أعلن الرئيس السوداني عمر البشير الخميس ان الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي لا يستطيعان ان يفرضا على السودان "ما لا يريده"، في اشارة الى قرار مجلس الامن الدولي الذي يدعو الخرطوم ودولة جنوب السودان الى وقف المعارك تحت طائلة فرض عقوبات. وقال البشير امام عمال وزارة النفط السودانية في الخرطوم اليوم "بالنسبة للقرارات سننفذ ما نريده. وما لا نريده لا مجلس الامن ولا مجلس الامن والسلم الافريقي سيجعلنا ننفذه". كان الرئيس السوداني يتحدث الى حوالى الف شخص من العاملين في صناعة النفط السودانية خلال احتفال بتحرير حقل هجليج النفطي بعد ان احتلته قوات جنوب السودان في 10 نيسان/ابريل واستعادته قوات الخرطوم بعد عشرة ايام على ذلك. وجاء حديث البشير بعد يوم واحد من تجدد القتال على حدود الدولتين. وقد أعلن الجيش السوداني استعادة منطقتين حدودتين من قوات جنوب السودان بينما اتهم جنوب السودان طيران الخرطوم بقصف مناطق على حدود الدولتين. وكان السودان وجنوب السودان اكدا سعيهما للسلام بعد ان اصدر مجلس الامن في الثاني من ايار/مايو قرارا يحل الرقم 2046 وينص على وقف المعارك تحت طائلة التعرض لعقوبات. وطالب القرار السودان وجنوب السودان بوقف اطلاق النار والاعمال اعدائية على حدودهما وحل القضايا العالقة بينهما بعد انفصال جنوب السودان بموجب اتفاق سلام 2005 انهى الحرب الاهلية بين الطرفين التي استمرت من 1983 الى 2005. وكان السودان اعلن رسميا التزامه تطبيق القرار لكنه حذر من حصول "بعض الصعوبات". ووجهت وزارة الخارجية السودانية رسالة الى الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي لتثبت خطيا التزامها خطة الخروج من الازمة التي اطلقها الاتحاد الافريقي وصادقت عليها الاممالمتحدة. واعلن الجيش السوداني امس استعادته لمنطقتين حدودتين متنازع عليهما كانت قوات جنوب السودان سيطرت عليهما مطلع الشهر، هما كفن دبي وكافي كنجي داخل الحدود السودانية، على حد قوله. لكن الخارجية السودانية قالت السبت انهما منطقتان مختلف على تبعيتها. وكان السودان اتهم الجنوب باحتلال المناطق المختلف عليها. وقال "اذا لم ينسحبوا منها فسيجبروا على ذلك". من جهته، قال جيش جنوب السودان ان "هذه الحادثة تؤكد حدوث خرق لوقف العدائيات الذي طالب به قرار مجلس الامن الدولي بعد سريانه". واتهم جنوب السودان الخرطوم بقصف عدد من مناطقه بالطائرات على طول الحدود بين الدولتين. واشار المتحدث باسم جيش جنوب السودان كيلا كيث الى "قصف متكرر على مناطق المدنيين في حدودنا الشرقية بولاية اعلي النيل وفي ولاية الوحدة وشمال بحر الغزال". وينفي السودان القصف ولكن لا يمكن الحصول على مصدر مستقل لتأكيد القصف او نفيه ويتهم السودان جنوب السودان بمساندة متمردي دارفور الذين يقاتلون الحكمة السودانية في اقليم دارفور غربي السودان المضطرب منذ عام 2003 واجزاء منه تتاخم جنوب السودان. وتنفي جوبا مساندتها لمتمردي دارفور وتتهم الخرطوم بمساندة متمردين داخل اراضيها. وقد طالب قرار مجلس الامن الدولي الطرفين بالكف عن مساندة متمردي كل طرف. وقال البشير في خطابه اليوم الخميس ان "حكومة الجنوب تقول بانها تريد تغيير النظام في الخرطوم". واضاف "اذا ارادوا تغيير النظام في الخرطوم فسنعمل على تغيير النظام في جوبا واذا ارادوا دعم متمردين سندعم متمردين. العين بالعين والسن بالسن والبادي اظلم". وكان البشير وصف حكومة جنوب السودان من قبل بانها "حشرة يجب ابادتها". ويؤكد قرار مجلس الامن ضرورة عودة الطرفين الى التفاوض الاربعاء المقبل بوساطة من الاتحاد الافريقي يقودها رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي، بدون اي شروط مسبقة لحل القضايا العالقة بينهما خلال ثلاثة اشهر. وتتمثل القضايا الخلافية في رسوم عبور نفط جنوب السودان الى السودان اضافة للمناطق الحدودية المختلف عليها ووضع مواطني كل دولة المقيمين في الدولة الاخرى والخلاف حول منطقة ابيي. * المصدر: (ا ف ب)