أعلنت جماعة أنصار الله الحوثيين، الجمعة الماضية، ما أسمته "اعلان دستوري" قالت إنه جاء كضرورة لملء الفراغ الدستوري. الإعلان المكون من 16 مادة، منح اللجنة الثورية التابعة للجماعة جميع الصلاحيات في تشكيل المجلس الوطني البديل لمجلس النواب والمصادقة على تشكيل مجلس رئاسي وتشكيل حكومة. الإعلان منح "اللجنة الثورية العليا" حق اتخاذ "كافة الإجراءات الضرورية لحماية الوطن ومصالحه وحقوق المواطنين". وفقا لنص المادة 11. نص البيان على أن رئيس اللجان الثورية هو القيادي في جماعة الحوثي محمد علي الحوثي. الإعلان قال إن اللجنة الثورية العليا هي المعبر عن الثورة وتتفرع عنها اللجان الثورية في المحافظات والمديريات في أنحاء الجمهورية. ومنح اللجنة صلاحيات كبيرة. بينها تشكيل مجلس وطني بقرار من اللجنة واشترط موافقة اللجنة على تشكيل المجلس الرئاسي، إضافة إلى مادة "تحدد اختصاصات المجلس الوطني ومجلس الرئاسة والحكومة بقرار مكمل للإعلان تصدره اللجنة الثورية". ظهر الإعلان كخطوة عملية لتنصيب عبدالملك الحوثي محل رئيس الجمهورية والحكومة والبرلمان والقوى السياسية. وفق تعبير الصحفي عبدالملك شمسان. اللجنة الثورية العليا، هي التي تمسك بمقاليد السلطة وتصادق على أي قرارات تصدر عن المجلس الوطني أو الرئاسي الذي شكله الحوثيون في إعلانهم الدستوري، أمس، ولم يكن اسم الرجل متداولا أو معروفا في الأوساط على الإطلاق. صحيفة «الشرق الأوسط» قالت إنها علمت من مصادر مطلعة، أن محمد علي الحوثي واسمه الكامل: محمد علي عبد الكريم أمير الدين الحوثي، ظل معتقلا في سجون جهاز الأمن السياسي (الاستخبارات) في عهد الرئيس صالح لسنوات لم تستطع المصادر تحديدها، لكن أحد المعتقلين إلى جانبه، قال ل«الشرق الأوسط» إنه «كان معه في زنزانة واحدة عام 2008، وإنه استمر في المعتقل إلى العام التالي، 2009، قبل أن يتم الإفراج عنه». ويتردد أن محمد علي الحوثي عاش في إيران لفترة والتحق بالحرس الثوري الإيراني وتدرب هناك، قبل أن يعود إلى اليمن ويعتقل. وتشير المصادر الخاصة إلى أن رئيس اللجنة الثورية ليس ابن عم زعيم الجماعة، عبد الملك بدر الدين الحوثي، وإنما من الأسرة نفسها. وحسب المعلومات، فقد انتقل محمد الحوثي إلى محافظة صعدة عقب الإفراج عنه من أجهزة الاستخبارات، وعمل ناشطا اجتماعيا في الجماعة، وكان مقربا من زعيم الجماعة، ولم يكن يظهر إعلاميا، وظل متواريا طوال سنوات ويعمل في صمت، حتى أعلن عن اسمه، الجمعة فقط. وتؤكد المصادر أن محمد علي الحوثي هو مهندس اللجان الثورية التي سيطرت على مناطق المحافظات، بما فيها العاصمة صنعاء، وتعد هذه اللجان شكلا جديدا لم يعهده اليمنيون، حيث تنتشر على مستوى المحافظات والعاصمة والوزارات وفروعها، وكافة مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية لا تخلو من وجود لجان ثورية، هي من تتحكم بمصير اليمن منذ 21 سبتمبر الماضي، وأخذت هذه اللجان صبغة رسمية بتبنيها الإعلان الدستوري، وقد لاحظ المراقبون أنه لم يعلن عن أسماء أعضاء اللجنة الثورية الحوثية أو عددهم، وجرى فقط إعلان اسم محمد علي الحوثي. بحسب الصحيفة. الجزيرة تروي سيرة الرجل قناة "الجزيرة" قالت إن اسم الرجل برز للعلن على حين غرة برز كقائد وركن من أركان جماعة الحوثي بعد أن حرص وجماعته على أن يبقى اسمه في الظل وطي الكتمان حتى تحين ساعة الصفر. مضيفة في تقرير لها: محمد علي الحوثي اسم برز على الساحة اليمنية حديثا وبقوة، ولكل عارف بخبايا السياسة فإن هذا الصعود المفاجئ المصحوب بأضواء إعلامية لا يمكن أن يكون وليد الساعة وإنما الأرجح أن يكون تتويجا لتدبير مسبق. تقول المعلومات المتوفرة عن محمد الحوثي -المكنى بأبو أحمد الحوثي- أنه عنصر مهم