أود أهنئ شعبنا اليمني العظيم بمناسبة اختتام الحوار الوطني الذي يعد سابقة متميزة في المنطقة ودليل كبير على رغبة اليمنيين في التعايش وولوج مرحلة جديدة لا تتعلق بالماضي البغيض الذي لاشك إننا كشعب كنا الخاسر الأكبر فيه!! لا أقول إن ما حدث في موفمبيك من إنجاز لمهام الحوار إننا انتهينا من كل شيء بل هي الخطوة الأولى في الطريق !! ثلاث سنوات انتظرها شعبنا بفارق الصبر تّحمل فيها معاناة كثيرة في سبيل عيش لحظة الانتصار على الذات والانتصار للوطن ، لحظات عصيبة عاشها الشعب اليمني راح ضحيتها العشرات من أبناء الشعب من القوات المسلحة والامن وكثيراً من المواطنين الابرياء وقُدم الشهيد تلو الشهيد لكي يخرج اليمن الى بر الامان !! الحوار بحد ذاته قيمة إنسانية وحضارية عظيمة ومخرجاته تؤشر على مدى الوعي الذي وصل اليه المتحاورون من النخب السياسية ومنظمات مجتمعنا المدني ولكن الاهم من ذلك كله الانتقال من مرحلة التحاور إلى تطبيق مخرجات الحوار الوطني الذي يعتبر انجاز لكل اليمنيين، الشراكة الوطنية الواسعة ينبغي أن تكون عنوان المرحلة القادمة لأننا في مرحلة التأسيس التي تتطلب قدراً واسعاً من الشراكة والتوافق الوطني !! بناء الدولة يحتاج الى رجال دولة عابرون للحزبية والمناطقية والطائفية والقبلية والمصالح الضيقة وعلى الجميع ان يقدم تنازلات عبور المرحلة القادمة !! استحقاقات الوطن كثيرة وكبيرة ولا يمكن لأي طرف ان يتصدى لها بمفرده لذا فأن مفردات السلطة والمعارضة وما شابهها من مصطلحات ينبغي أن تتوارى وتختفي ولنحرص على خلق اصطفاف وطني واسع يسود هذه المرحلة، لا أحد يستطيع ان يُمن على الوطن مهما على شأنه أو بلغت تضحياته وسيظل الوطن أكبر من الجميع!! إنها مرحلة الكبار فقط الذين لا يطمعون الاّ في حب الوطن ولا يشعرون بالسعادة الا ّعندما ينام الوطن في أمن واستقرار!! إنها مرحلة نكران الذات!! لقد تخلفنا وتأخرنا كثيرًا بسبب أنانية البعض التي حاولت أن تستأثر بالوطن وخيراته وأخر يرى نفسه وطائفته أصحاب الحق الإلهي في الحكم من غيره من أبناء الشعب وأخر لن يهناْ له بال حتى يرى الوطن ممزقاً متناحراً !! لقد تجاوزنا بنجاح مرحلة الحوار كل هذه المشاريع المدمرة التي لا تصب الاّ في مصلحة أعداء الوطن الذين يقودون حرب بالوكالة لمناهضة مشروع التغيير في اليمن ، لن يقبل الوطن بعد اليوم الوجوه المتعددة والهويات المزدوجة علينا احترام تضحيات شعبنا التي قدمت في سبيل الإ نعتاق من ربقة الماضي وفي مقدمتهم الشباب وتحقيق طموحاته في الكرامة والحرية !! على الدولة أن تفوت الفرصة على قوى الشر التي تتربص بالوطن من خلال افتعال الحوادث الأمنية لإحباط عزيمة الشعب والقضاء على أمله في التغيير، غير مقبول النكوص عن مخرجات الحوار بعد التوافق على مخرجاته ، نريد من الرئيس هادي الذي قِبل بإدارة البلاد في هذه المرحلة الصعبة والدقيقة واستطاع أن يجنب الوطن الانزلاق الى العنف أن يصارح الشعب بما يدور من مؤامرات لإفشال المرحلة الانتقالية ويستنفر قواه الحية للوقوف في وجه الهجمة الشرسة التي تتربص بالوطن وثورته ،وجود سلاح يضاهي سلاح الدولة لدى مجموعات مسلحة يقوض الحوار ويعصف بمخرجاته نريد من الدولة ان تبسط نفوذها على كامل التراب الوطني وتفرض هيبتها ،نريد الجيش والأمن وكل مؤسسات الدولة أن تدار برأس واحد وليس برؤوس متعددة وتتلقى أوامرها من مصدر واحد ، إننا نريد من الرئيس هادي أن يطبق ما جاء من اشارات في حديثه أن مرحلة ما بعد الحوار ليس كقبلها ، نطالبك يا سيادة الرئيس بعدم الافراط في توخي الحكمة التي تُشجع الأخرين على ارتكاب المزيد من الجرائم التي تفكك النسيج الاجتماعي !! غير مقبول السماح لأي ايادي ان تدير حروب بالوكالة بأيادي يمنية وسفك الدم اليمني وتخريب الاقتصاد الوطني، سر على بركة الله يا سيادة الرئيس فخلفك شعب مصمم على إنجاح ثورته وستجده دائماً في الزمان والمكان المناسبين !!؟