لا يوجد أسوى من أن تقف أمام شيء كل حواسك تسعى للحصول عليه ولم تستطيع أن تشتريه هكذا قالت لصديقتها التي بجانبها عندما عجزت أن تشتري فستان العيد لطفلتها التي تتساقط الدموع من عينيها. اعتقادا ببراءة الطفولة إن أمها تكرهها ولن تشتري لها فستان جميل كالذي بيدي مثلا كرجل بيع موسمي أكاد أن افقد كينونتي بغيبوبة اسالة أخر اليوم هل أنا إنسان؟!! لينتابني هذا الشعور..وتغادر من أمامي ساخطة من الفقر الذي كتب عليها كالقدر وأضل كالصنم لا امتلك أي وسيليه لا ساعدها سوى بهمسات تضامن مع تلك الطفلة حتى تجف دموعها وتبتسم. بعدها أتعامل بحذر بإظهار القطع الغالية على حسب مظهر الزبون فتمر أيام وأتجاهل تلك المبداء لعدم قبولي به وشعور ضميري باني أمارس التميز.. فأتعامل كالسابق فيحدث موقف أخر إمرة عاجزة أن تشتري فستان لطفلتها ...لكن كانت تلك الطفلة عنيدة جدا ولم تدرك معنى الفقر بعد وان بإمكانها الحصول على أي شيء إذا كان باستطاعتها أن تدمع فتهمس لي أمها أن أضعه في كيس وتعدني بأنها ستمد به خفية لزميلي الذي بجانب الباب ...فتغادر وتركني بغيبوبة التخيل كيف سيكون موقف الطفلة عندما تكتشف الحقيقة في البيت.. كالعادة لا امتلك غير التضامن مضافا إليه أمنياتي أن تتسع حيطان الفقر الأربعة لصدى بكائها فالفقر أصبح يلامس باليدين ولا احد مستعد في هذه البلد أن يرمي بمصالحه ومصالح حزبه الأنانية وتقديم شيء يخرج هذا الشعب من الوضع السيئ جدا لنتنفس، فالموظف الحكومي جاثم عليه صدره الفقر كالقدر فما باللكم بالشخص الغير موظف ويعمل في الشهر أسبوع حسب انخفاض سعر الاسمنت والحديد وهم الأغلبية. أتمنى ألا تسألني بقية العام أيها الأخر لماذا فلسفتك الحزن..فما كتبته في السابق ليس سرد قصصي..بل هو عين الحقيقة التي بإمكانها أن تكسر أي ابتسامه تحاول الخروج إلى هذا الواقع المتعب والذي يزيف بقشرة من الطلاء.