في حركة الحوثيين الشيعة، وقد تضاربت المعلومات حول حقيقة قرابته مع زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، حيث تشير بعض المصادر إلى أنهما ابنا عم، بينما تشير أخرى إلى أنهما من العائلة نفسها لا أكثر. ذهب محمد الحوثي في مرحلة ما من حياته إلى إيران، والتحق أو تدرب على يد الحرس الثوري الإيراني، إلا أن طبيعة نشاطاته في إيران قد فُرض عليها طوق من السرية لأسباب لوجستية واضحة. وبعد عودته إلى اليمن حرصت جماعته على إبقائه بعيدا عن الأضواء حتى حانت ساعة الصفر في السادس من فبراير 2015 عندما قام الحوثيون بحل البرلمان والاستيلاء على السلطة في البلاد، وإعلان محمد الحوثي رئيسا للجنة الثورية العليا. وبعد أن أعلن الانقلاب رسميا وقع محمد الحوثي على ما يسمى "الإعلان الدستوري اليمني"، وهو ما يعني تقنيا أنه أصبح الحاكم الفعلي لليمن. وبعد أن كان القصر الجمهوري مقرا لرئيس الدولة أصبح الآن مقرا لمحمد الحوثي المسؤول الكبير في الجناح العسكري للجماعة المدعومة من إيران والتي سيطر مسلحوها على مناطق كبيرة في اليمن. وفي خضم تلك التطورات المتسارعة في المشهد اليمني كان لمحمد علي الحوثي دور محوري في بسط وتثبيت سيطرة الحوثيين، فقد استغل على ما يبدو التدريب العسكري الذي ربما يكون قد تلقاه على يد الحرس الثوري الإيراني. فبعيد دخول الحوثيون صنعاء اقتحم محمد الحوثي مع عشرات من مسلحي الجماعة مقر إدارة شركة "صافر" الحكومية -أكبر منتج للنفط والغاز في اليمن- وأمر إدارتها بإيقاف كل المصروفات عدا الرواتب ووقف تصدير الغاز. كما داهم مسلحون حوثيون بقيادته وزارة التربية والتعليم اليمنية، واقتحموا مكتب الوزير في غيابه في 29 أكتوبر 2014، وفرضوا على مسؤولي الوزارة تسليم ختم الوزارة لشخص من أتباع جماعة الحوثي ويعمل في الوزارة بدعوى مكافحة الفساد. عهدت إليه رئاسة ما تسمى "اللجان الثورية" التابعة للحوثيين، ونسبت إليه السيطرة على الأختام الرسمية للوزارات والمؤسسات إبان دخول الحوثيين صنعاء، وتحت إمرته سيطرت قوات الحوثيين على أكبر شركة نفط يمنية. لا يعرف الكثير عن نشأته ومراحل حياته قبل بدء تحركات جماعة الحوثي في العقد الأخير من القرن الماضي، إلا أن هناك معلومات تشير إلى اعتقاله على يد الاستخبارات اليمنية إبان حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح. بحسب الجزيرة. تعيين وزراء محمد علي الحوثي بدأ ممارسة مهامه، وأصدر مساء الجمعة القرار رقم (1) بشأن التكليف بمهام وزارية و"استنادا لأحكام دستور الجمهورية اليمنية والإعلان الدستوري الصادر عن اللجنة الثورية. ولما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا". قضى بتكليف وزير الدفاع المستقبل اللواء الركن محمود الصبيحي، للقيام بأعمال وزير الدفاع، وتكليف وزير الداخلية المستقبل اللواء الركن جلال الرويشان، قائما بأعمال وزير الداخلية. كما أصدر القرار رقم (2) قضى بتشكيل اللجنة الأمنية العليا برئاسة الوزير الصبيحي وعضوية 16 قائدا عسكريا وأمنيا، بينهم خمسة جنوبيين، وستة من قيادات الحوثي. تولى الرجل اللجان الثورية التي بدأت فرض عناصرها في الوزارات والمؤسسات منذ سيطرة الجماعة على العاصمة ومحافظات أخرى قبل خمسة أشهر. المقالح يطالبه بمنصب كبير الصحفي محمد المقالح، المولي لأنصار الله، قال إن "أبو أحمد" سجن في مقر مبنى الأمن السياسي وكان المسئول عن أفراد آل الحوثي في السجن ومؤذنهم وإمامهم في الصلاة. وقال إنه كان يتبادل معه الكعك والقات واللحمه، مضيفا "حتى إن هذه السمنة التي ترونها اليوم عليه هيه بسبب الزوم والفتوت حق خبان... ولذلك عليه اليوم وقد أصبح مسؤولا كبيرا وخطيرا أن يعيد لي حساب السجن عدا ونقدا وجاها ومنصبا".