رجال ونساء، شباب وشابات في ريعان أعمارهم، يرتادون مراكز (التداوي بالقرآن الكريم، الاستشفاء بالقرآن، العلاج بالقرآن)، في المجمل هذه هي تسميات أماكن العلاج بالقرآن. مرتادوها قصدوها بعد أن بلغ بهم المرض مبلغه ووصلت المعاناة أوجها، يبحثون عن أمل جديد، العلاج بالقرآن الكريم، وكلّهم ثقة به، استعصى حالهم على الطب وأطباؤه. ما يسمعونه عن أن مرضهم سحر أو مس شيطاني أو عين سوء، وما يلمسوه من معاناة شديدة تتجاوزهم لتصل إلى أسرهم، لخصوصية المرض. المتعالجون في هذه المراكز أصناف، منهم من شفي بفضل الله، وآخرون لا يزالوا في إطار الجلسات.. آخرون يتنقلون بين المراكز الشبيهة بحثاً عن العلاج بعد فشل أمثالها لأسباب تختلف. تلمح في وجوه المرضى آمال الشفاء وآلام المرض، وجدوا في القرآن الكريم ملاذهم؛ ووجدوا أيضاً في المعالجين به المُخلص والمُستغل والمُمتهن به. الأمراض وطريقة العلاج تعالج مراكز العلاج بالقرآن أمراض مختلفة، السحر، العين، المس، وما يدخل في إطارها. ووفقا للقائمين على تلك المراكز فالسحر قد يكون مشروباً أو مأكولاً أو مشموماً وكذا المدفون والموروث والملبوس ولكل نوع من الأنواع السابقة أعراضه المختلفة عن الآخر وطريقته في العلاج، والسحر المأكول له أعراض مثل ألم المعدة والقولون، بينما المشروب أعراضه آلام في الكلى والمسالك البولية، أما المشموم فأعراضه صداع الرأس، وألم الأطراف للسحر الملبوس. عسل وحبة سوداء تبدأ عملية العلاج بالقرآن بالسماع للمريض وشرح أعراض مرضه والتعرف على المشكلات التي يعاني منها، وشرح يوضح فيه مواقف معينة يسأله عنها المُعالج يصل من خلالها لتكوين صورة تقريبية حول المرض ليبدأ بعدها بجلسات العلاج. يتم استخدام آيات قرآنية حسب نوعية المرض، فيستخدم آيات معينة لها تأثير في نوع معين، مثلا يتم استخدام آية (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يُعلمون الناس السحر...) لعلاج السحر، وفي علاج العين آية (وإن يكاد الذين كفرا ليزلقونك بأبصارهم) وهكذا. أما ما يتعلق بالعلاجات المستخدمة فإن الماء المقروء عليه والزيت المقروء عليه والمسهلات هي أبرز العلاجات التي يستعملها المعالجين في هذه المراكز، إضافة إلى العسل والحبة السوداء بقلة حسب حالة المريض وحاجته. الموت تحت الضرب والخنق والكهرباء يستعمل المعالجون بالقرآن طرق الضرب بالعصي أو الخنق (المسك على حلق المريض)، ويستعملون الكهرباء أثناء العلاج تحت مبرر أن المريض لا يشعر بشيء وأنه في حالة تلبس كلي، مما أدى ببعض الحالات إلى الوفاة تحت تأثير التعذيب أو الخنق. في كل الأحوال فإن أعراض الضرب أو الخنق والكهرباء تبقى موجودة بعد استيقاظ المريض ولو لم يكن يشعر أثناء استخدامها، مما يعني حصول مضاعفات بعد خروج المريض. هذه الطرق المستخدمة في العلاج وما ينتج عنها وصلت لوفاة الكثير من المرضى، دون رقيب ولا حسيب على أرواح الناس التي سلمت لهؤلاء الناس. خصوصية المرأة في مراكز العلاج تنتشر هذه الأمراض في أوساط النساء أكثر من الرجال، ويُرجع أحد المشائخ العاملين في مراكز العلاج بالقرآن أسباب ذلك إلى أن المرأة أكثر عاطفة من الرجل، كما أن المرأة نقطة ضعف الرجال فيؤذى الرجل من خلالها، جموع النساء اللاتي يقصدن مراكز العلاج يقابله عدم وجود نساء متخصصات في العلاج لنظيراتهن النساء؛ وعليه فأن الرجال هم من يقومون بمهمة العلاج. يقول بعض المعالجين أنه لا يتم علاج المرأة إلا بوجود محرم أو جمع نساء؛ علاوة على ذلك فإن أثناء العلاج تحتاج المرأة لمن يمسك بها فبفعل العلاج يحدث بعض الحركات التي تستدعي كثرة الماسكين بها، وعليه لا بد من التحرص في عملية علاج النساء أكثر. يقول البعض. انتشار كبير انتشار مراكز العلاج بشكل كبير يستدعي الرقابة عليها بما يؤدي لخدمة الناس وضمان عدم استغلالهم أو الإضرار بهم. بعض المراكز تعالج وأخرى تستغل حاجة الناس وتتعامل مع الأمر كمهنة ووسيلة لجني الأموال.. الرسوم المفروضة في كل جلسة وما يتم أخذه من مبالغ مالية مقابل العلاج هي مصدر دخل القائمين على هذه المراكز، الاستغلال قد يحدث في طول فترة العلاج وتردد المريض على المركز كما يقول البعض. خارج تغطية وزارة الصحة وزارة الصحة تعترف بعدم سيطرتها على تلك المراكز، رغم أنها (المراكز) تقدم خدمة العلاج وتتعلق بصحة وحياة المواطن وتعد منشئات صحية. نائب مدير عام المنشآت الطبية الخاصة بوزارة الصحة العامة والسكان، يقول ل"الأهالي" إنه لا يوجد قانون ينظم عمل هذه المراكز سواء بالمنع أو السماح، ويضيف: "الأمر فوضى.. فوضى.. فوضى"، كرّرها ثلاث.