هدمت ثورة سبتمبر الحكم الوراثي القائم على زعم تملك الحكم بدعوى السلالية والعنصرية، وقد جرمت تلك النظرة السلالية الثورة واعتبرتها اغتصاباً للسلطة من شعب ليس له الحق في أن يتطلع للحكم والسلطة بأعتبار الحكم حقاً مكفولاً لبيت بذاتها، أو سلالة بعينها لا يجوز لفئة من أفراد الشعب أو حتى الشعب اليمنى كله أن ينازعها فيه. انتصرت الثورة والجمهورية بعد أن مضت تقاوم كل الكيد والمؤامرات على النظام الجمهوري. وتسلل على صالح في غفلة من الزمن إلى الحكم وتعامل مع السلطة على أنه صاحب الحق الوحيد فيها يتملكها كما يشاء ويورثها لأبنائه كيفما شاء. ومع الأخذ بعين الاعتبار لكل مساوئ الحكم والتسلط الجاهل والممارسة الغبية لشئون الحكم من قبل على صالح لأنه بسعيه للتوريث أيقظ الرغبة الدفينة لدى المشروع السلالي المتربص والمتطلع بجشع إلى العودة إلى الحكم المنتزع منه، لأنه يزعم انه الأحق بتملك الحكم وتوريثه وفق الحق الحصري عليهم بحسب ما يدعون، معتبرين أنه ما دام هناك من يسعى للتوريث فهم الأولى بذلك خاصة وهم يتربصون باليمن الدوائر منذ صبيحة ثورة سبتمبر.. وجاءت ثورة الربيع اليمنى وكان من نتائجها أن انتزعت المنصب الأعلى في الدولة وإذا هو بين عشية وضحاها في (أبين) ليس بعيدا عن أبناء المخلوع فحسب بل وبعيدا عن كرسي السلالية وبيت (العرق المقدس) بزعمهم، وذلك يعنى أن المنصب الأعلى في الدولة قد غدا محررا وقد يكون غدا في أي بيت باليمن من أقصاه إلى أقصاه.. بمعنى أنه أصبح بملكية الشعب اليمنى، وهو وحده -من خلال انتخابات حرة ونزيهة- الذي يقرر من يكون رئيس الجمهورية وعلى أساس القدرة والكفاءة والنزاهة، ليس على أساس العرق أو السلالة أو الجهة.. لذلك ليس غريبا أن نجد أصحاب هذه المشاريع الصغيرة سلالية كانت أو عائلية أو جهوية أن يتداعوا ليكونوا حجرة عثرة أمام استقرار اليمن وتطوره وحريته وديمقراطيته. لكن: إن شعبا طرد الاستعمار من أرضه، وكسر القيود والأغلال التي كبله بها حكم الأئمة سينتصر بأذن الله ثم بجهود كل اليمنيين على تلك المشاريع الظلامية والعنصرية والعائلية المتخلفة. * الأهالي نت