كان فخامة الأخ رئيس الجمهورية محقاً في هجومه على أحزاب «اللقاء المشترك»!! ومن حقه أن يصفها ويطلق عليها أكثر مما قاله عنها في محاضرته السياسية التي ألقاها يوم أمس أمام الضباط الدارسين في الأكاديمية العسكرية وعبر التلفزيون للشعب اليمني في الداخل والخارج.ليس لأن هذه الأحزاب المنظوية في هذا التكتل دعمت المتمردين الحوثيين وتقف وراء تأجيج الإحتقانات والعنف والأضطرابات في المحافظات الجنوبية الشرقية...و... وغيرها من الإتهامات العلنية التي وجهها لها الأخ الرئيس لأول مرة منذ توقيعها والحزب الحاكم على ما يعرف بإتفاق «فبراير» الذي كان من أهم بنوده تأجيل الإنتخابات النيابية «الرابعة» التي كان موعدها الدستوري (27/إبريل/2009م).لأنها أي أحزاب «المشترك» أضعف من أن تقود مظاهرة صغيرة أو تنظم إعتصاماً مفتوحاً لبضع أشخاص في التحرير أو ميدان السبعين إحتجاجاً على ظاهرة أو موقف أو تجاوز أو إعتداء ما على قيادي من قياداتها!! أو حتى على رفع سعر «البيض»!! أو حتى إصدار أبسط «بيان» أو تصريح صحفي يدين وينتقد سلوك أو قرار حكومي أو وزاري «سلبي» معين فما بالك بحروب كبيرة عجزت الدولة عن مواجهتها عسكرياً ومعها دولة كبيرة «مجاورة» بأحدث الأسلحة والمعدات العسكرية على مدى ستة حروب آخرها دامت أكثر من سبعة أشهر في جبال ومناطق محافظة صعدة وسفيان بل أمتدت إلى عمق الأراضي «السعودية»!! وكذا أحداث وإحتقانات شعبية واسعة في المحافظات الجنوبية والشرقية التي فشلت الدولة في مواجهتها بل أجبرتها على الجلوس والحوار والإستماع إلى قياداتها في «الحراك الجنوبي» الذي نظلمه إذا نسبناه إلى «اللقاء المشترك»!!.. الغائب عن الساحة الوطنية والشعبية والسياسية منذ الإنتخابات الرئاسية والمحلية الأخيرة (20سبتمبر 2006)!! وأصبح وجودها مثل عدمها!! مثلها مثل أحزاب «الموالاة» المنظوية تحت ما يسمى ب«التحالف الوطني الديمقراطي» برئاسة المؤتمر الشعبي العام الحاكم والتي بعضها مفرخة من أحزاب رئيسية في «المشترك» والتي يستخدمها الأخير في الغالب «كومبارس» أو وقت الحاجة والشدة كورقة «مستهلكة» لإبتزاز وممارسة الضغوط على «المشترك»!! وفي المقابل تحامل الأخ الرئيس وهجومه الشديد على أحزاب «المشترك» في هذا التوقيت وهذا الظرف العصيب الذي تمر به بلادنا ببعديه السياسي والوطني وما تقتضيه المرحلة من وفاق ووئام وتنقية وتلطيف للأجواء السياسية المشحونة التي أفرزتها السياسات والقرارات الخاطئة والمواقف والخطابات الإعلامية والسياسية غير المسئولة و«المتشنجة» من كلا الجانبين في «السلطة والمعارضة» والتي أنتجت الحرب في صعدة والإحتقانات في «الجنوب» وما رافقها من مطالب وشعارات «إنفصالية».. هجوم غير موفق ويفتقر للحكمة والحنكة خاصة ومعروف عن الرئيس حكمته في إحتوائه ومعالجته لكثير من القضايا والمشاكل.. والأزمات.ولانشكك في حكمة وإدارة وحسن تعامل الأخ الرئيس في قضايا الوطن.. ولاشك بأن هناك من بطانته من أوغل صدره قبل وصوله إلى «الأكاديمية» لإلقاء هذه المحاضرة «التاريخية» التي أعطت هذه الأحزاب «المشترك» حجماً أكبر من حجمها وواقعها الحقيقي!! ووجودها السياسي «الهش» في الشارع!!.لقد أستخدم كل مفردات التحامل والتهديد والوعيد.. حتى كادت هذه الأحزاب قاب قوسين من «الحل»!!. عندما أثنى على أحزاب المجلس الوطني «الموالية» وأشاد بوطنيتها ومواقفها الداعمة للوحدة وكل القضايا الوطنية والتي سيخوض بها الحزب الحاكم الإنتخابات النيابية القادمة الذي شدد على إجرائها في 27 إبريل 2010م القادم فيما إذا أصرت أحزاب «المشترك» على مقاطعتها.في إشارة إلى أنها ستكون «البديلة» الطيعة أي أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي المعروفة ب«14حزباً+المؤتمر» وما سيترتب لها من إستحقاقات ودعم مادي ومعنوي كبير يتمثل في إغلاق (15) دائرة لها من إجمالي الدوائر التي فازت بها «أحزاب المشترك» لإعطاء هذه الأحزاب «الموالية» التي ليست سوى مسميات «حزبية» لأشخاص وقيادات أنتهى عمرها الإفتراضي- ولاوجود لها شعبياً- لإعطائها الصبغة والشرعية السياسية كمعارضة سياسية ممثلة في البرلمان.. بديلة ل«احزاب المشترك».هذا في حالة إصرار فخامة الأخ الرئيس على موقفه وعدم تراجعه في قراراه!!.بقاء هذا القرار أو الموقف من عدمه مرهون بإستئناف الحوار والعودة «لمربع» الصفقات السياسية مع «المشترك» من عدمها.. وهذا ما ستكشفه الأيام والأسابيع والأشهر المتبقية لموعد إجراء الإنتخابات النيابية القادمة.أما بالنسبة لإستعراض الأخ الرئيس لما يجري في بعض المحافظات الجنوبية وتهديده ووعيده بملاحقة دعاة الإنفصال وإحراق شعارات وأعلام التشطير والإنفصال.. خلال أيام كما ذكر في الوقت الذي دعى فيه قيادات الحراك الإنفصالي للحوار تزامناً مع تشكيل لجان ميدانية من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية من أعضاء مجلسي النواب والشورى لتشخيص المشاكل والإستماع لمطالب المواطنين وإيجاد الحلول والمعالجات الناجحة لتلك المطالب والقضايا-فتعتبر خطوة هامة في الإتجاه الصحيح لحلحلة ومعالجة قضايا الناس في التلك المحافظات.. كما يعتبرها وينظر إليها مراقبون وسياسيون بأن تلك الدعوة وذلك التهديد لم يخل من نبرة المواجهة العسكرية إذا تطلب الأمر في إشارة ربما إلى حرب قادمة نذرها تلوح في الأفق.. ولكن هذه المرة بإتجاه «الجنوب».. فهل ستنتصر لغة الحوار على لغة الحرب؟.* رئيس تحرير صحيفة "الأضواء " الأسبوعية