إنها حرب الجيل الرابع التي حاضر فيها البروفيسور ماكس مانوارينج من معهد الدراسات الاستراتيجية الأمريكية في مؤتمر معهد دراسات الأمن القومي الاسرائيلي تحت عنوان أمن نصف الأرض الغربي في أغسطس من العام الماضي... تهدف هذه الحرب لتقويض وانهاء أي دولة مستهدفة من الداخل من خلال التآكل وبدون تورط أو خسائر مادية أو بشرية للدولة المستهدفة.. كلفة الحرب المباشرة هي أقل بكثير من كلفة حرب الجيل الرابع.. الجيش الوطني المصري لم يعد يدرك أبعاد المؤامرة التي رسمتها مثلث قوى دولية (واشنطن وموسكو وتل أبيب وبدعم وتواطؤ من طهران والرياض وأبو ظبي).. الجيش المصري الوطني يذبح مصر شعبا ثم تاريخا ثم وطنا، وستظهر قوى التآمر تتقاسم الذبيحة.. اسرائيل وسيناء.. السعودية والامارات وقناة السويس..الولاياتالمتحدة واستمرار السيطرة وضمان الأمن القومي لها في الشرق الأوسط..روسيا وإعادة التوازن في المنطقة بعد سوريا..إيران والاختراق المستحيل لنشر التشيع والسيطرة على المنطقة من القاهرة بدلا من دمشق.. قطع رأس الإخوان المسلمين حتى تموت الأطراف ومن ثم القضاء النهائي على ما يعرف بالربيع العربي..وها هو السيسي لم يترك فرصة للإخوان حتى السلمية لا تهمه في ظل تخاذل دولي.. ليس أمام الإخوان إلا الحذر مع بقاء السيطرة والقوة في مصر، وتصدير الثورات لدول الخليج السيئة التي تعمل بدون اي استراتيجيا غير استراتيجية الكراهية للإخوان المسلمين والديمقراطية. لقد أثبت الإخوان المسلمين أنهم القوة البعيدة عن الاستقطاب والتأثير وانهم الأكثر ايمانا وتطبيقا للديمقراطية.. فالليبراليون سقطوا في أول اختبار حيث أعادوا مصر في ثلاثة أيام إلى حقبة الستينات والاستبداد، فيما التيارات القومية واليسارية أصبحت تتلاعب بها طهران والرياض.. لكن جهد الجميع يصب في الأخير لصالح دولة واحدة هي الولاياتالمتحدة الأمريكية!!!