لكل فكر تقديره لقيمة المرأة ، وتصوره لطبيعة دورها في المجتمع ، والذي يريد أن يقدِم فكره عليه أن يتعرف على فكر الآخرين المؤثرين في المجتمع ، ثم يحدد الطريقة المناسبة للتعامل معهم ، احتراما لخيط رفيع يسمى المجتمع وثقافته! تُجار ( العقل والمنطق ) امتهنوا هذه التجارة وأصبحوا يروجون لها بطريقة لا تُناسب هذه البضاعة الثمينة التي لا تقدر بثمن ، يروجون لها بطريقة رجعية ولا تُناسب الثمن الذي تختزله فيها ، فأي منطق هذا الذي لا يحترم مجتمعاً ولا أرضية لا تقبل ما يروج له من بضاعة ؟! من البداهة جداً عندما تُريد أن توصل فكره أو قيمة ثقافية أن يكون لك مجتمع يفهم تلك التي تروج لها ، ويعيها جداً بعمق ، وكذلك شيء مُسلم له عندما تُريد لمجتمع متأخر أن يتقدم على حسب نظريتك لو سلمنا أنها نظيفة ، فمن المعلوم أن يكون لك شيء تستند عليه لكي يكون للفكرة أو المعلومة التي تُريد أن توصلها قبول وتأثير !! العظيم "هتلر" سوق لحزبه بطريقة أكثر دهاء من بعض من يدعون المنطق والعقل ليسوقون افكارهم بطريقة غوغائية يستندون على الحرية التي هم في الحقيقة يخترقون حواجزها بشكل عبثي جداً ! مجتمعاتنا العربية ككل ، واليمنية على وجه الخصوص محافظه ملتزمة بالقِيم والأخلاق والعرف الاجتماعي النسيجي الذي يُرجى منه أن يبني أرضية ثقافية تجعل الفرد سواءً ذكراً أو أنثى على مستوى عالي من الرقي والتقدم، إلا أن التزامها بهذا العرف المجتمعي جعلها بنظر المجتمعات الأخرى متأخرة ورجعية أيضا، إذ انه في الحقيقة العرف المجتمعي أرضية بيضاء تجعل من المرأة أنثى خصبة، وليست مدعاة للرجعية التي نمقتها غلى أية حال ! في اليمن المرأة تُعاني من مجتمع لا زال ينظر لها بعينِ النقص والازدراء تقريباً ، ينظر لها على أنها للبيتِ ( المطبخ ) خُلقت لا لغير ذلك ، وان عليها أن تبقى حبيسة الجدران لكي ينقذها احدٍ ما بالخروج أو الدخول مثلاً ! إن إي ثقافة أو نظرية تستهدف جسد المرأة وشخصيتها ، في الحقيقة ليست سوى سذاجة دامغة تستهدف كيان عظيم في المجتمع يُراد له أن يتحول لآلة بيع وشراء، ويُراد منه أيضا أن يتحول إلى سلعة يأخذ منه المُتَبضع ما يحلوا له ثم يتركه متى ما يُريد، عندما تُمرر كلُ هذه التفاهات بغطاء ( الحرية، والحضارة ، والعصرية ) يجعلنا فعلاً أمام هجمة خبيثة تُريد أن تُنهي فاعلية المرأة ودورها في المجتمع الذي من خلاله هم حولوا هذه الحقيقة لشعارات زائفة لكي يصلوا لمآربهم الخجولة، التي يختبئون خلفها بسخرية تجعلهم كما لو حفرة مهولة يرتمي فيها كل تجار الزيف! إن أي انتفاضة تستهدف جسد المرأة، وتستهدف أيضا حريتها في الحقيقة إنما هي انتكاسة وتأخر لا تقدم، واي إنتفاضة لا تحترم مشاعر المجتمعات فتلك فوضى منظمة هدفها هدم النسيج المجتمعي عن طريق مراهقين مأجورين