في العالم كله تشيد الجسور لتحسين حركة النقل والمرور، وفي شارع الستين الغربي محور الحركة بالعاصمة صنعاء، شيد جسر "مذبح" فعلق الناس من الذهاب والإياب وتوقفت المركبات وغيرت من اتجاهها بعد اصطدامها بعبارة: "نأسف لإزعاجكم نحن نعمل من أجل خدمتكم أو لأجلكم". عام كامل مر على مثول هذه العبارة أمام حركة المارة، انتهت الفترة المحددة، وتعثرت الشركة المنفذة، وسط "النفق" حيث المشكلة والمعاناة المستمرة . في منتصف يناير الماضي قال مدير الإشراف على المشاريع بأمانة العاصمة وليد حاجب، في لقاء مع أسبوعية "الأهالي" أن العمل في النفق سينتهي خلال 9 أشهر. حسب العقد الموقع مع الشركة المنفذة. بعد انتهاء مدة ال9 أشهر وزيادة شهرين عادت "الأهالي" لطرح السؤال ذاته على المسئول ذاته، بعد مضي شهرين من انتهاء المدة المحددة والعمل في النفق شبه متوقف ونسبة الإنجاز لا تزال متوقفة عند 30%. ما يعني أن المدة قد تتعدى السنتين. المهندس وليد حاجب، مدير الإشراف على المشاريع بأمانة العاصمة، قال ل"الأهالي" إن تعثر مشروع النفق بسبب الوضع المالي للبلاد، وقال إن وزارة المالية أوقفت صرف الاعتمادات لكل المشاريع الممولة مركزياً. مضيفا: هذا ما أثر سلباً على انجاز المشروع، إضافة إلى مشاكل خدمات البنية التحتية كالمجاري والمياه والكهرباء وكابلات الضغط العالي والألياف الضوئية، كذلك المنطقة صخرية". أوضح حاجب أن الفترة المحددة سلفاً ب 9 أشهر انتهت حتى الآن وتم استنزافها بإنجاز ما يشكل نسبة 30 % بما يعادل ربع المشروع. موضحاً أن الإشكالية في عدم قدرة الدولة على دفع تكاليف ومستحقات المشروع. مضيفا: في حال توفرت الاعتمادات خصوصاً فيما يتعلق بالجانب المالي فإن العمل من السهل أن يتم الانجاز فيه . المالية غير قادرة وجاري البحث عن ممول آخر المهندس وليد يحيى راصع، مدير عام المشاريع المركزية قال إن "الظروف التي مرت بها البلاد وما رافقها من أزمات للمشتقات النفطية أفضت إلى أزمة مالية، الأمر الذي أدى إلى توقف المشاريع الاستثمارية الممولة تمويلا حكوميا. موضحاً أن وزارة المالية مديونة لهذه المشاريع بنحو خمسة مليار ريال وهي الآن غير قادرة على صرفها .حد قوله. موضحاً في حديث ل"الأهالي" أن المشاريع الممولة بتمويل خارجي كتقاطع جولة سعوان مع العمال وتقاطع النصر، يسير العمل فيها على أكمل وجه وليس هناك أية مشاكل عائقة تقف في طريق انجازها . وبشأن نفق جسر مذبح أوضح المهندس راصع أن البحث عن مصدر تمويل بديل ما تزال الجهود فيه جارية للبحث عن مصدر تمويل آخر وأن هناك بوادر حل تجري مع الصندوق العربي الذى أبدى موافقة شبه أولية لتبني المشروع غير أنها ما تزال قيد المعاملة حتى يتم التمكن من الموافقة بشكل نهائي. حسب تعبيره . استنزاف الخزينة ومضاعفة المعاناة يبلغ طول النفق 600 متر، عرضه 16 متر، تكلفته مليار ومائتين ألف ريال، وبتمويل مركزي، فترة تنفيذه 9 أشهر انتهت حتى الآن، ولم تنجز شركة "سهمان" الشركة المنفذة، وهي شركة مقاولات مصنفة من الدرجة الأولى سوى ما يشكل نسبة 30%. وسبق ونفذ جسر مذبح على نحو يقدر ب ( 1,590,000,000) ريالاً عام (2008- 2009) وتبقى من التكلفة التقديرية (508,504,650) ريال ولو تم إضافة 20% كأعمال إضافية فوق التكلفة لتنفيذ الجسر والنفق في نفس الفترة. مناقصة نفق جولة مذبح تقدر ب مليار ومائتان وخمسة مليون وسبعمائة وثلاثة وعشرون ألف ريال في عام 2013م. وكانت المرحلة الأولى من هذا المشروع قد استمرت فترة تنفيذها قرابة سنة وشهرين تقريباً، بتكلفة إجمالية بلغت مليار وسبعمائة مليون ريال، فيما تكلفة المرحلة الثانية من تنفيذ مشروع نفق جسر مذبح بلغت قرابة مليار ومائة مليون ريال، وبتمويل حكومي 100%، وهذه المرحلة عبارة عن نفق تحت الأرض يبلغ طوله 450 متر . ويتم تنفيذ الجسور في أمانة العاصمة بحسب ما تتحدث به الوثائق يتم تنفيذها كمشاريع في مكان واحد (جسر – نفق – دوار) على مراحل متعددة كما هو حال نفق وجسر مذبح الذي تم بمرحلتين. وهو ما يراه خبراء مختصون دليل قصور في الدراسات والتصاميم والرؤيا المستقبلية. ويرى خبراء مختصون في هذا الجانب أن إشكالية الجسور بأمانة العاصمة بشكل عام خاصة جسر مذبح يكمن في تأخر الدولة في تنفيذ المشروع الذي كان بإمكانها أن تقوم بتنفيذ هذه الأنفاق مع الجسور في وقت واحد، لكي تكون المعاناة على المواطنين مرة واحدة لا مرتين . المشاكل والأضرار لا شك أن هناك أضرارا ومشاكل نتيجة توقف العمل بنفق مذبح خصوصاً ممن هم محيطين بالجسر من سكان ومراكز تعليمية هامة وحيوية لا سيما جامعة العلوم والتكنولوجيا ومشفاها وجامعة صنعاء والسكن التابع لها، وكلها بلا شك متضررة بدرجة أولى. الطالب في جامعة صنعاء صدام المدني، يقول ل "الأهالي" إن المعاناة التي يعانيها كطالب يسكن في السكن سنان الجامعي جراء أعمال النفق تنبع من ازدحام شديد للمركبات والشاحنات وارتفاع أصواتها، الأمر الذي يشكل مصدر ازعاج وقلق وارباك لهم في معظم الوقت، وخاصة في أوقات المذاكرة. موضحاً أنه في حال عدم استكمال العمل في موعده المحدد فإن المشاكل ستتراكم عليهم كطلاب وعلى القاطنين المجاورين للجسر. واختتم حديثه مناشدا الجهات المعنية سرعة تنفيذ العمل والانتهاء منه. من جهته قال عبد الرحمن العزي، أحد العاملين في مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا أن الزحمة الخانقة التي يتسبب بها النفق تؤدي إلى أضرار انسانية بالغة الأثر على المرضى والأطباء في المستشفى في ظل الزحمة التي تصل حد عرقلة وصول سيارات الاسعاف إلى المستشفى. المشكلة ذاتها بالنسبة لطلاب جامعة صنعاء وجامعة العلوم، إذ تسبب الاختناقات المرورية في تأخير وتعطيل الدكاترة والطلاب من حيث اللحاق بأوقات المحاضرات والامتحانات.