تشهد أسواق العاصمة صنعاء تغيراً طفيفاً في الأسعار في نهاية يوليو 2012 م ما يعكس مستوى المعيشة المتدني في اليمن. وتبرز معاناة اليمنيين في هذه المرحلة خاصة مع الدخول في شهر رمضان. وتعكس الأسعار المستوى المعيشي للمجتمع في أية فترة زمنية، الأسعار في اليمن خلال شهر رمضان دائماً ما كانت تعكس الوضع الاقتصادي التي تعيشه الأسر. هذه المرة نجد أن الوضع الاقتصادي في صنعاء خلال شهر رمضان وصل إلى حال متدني. حيث تسود حالة من التذمر لدى بائعي التجزئة في أسواق صنعاء حالة من عدم الرضى من انخفاض الطلب الاستهلاكي خلال رمضان. بينما تسود المواطنين حالة من عدم القبول بأسعار السلع الغذائية خلال نفس الفترة. البعض قدم دراسات واستطلاعات وهناك من قام بتشخيص للأزمة في شهر مضان. يهدف التقرير إلى تقديم تحليل للأسعار خلال رمضان وهي الفترة المحددة يونيو يوليو 2012م ، والكشف عن أسباب ارتفاع وانخفاض الأسعار ، وتحديد طبيعة الوضع في أسواق المواد الغذائية. الحبوب ومشتقاتها ارتفعت أسعار الحبوب خلال الفترة يونيو - يوليو 2012 بشكل طفيف مقارنة بالأسعار ذاتها في نهاية الشهر الماضي. وبمعدل بلغ نحو 9% للقمح و22% للدقيق السعودي و6% دقيق السنابل ، 13% للدخن. ويرجع الارتفاع نتيجة الزيادة في الطلب الاستهلاكي خلال رمضان أكد رئيس وحدة تحليل الأسعار في مركز بحوث التنمية الاقتصادية والاجتماعية وائل شمسان المقرمي إلى أن أسعار الحبوب لم ترتفع كما كان متوقعاً في رمضان الحالي، وظلت عند مستوى أسعار أقل بكثير مما كانت عليها نفس الأسعار حتى خلال رمضان السابق. لعدة أسباب منها ارتفاع المساعدات الدولية لليمن - ولاسيما من الحبوب - في الفترة التي سبقت رمضان بسبب الأوضاع الإنسانية المتدهورة في اليمن ، أيضاً يرجع الارتفاع البسيط في الحبوب إلى انخفاض ميزانية الأسر في المجتمع اليمني بسبب الأوضاع السياسية والأمنية المتدهورة . ورغم ذلك أسعار معظم السلع الغذائية ما تزال فوق أسعارها الحقيقية ، وهو ما يؤكد عدم قيام الوزارات الحكومية المختصة بدور في معالجة مشكلة الأسعار. السكر والأرز والسمن والزيت والجبن ارتفعت أسعار السكر والسمن والجبن خلال الفترة يونيو -يوليو2012م ، و بمعدل 13% للسكر و3% للسمن، ، بينما انخفض سعر الرز التايلندي بمعدل 25% واستقر سعر كل من الجبن والزيت. وعزا وائل المقرمي إلى أن الزيادة في سعر السكر في الفترة الأخيرة رجعت إلى زيادة استهلاك الحلويات والسكريات في شهر رمضان من كل عام ، حيث تزيد الأسر والعوائل من استخدام الحلويات في شهر رمضان. أما فيما يتعلق بانخفاض سعر الأرز فإنه يرجع إلى عزوف معظم المجتمع اليمني عن استهلاك سلعة الأرز خلال شهر رمضان، مقارنة بغيرها من الشعور، وهذا ما يفسر إغلاق العديد من المطاعم المتخصصة بصناعة الرز في هذا الشهر. الزبادي والبيض والتمر والمحلبية ارتفع سعر التمر بنحو 13% خلال رمضان ، ووصل سعر الكيلو التمر حالياً حوالي 450 ريال ، بينما استقر سعر المحلبية والبيض والزبادي ، ويرجع ارتفاع أسعار إلى زيادة الطلب على مثل هذه السلع من قبل المجتمع في رمضان. أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء ارتفعت أسعار اللحوم الحمراء خلال نفس الفترة وبلغ معدل الارتفاع ولي 7% للحم البقري، 9% للحم العجل واللحم الغنمي ولحم الماعز. بينما ارتفع سعر الدجاج والأسماك وبمعدل تراوح بين 14% و 25% على التوالي. ويرجع محمد شائف الباحث في مركز بحوث التنمية الاقتصادية والاجتماعية أن ارتفاع سعر السمك (الديرك) في رمضان إلى زيادة الطلب الاستهلاكي من الأسماك في رمضان ، وارتفاع أسعار اللحوم .بالإضافة إلى كونه سلعة مميزة. وتشهد أسواق المواد الغذائية في العاصمة صنعاء خلال شهر رمضان، حالة شبه ركودية نتيجة اختلال واضح في الطلب على هذه السلع. حيث أن الأسعار شهدت في الأغلب خلال رمضان استقرار، وفيما عدا بعض السلع الغذائية التي انخفضت أو ارتفعت أسعارها خلال شهر رمضان متأثر في تغير الذوق المجتمعي للسلع خلال هذه الفترة. وهذا يعني ان الاختلال في الطلب مازال موجود حتى مع حصول التغير في الأسعار، ويرجع اختلال الطلب خلال هذه الفترة إلى تقلص دخول وميزانية الأسر بعد استمرار الصراع السياسي منذ العام 2011م وحتى اللحظة، إضافة إلى ذلك يعد جشع التجار ورغبتهم في المحافظة على الأسعار التي كانت في العام الماضي أحد هذه العوامل التي شكلت دافعاً للأفراد بعدم الدخول إلى الأسواق .وفي الأغلب الأٍسعار ماتزال مرتفعة فوق مستواها الحقيقية . ويمكن القول أن الأسواق تعاني من اختلال في الطلب وليس العرض ، حيث أن المواد التأمينية متوفرة في الأسواق بشكل لا تشكل أي أزمة. وهو ما جعل أسواق صنعاء للمواد الغذائية خلال شهر رمضان تعيش حالة ركود ، ومع ذلك هناك ما يؤشر على انفتاح الأسواق وانبلاج حالة الركود في الفترة الأخيرة من رمضان .ويتضح أن ايجاد حل لهذه القضية يتم اتخاذ سياسات اقتصادية من شأنها تحفيز الطلب الاستهلاكي ، عن طريق العمل على تخفيض الأسعار.. قيام الحكومة بدورها في مراقبة الأسواق والحد من جشع التجار في الزيادة في أسعار كثير من السلع. أعد التقرير: مركز بحوث التنمية الاقتصادية والاجتماعية جدول (2) يوضح أسعار الحبوب خلال الفترة (رمضان) يونيو-يوليو 2012