قدم الادعاء الأميركي مجموعة من رسائل للضابط الأميركي نضال حسن، المتهم بقتل وجرح عدد من رفاقه الجنود بإطلاق النار عليهم في قاعدة عسكرية بتكساس، وقال إن نضال تبادلها مع رجل الدين أنور العولقي الذي قتل بغارة في اليمن. وقالت شبكة سي إن إن الأميركية إن تقريراً أصدره مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) عرض أصل الحوارات التي دارت بين الرجلين عبر البريد الإلكتروني، والتي تراوحت فيها مواد النقاش بين التعاليم الدينية والانطباعات الشخصية، وصولاً إلى البحث عن زوجة صالحة. وأوضح التقرير أن الرسالة الأولى التي أرسلها حسن إلى العولقي تعود إلى 17 ديسمبر/كانون الأول 2008، أي قبل 11 شهراً من قيام حسن بتنفيذ الهجوم، وجاء فيها أن هناك الكثير من المسلمين الذين انضموا إلى الجيش الأميركي لأسباب عديدة، وقد قام بعضهم بقتل جنود أميركيين أو محاولة قتلهم باسم الإسلام، مثل حسن أكبر. وتشير هذه الرسالة إلى الجندي حسن أكبر الذي قام بقتل اثنين من رفاقه في الجيش الأميركي وجرح 14 بهجوم نفذه عليهم في الكويت، عند بداية العملية العسكرية ضد العراق عام 2003. وسأل حسن العولقي بعد ذلك عم�'ا إذا كان الفعل الذي أقدم عليه أكبر يندرج تحت إطار الجهاد، وما إذا كان فاعله سيعتبر من الشهداء إذا قتل، كما سأل حسن عن ما إذا كان يتوجب على المسلم أن يحدد مذهبه وأن يكون سنياً أو شيعياً؟ ورغم أن العولقي لم يجب على الرسائل الأولى، غير أن حسن واصل مراسلته طالباً منه برسالة جديدة تحديد بعض القضايا المتعلقة بالفلسطينيين والإسرائيليين ومبدأ العين بالعين، ثم انتقل إلى موضوع آخر، فطلب من العولقي تحديد طرق أفضل لقبول التبرعات بشكل يحافظ فيه المرء على خصوصياته، وعرض جائزة خمسة آلاف دولار لصاحب أفضل مقال حول مزايا العولقي ودوره الدعوي. وفي رسالته السابعة، ذكر حسن للعولقي أنهما التقيا لفترة قصيرة، عندما كان الثاني إماما لمسجد دار الهجرة فرد عليه العولقي للمرة الأولى برسالة جاء فيها "أسأل الله أن تصلكم هذه الرسالة وأنتم بأفضل حالات الإيمان والصحة، جزاكم الله خيراً لحسن ظنكم بي، أنا لا أسافر، ولذلك لن أتمكن شخصياً من تسلم الجائزة، وأنا أشعر بالخجل لعجزي عن إيجاد كلمات أفضل لشكركم". وبعد ساعات من رسالة العولقي، سارع حسن إلى الرد شاكراً رجل الدين على رسالته، وعارضاً المزيد من المساهمات المالية، قبل أن يقول "أنا أبحث عن زوجة ترغب في أن تكافح معي لنيل مرضاة الله، وسأفكر جدياً في أي ترشيحات تقدمها لي". وبعد ثلاثة أيام، رد العولقي برسالة كانت آخر ما أرسله لحسن شكره فيها على عرضه للمساعدة، وطلب منه المزيد من المعلومات حوله، واعداً إياه بمد يد العون له في بحثه عن إحدى الأخوات. ورغم انقطاع رسائل العولقي بعد ذلك فإن حسن واصل الكتابة، فأرسل إليه ملخصاً شخصياً بشأنه، كي يستخدمه في البحث له عن زوجة، ثم راسله بشأن قضايا متنوعة، بينها موقف الإعلام الأميركي من المسلمين، وكيفية إرسال الأموال بصورة آمنة. وفي 30 مايو/أيار 2009، تغيرت اتجاهات رسائل حسن، فكتب إلى العولقي قائلاً "قبل فترة قام جندي أميركي بإلقاء نفسه فوق قنبلة يدوية ألقيت على مجموعة من رفاقه، وبذلك أنقذهم من الموت بعد أن قتل نفسه، لقد قرر الموت ولكن نيته كانت إنقاذ أصدقائه وقد نجح بذلك. هذا يثبت أن الانتحار مقبول بهذا المثل لأنه بطولة". وفي 16 يونيو/حزيران 2009، كتب حسن آخر رسالة إلى العولقي جاء فيها "إذا تجاهلنا الله كما فعل آدم فلن يكون لنا عذر إذا انتهى بنا المطاف في نار جهنم". وكان حسن يعمل طبيباً نفسياً عسكرياً بقاعدة فورت هود في تكساس قبل أن يقوم بعد ذلك بأقل من ستة أشهر من مراسلاته بإطلاق النار على الجنود داخل القاعدة، مما أدى لمقتل 13 شخصاً وإصابة 31 آخرين بجراح، وقد أصيب بإطلاق نار خلال المواجهات أدى إلى إصابته بالشلل، ويمكث حالياً في السجن بانتظار انتهاء محاكمته التي يواجه فيها حكماً بالإعدام.