مدير ثانوية سيئون النموذجية للبنات، نائب مدير أكاديمية الموهوبين، مدرب تنمية بشرية في معلم أساسي وثانوي ومحاضر في الكلية العليا للقرآن ومدرب تنمية بشرية، درس في جامعة عدن هندسة زراعية بساتين. صفحة «تعليم» التي تفردها صحيفة الأهالي الأسبوعية كان لها هذا اللقاء مع الأستاذ أنور باشغيوان، فإلى الحوار: ما هي الآثار التي تتركها عملية العنف المدرسي ضد الطلاب؟ - لا يقتصر العنف المدرسي على استخدام العصا فقط فبعض الأساليب التي يمارسها بعض المعلمين والإدارات المدرسية كالاستهزاء والسخرية والكلمات الجارحة هي أيضا من العنف المدرسي وتشترك مع العصا في آثارها التي منها: كراهية الطالب للمعلم وللمدرسة.. ضعف تركيز الطالب والشرود الذهني، مما يترتب عليه ضعف المستوى الدراسي، وكذا تنامي روح الانتقام لدى الطالب، وإهدار كرامة الطالب لدى زملائه والمعلمين الآخرين. إضافة إلى بروز العدوانية لدى الطالب كرد فعل انتقامي، وقتل روح المبادرة والميل نحو السلبية، وتبلد أحاسيس الطالب الناتج للاستخدام المتكرر للضرب، وعدم جدوى أي أسلوب تأديبي آخر كون المعلم استخدم آخر العلاج. وكل هذا كفيل بالتسرب من المدرسة وإفراز عناصر غير مؤهلة للمجتمع. هل أنت مع فكرة العقاب الجسدي؟ - أنا مع التدرج في استخدام أسلوب التأديب والحكمة في علاج أخطاء الطلاب وهو كفيل بترك العقاب الجسدي الذي لم أمارسه إطلاقا خلال تجربتي التعليمية. كم عمر تجربتك التعليمية؟ - تجربتي التعليمية عشرون عاما، منها 16 سنة معلم وأربع سنوات إدارة مدرسية وكيل ثم مدير. كونك من العاملين في التنمية البشرية، هل استخدام العصا شيء أساسي في التعليم؟ - يمكن الاستغناء عن العصا تماما إذا أجاد المعلم مهارة أسلوب التأديب حيث التدرج في الأساليب من النصح غير المباشر كالتلميح والقصة والتعريض ثم النصح المباشر في الخفاء ثم العلن فالحرمان ثم بعد انتهاء وسائل المعلم ينتقل إلى وسائل مربي الصف ثم الأخصائي الاجتماعي ومدير المدرسة ثم ولي الأمر.. ومتى يمكن استخدامها؟ - لا أرى مبرر لاستخدام العصا ما دام هناك وسائل أخرى يمكن للمعلم والإدارة استخدامها، فمعرفة نفسية الطالب ودوافعه وممارسة الإقناع والحوار كفيل بردع الطالب. البعض يرى أن استخدامها يؤدي إلى الترهل أو الفوضى في وسط الطلاب وأن تخلي المعلم عن العصا سقوط لهيبته؟ - الذي يؤدي إلى الترهل أو الفوضى وسط الطلاب هو ضعف شخصية المعلم وضعف مستواه العلمي وضعف توظيف طاقات الطلاب وعدم معرفة نفسياتهم، فيحاولون تعويض ذلك النقص بحمل العصا التي لم تكن في يوم من الأيام مكملة لشخصية المعلم أو معالجة لأخطاء الطلاب. تخلي المعلم عن العصا هو الصحيح حفظا لهيبته وكرامته وكرامة طلابه.. هيبة المعلم من خلال تمكنه من مادته وتواضعه واحترامه وتقديره لطلابه ومعاملتهم على أنهم أبنائه، والخطأ وارد بل ومحقق منهم، وأنه مسئول عن تقويم أخلاقهم وغرس السلوكيات الحميدة فيهم بالوسائل الإنسانية. ما هي الوسائل الإنسانية؟ - أفضل الوسائل من وجهة نظري هي تمكن المعلم من مادته العلمية وقدرته على إدارة الصف بمهارة وممارسة أساليب التحفيز والتشجيع ومعرفة نفسيات الطلاب ومعرفة همومهم ومشكلاتهم، وهذا لن يأتي إلا بالتدريب والتأهيل للمعلمين. والنجاح مرتبط بترك العصا، كيف سيبرز في المجتمع قادة مورس عليهم الإكراه والإهانة؟ تجارب الأمم من حولنا تؤكد أن النجاح بأن نتعامل مع الطالب كإنسان يخطئ ويصوب خطأه بالحوار والإقناع.. العصا ناجحة في تعديل سلوك الحيوانات!! الضرب من وجهة نظري إهانة للطالب ومنقصة في حق المعلم كونه يظهر افتقار المعلم لمهارات التأديب والتحفيز وإدارة الصف ومثل هؤلاء المعلمين ينبغي تأهيلهم وتدريبهم وإلا فليتركوا ميدان التعليم لمن هو أكفاء منهم. هل استخدام العصا في التعليم محظور؟ - تنص اللوائح المدرسية على حضر استخدام الضرب بشكل عام ويتم التأكيد بين حين وآخر بتعميمات من قبل قيادات التربية والتعليم لما فيه من إهانة.