومحافظات عدن-تعز-أبين-لحج-الضالع-البيضاء، إحتجاجاً على ما تعتبره عسكرة الحياة المدنية وقمع الحريات والمسيرات السلمية.. وتضامنا مع المعتقلين السياسيين والصحفيين على ذمة حرب صعدة والحراك الجنوبي و...الخ، دون الإشارة لأوضاع الناس المعيشية ومعاناتهم اليومية المستمرة. ويأتي خروج هذه الأحزاب إلى الشارع في محاولة لإعادة ثقة المواطنين بها بعد غياب وصمت مطبق طيلة العامين الماضيين.. وكذا لتعزيز نشاطها وإعادة ترتيب أوراقها المبعثرة استعداداً لجولة جديدة قادمة من التحديات والحراك السياسي النشط أمام تعنت السلطة وإستعداد الحزب الحاكم لخوض الإنتخابات النيابية القادمة بمفرده. وكان رئيس الجمهورية قد شن هجوماً عنيفاً على أحزاب المشترك متهماً إياها بمساندة الحوثيين وتأجيج الصراعات والإحتقانات الشعبية في المحافظات الجنوبية والشرقية. إتهامات تعد الوجبة الأولى والتي وجهها بشكل خاص ل«المشترك» منذ إيقاف العمليات العسكرية بصعدة والذي كان يوجهها عادة لثلاث جهات هي الحوثيين والقيادات الإنفصالية ويختتمها باللقاء المشترك ورعايته لهذه الجهات.. وهو ما يؤكد بأن صمت المدافع بصعدة وهدوء الفضلي قد أعادت الصراع إلى مربعه الأول بين «الحزب الحاكم» و«المشترك» بإعتبارهما طرفي المعادلة السياسية الحقيقية في الساحة والذي يسعى كل منهما لتحقيق مكاسب وإنتصارات سياسية على حساب السواد الأعظم إستعداداً للإنتخابات القادمة وإن لم يكن هذا التنافس على أرضية مصالح وهموم الناس وإقتصاره فقط صفحات الجرائد ومكبرات الصوت.ففي الوقت الذي نزلت فيه أحزاب المشترك إلى الشارع في محاولة لكسب ود الناس وخاصة في المحافظات الجنوبية والشرقية تحت مسميات العسكرة للحياة المدنية وتضامناً مع مطالب وقضايا المواطنين كان الحزب الحاكم قد سبقها بأيام بتشكيل لجان من أعضاء مجلسي النواب والشورى للنزول إلى المحافظات الجنوبية من أبناء المحافظات نفسها للإستماع لقضايا ومطالب المواطنين والعمل على معالجتها في محاولة لمحاصرة نشاط الحراك الجنوبي. مراقبون يرون بأن أحزاب المشترك ربما تكون الأقرب لكسب ود أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية خاصة بعد موافقة الحوثيين بإدراج مطالبهم في إطار القضايا والمطالب العادلة التي تتبناها لجنة التشاور الوطني المنبثقة من «المشترك» والتي قد تلحق بها قضايا ومطالب الحراك الجنوبي وإحتواء ما تبقى من قوى خارج القوتين السياسيتين الرئيسيتين «المؤتمر» و«المشترك» في مارثون السباق للإنتخابات النيابية القادمة.. وياترى أيهما سينجح في كسب رهان الحراك الجنوبي.. لجان الحزب الحاكم «المستهلكة».. أم أحزاب المشترك «الغائبة»؟!.. غداً ستتضح الرؤية.* عن صحيفة "الأضواء" الأسبوعية