إلى روحك الطاهرة أبعث هذه الكلمات... استاذي الفاضل كم أنا في شوق عميق إلى روحك الطاهرة، إلى نظراتك الثاقبة وكلماتك الهادئة، أعرف وأؤمن يقيننا أنك لن تسمعني لكني ما زلت وكأنني الآن أسمع همس روحك في اذني وأنت تحثنا على الجد والمضي في الطريق الصحيح، نصيحة أبٍ لأبنائه. لقد صُقعت يوم أن رأيتُ صورتك معلقة على الجدران، لم أصدق عيناي، حملقتُ كثيرا كثيرا، وذهبت إلى حيث المكان الذي لم أكن اقصده، أخطأت من شدة الألم. يمر عليّ هذا اليوم يوم المعلم فأتذكر طيفك الهادئ، وتأخذني الذكرى إلى هناك إلى حيث كنت تقف شامخا تضع بصماتك بصمت وإتقان كطبيب حاذق ومهندس ماهر. في هذا اليوم وفي كل لحظة، أبعث إلى روحك الطاهرة، كلمات الحب الغائرة في أعماقي، وأضع على ذكراك العَطرْ أكاليل من الزهور. استعرض شريط الأيام من ذاكرت الأمس من مخزون الذكرى، وارشيف الذاكرة، وكأنني بك الآن تقول: "لأبنك الصغير عند أن يمارس خطأ بسيط لا لا لا يا أنس عيب". تعلمت الكثير منك، وحتى عند رحيلك تعلمت منك أن النهايات التي يختارها الله لنا هي نتائج لمقدمات كنا نحن طرفا في صناعتها. إلى روح استاذي الفاضل شهيد الثورة الدكتور/ أحمد قطران.