البلد الذي اخترع الكتابة لن يموت قبل أن يكتب شهادته على الكون. لقد اختفى الأشوريون والسومريون والفينيقيون، السلوقيون والرومان والبيزنطيون وبني أمية والعباسيون، والصليبيون والعثمانيون، كلهم خلفتهم وراءها وبقيت هي تحمل في أحشائها الياسمين. كان الجمال مشردا في الأرض ينشد مسكنا حتى انكشفت له فألقى رحله واستوطنا. لا خوف علي وطن الزهور قد كان هذا قبل واجتازت به. ستمر بالتأكيد وسيعود العاشقون يرشقون الصبايا بحبات الثلج. هذه البلدة لا تصلح للدخان والخراب والموت هذه الأرض ولدت للحب والجمال، للمطر وزهر البنفسج، وهي ستطرد الذين اختاروا لها غير ذلك. حتى لو اختارت قوى الاستكبار أن تحارب التاريخ حتى لو سميت الأشياء بغير المسميات حتى لو لبس العهر ثوب الزاهدين حتى لو غطى الدخان وجه الحقيقة آخر قطرة حبر في قلم التاريخ ستكتب حروف الشام وستطوى بعدها الصحائف . لن تنهزم البساتين سترفض النواعير، سينتفض قاسيون، ستحارب أزهار الياسمين، سيغضب بردى و لن يسكت العاصي ولا القناطر . ستحارب كلها في صف أصحاب الحق، ستعوض نقص الذخائر وستنتصر. لك المجد يا منحة السماء ويا حديقة الأكوان تبتسمين وتقاتلين.