لقد كُنّا نثور بمفاهيمنا, وعِلمنا داخل مدرجاتنا, وقاعات محاضراتنا الجامعية. مشاركين طلبتنا حلم التغيير والثورة. وحينما حضرت اللحظةُ الثوريةُ, شاركنا شبابنا ( ثائراتنا وثائرينا) ثورتهم, في ساحات التغيير وميادين الحرية. ولكننا اكتشفنا, مدى حاجتنا لثورة قلم, عبر(ثورة ثقافية)؛ فالاستبداد, عادةَ, ما يُزرعُ في العقولِ قبل انطلاقته من القصور! إن الجهلَ مازال ضارباً بجذوره في أعماق بُنيتنا المجتمعية. كما أن حكامنا المستبدين, يفتقرون للعلم, ويكرهونه؛ بل ويسعون لإطالة وجودهم وأعمارهم السياسية عبر نشر الجهل, وممارسة سياسة التجهيل تجاه محكوميهم! ولذا ينبغي لثورتنا السياسية أن تلد أخرى (ثقافية). فأعداء الثورة وخصومها, مازالوا يقتاتون على (جهل) بعضنا, وعلى انتهازية بعض العبيد (المتثيقفين), الذين استمرءوا الاسترزاق بنفاقهم, وتزلفهم لأسيادهم من الفاسدين والمستبدين! كما أنني أخجلُ نيابةَ عن بعض رفاق المهنة والحرف. أولئك الصامتين,(بل المتخاذلين), أصحاب الأقلام الخرساء, والخائفة قلوبهم, المرتجفة أيديهم, والمنعقدة ألسنتهم؛ عن قول الحق ومقاومة الظلم, في بلد يفترض أنهُ وطنهم! أما الأقلام الفصيحة, المدافعة عن كل ذي سلطة, عبيد الدرهم والدينار, بل والريال والدولار؛ فتباً لهم: سيحاسبهم أحفادهم, بل شعبهم من بعدهم؛ لأن (عبوديتهم الفصيحة) و(وعظهم السلطاني) موثَّق بأقلامهم, وأصواتهم, فأين المفر؟! ختاماً: اتضح جلياً, أننا نحتاج ل(ثورة قلم) لا(ثورة سيف)؛ لأن أهل السيف (أنصاراً وخصوماً) مازالوا يعولون كثيراً, في بقائهم, وحسمهم على(سيوفهم) و(زنادهم). ومازال الزمانُ زمانهم! مهما عولنا على (سلميتنا), وأشدنا بها. وهنا تتجلى الخصوصية اليمانية المثقلة, وتكمن المعضلة معاً. فلتكن ثورتُنا (ثورة قلم) ؛ ليدرك (أصحاب السيف), ولو بعد حين أهمية (أهل القلم), فيعودوا إلى(ثكناتهم), ونعود إلى (مدرجاتنا وقاعات محاضراتنا). حينئذٍ سيكون النصر المُبين. ملحوظة: يصادف اليوم (الثامن من سبتمبر) , (اليوم العالمي لمحو الأمية!