متابعات- أجاز رجل الدين اليمني "المتشدد"، الشيخ أنور العولقي، الإمام السابق لمسجد دار الهجرة بولاية فيرجينيا الأمريكية، الهجوم الدموي الذي نفذه الرائد طبيب نفسي نضال مالك حسن في قاعدة "فورت هود" بولاية تكساس، قائلا إنه "في ظل الإسلام يعتبر نوعا من الجهاد أو الحرب المقدسة". فيما جدد مسلمو الولاياتالمتحدة وعلماء وفقهاء من مختلف أنحاء العالم الهجوم، الذي راح ضحيته 13 شخصا، بينهم مدني واحد، وطالبت بعض القيادات الإسلامية السلطات الإثنين 16 -111 -2009 بتوقيع أقصى عقوبة ممكنة على نضال الأمريكي من أصول فلسطينية. ففي أول ظهور إعلامي له منذ الحادث الذي وقع يوم 5-11-2009، قال الشيخ العولقي، الذي ورد اسمه في تحقيقات أحداث 11 سبتمبر 2001، إن: "الهجوم على قاعدة فورت هود يجوز؛ لأنه في ظل الإسلام يعتبر شكلا من أشكال الجهاد أو الحرب المقدسة.. وأنا أباركه لأنه ضد هدف عسكري". وأضاف في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عبر صحفي يمني نشرتها اليوم، أن "البعض في الولاياتالمتحدة يرى أن الإسلام لا يجيز الهجوم، لكنني أقول إنه يجوز.. وأن الجنود الذين قتلوا كانوا غير عاديين، فقد تم تدريبهم ويستعدون للذهاب إلى (البلدين الإسلاميين المحتلين) العراق وأفغانستان"، محملا واشنطن المسئولية بقوله "إنها جلبت الحرب إلى بلاد المسلمين". ورأى العولقي في المقابلة التي أجريت معه بمنزله في محافظة شبوة جنوبي اليمن، أن "هناك الكثير من الأدلة المستمدة من الشريعة الإسلامية تؤكد أن ما تفعله أمريكا بالمسلمين وديارهم يجب الرد عليه". وكانت وسائل إعلام تحدثت مؤخرا عن أن العولقي نشر رسالة على موقعه الإلكتروني مدح فيها نضال وهجومه على أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في العالم. ووصف العولقي، الذي تشتبه السلطات الأمريكية في أنه ينتمي لتنظيم القاعدة، منفذ الهجوم بأنه مسلم جيد كان مطلعا على الشريعة الإسلامية، وكثيرا ما يستند إلى "ما ورد فيها من أدلة تجيز محاربة ما تقوم به أمريكا". وعن الرسائل الإلكترونية التي قيل إنها متبادلة بينهما، قال العولقي إنه تلقى أول رسالة إلكترونية من نضال في السابع عشر من ديسمبر 2008، وتحول بعد ذلك إلى صديق يثق به. وتابع: "كان واضحا من خلال رسائله الإلكترونية أنه يثق بي، وقال لي أتحدث معك في مواضيع لا أتطرق لها أبدا مع أي شخص آخر"، دون توضيح ماهية هذه المواضيع. وفي وقت سابق قالت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية إنها اعترضت رسائل متبادلة بين المشتبه في ارتكابه الهجوم والعولقي، المولود في الولاياتالمتحدة، ولكن السلطات الأمنية لم تقم بفتح تحقيق في هذه الاتصالات؛ لتوصلها لنتيجة أنها لم تحتو على تهديدات بالعنف"، بحسب مسئولين أمريكيين. أقصى عقوبة وفي إطار الإدانات الإسلامية للهجوم، جدد مسلمو الولاياتالمتحدة إدانتهم لما أقدم عليه نضال، وطالب قياديون مسلمون بتوقيع أقصى عقوبة ممكنة ضده، مؤكدين أن تصرف نضال فردي، ولا علاقة له بالإسلام. وقال داود وليد رئيس فرع مجلس العلاقات الأمريكية - الإسلامية (كير) إنه: "إذا اعتبر (نضال) غير مريض عقليا، فيجب أن يتلقى أقصى عقوبة"، منتقدين تصريحات العولقي الذي مدح فيها الهجوم. وأضاف وليد في تصريحات نقلتها وكالة "ديترويت فري برس" الأمريكية الإثنين إن العولقي "لا يعكس التعاليم الدينية التي يتلقاها المسلمون في مدينة ديترويت". وكانت وسائل إعلام أمريكية سلطت الضوء في الأيام التالية للهجوم على الخلفية الإسلامية لنضال (39 عاما)، وزعمت أنه ردد عبارة "الله أكبر قبيل إطلاقه النار على الجنود. وأدانت المنظمات الإسلامية والعربية الأمريكية الحادث فور وقوعه، وحذرت من ربطه بالإسلام، كما حذرت من حدوث رد فعل عنيف ضد العرب والمسلمين الأمريكيين. وحذر مسئولون أمريكيون كبار، وفي مقدمتهم الرئيس باراك أوباما، من استباق النتائج حول الدوافع وراء الهجوم، كما حذر الجنرال جورج كيسي قائد الجيش الأمريكي من أن كثرة التكهنات حول دوافع مرتكب الواقعة يمكن أن تثير رد فعل سلبي ضد الجنود المسلمين في الجيش. وأجمع علماء مسلمون من مختلف أنحاء العالم على رفض واستنكار الهجوم، وأكدوا أن الإسلام لا يعترف إطلاقا بمثل هذه الأفعال.