يستلمون من وراء ما يسمى بالانتفاضة دراهم معدودة لكي ينشرون التفسخ والعري الفاضح! # الانتفاضة التي نمني النفس بها ، ونتمنى أن نراها واقعاً في مجتمعاتنا هي : انتفاضه ثقافية ترتقي بالمرأة وتجعل منها عنصر فعال في المجتمع في كل مجالات الحياة المجتمعية، نٌريد من المرأة اليمنية والعربية ككل أن تخرج من بيتها وتشارك الناس كل قضاياهم، نريدها أن تقارع كبار المثقفين والكتاب والرواة والسياسيين، نُريدها أن تتواجد في المشفى، والمسجد ، والخطابة، والصحافة، نُريدها أيضا في المعارك والحقول، نُريدها أن تخرج من عباءة البيت إلى محراب المجتمع لتلامس شعوره وأحاسيسه، المرأة اليمنية اليوم تُعاني من مجتمع وأسرة تربطها بالبيت كونها امرأة لا تنفع إلا للزواج والخدمة، تُعاني أيضا من ثقافة قيدتها لتُصبح حبيسة أفكار اسر ومجتمع انهى فاعليتها، فلا تُقارنها بإمهات المؤمنين الذين كان رسول الله يُشاركهم الرأي والمشورة في كل أموره، حتى في ساحات المعركة شاركن وقدمن أروع التضحية والفداء، نحتاج قدوه نظيفة لمجتمعاتنا لتقود مسيرة الإنتفاضة هذه لا أن نقتدي بمن تعري جسدها وتعرضه وباءً وأمراضا معدية ! هذه هي الانتفاضة التي نريدها وبحاجة ماسة لان نراها واقعاً نلمسه ، ومجتمعاً نشعر به ونعيشه !! استغرب من أناس تتكلم بمنطق الحرية، ولتجدديه، ثم على الجانب الآخر ينتهكونها وبأبشع الصور، يصرخون أن المتحجبة والمنقبة أيضا لا تملك الحرية، ويهمزونها ويلمزونها وبطريقة يُرثى لها، ينادونا أن المتحج�'بة والمنقبة لا تملك الشجاعة لتُمارس دورها التي تمارس تلك التي ليست محجبة أو منقبة، في حين أن هذا افتراء باهت، والحقائق لا تزور، وتلك تُمارس حقها بكل أنواع الحرية والشفافية ولا يمنعها إي شيء ومجتمعنا اليمني خير دليل، بينما نحن نرى أن التي لا تلبس النقاب والحجاب ونافشه لشعرها تمتلك حرية عميقة جداً، ومن حقها أيضا ، ولا يوجد إي مانع من ذلك ، هكذا نحنُ ننظر لهم، وبعيداً عن النظرة الشرعية التي ربما لا تُناسب البعض، بينما ينظرون لنا شزراً وإننا رجعيين !! فرجاء احترموا إنسانيتنا وحريتنا وما نتصرف فيه من منطلق ذواتنا، احترموا عقولنا لا تمتهنوها، عاملونا كما نحنُ نعاملكم، احترمونا نحترمكم !! وأخيراً .. نحن كمسلمين نريد أن نرد المرأة للطريق الذي ارتضاه لها إسلامها بثوابته الشرعية، لأننا نثق جداً أن التزامها به يجعلها تأخذ حقوقها كاملة دون أية نقصان، بل ويجعلها عنصر فعال في كل ميادين المجتمع، المجتمع والأفراد هم الذين غيبوا المرأة، وليس الإسلام على الإطلاق! علينا أن نحدد المؤثرين في الواقع الذي نتعامل معه، ونتعرف على نظرتهم للمرأة والطرق التي يسلكونها لفرض رؤيتهم على المجتمع ، هذا هو الصح والمنطق والعقلانية والحضارة والعصرية بحذافيرها