فشل المبعوث الأممي الخاص باليمن جمال بن عمر لليوم الثاني على التوالي في إقناع المؤتمر الشعبي العام ورئيسه علي عبدالله صالح بالعدول عن مواقفهم ومواقفه المتشددة حيال نسبة تمثيل المؤتمر في الحوار الوطني الشامل. وذكرت صحيفة محلية أن بن عمر أكد لعدد من أعضاء اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام في لقاء جمعهم به أمس أن مطالب صالح وإن كانت مطالب المؤتمر فهي غير منطقية ولا تتفق مع أساسيات الحوار وأن عليهم أن يدركوا بان مسألة المحاصصة والتقاسم لا ينطبق إلا على الحكومة، أما الحوار الوطني فيجب أن تمثل فيه جميع مكونات الشارع اليمني. وأوضحت صحيفة "أخبار اليوم" أن جمال بن عمر أبلغ قيادات المؤتمر أن تبني المؤتمر الشعبي العام عبر رئيسه علي عبدالله صالح لهذا الموقف المتشدد الذي يعرقل السير نحو بدء جلسات الحوار الوطني يعزز من الطرح الذي تتبناه أحزاب اللقاء المشترك ويؤكد مصداقيته، وهو أن عدم إجراء إصلاحات هيكلية داخل المؤتمر الشعبي العام وبقاء صالح على رأس هذا الحزب واحدة من أهم العوائق في طريق الحوار الوطني، مشيرة إلى أن موقف صالح المتشدد والرافض لتفويض جمال بن عمر لا يستند إلى قاعدة رفض مؤتمرية أو أن يكون متوافقاً عليه في إطار دوائر المؤتمر وإنما يستند على القوة العسكرية التي لا زال يسيطر عليها علي عبدالله صالح ولا زالت في قبضته ممثلة بقوات الحرس الجمهوري من خلال نجله الذي يقود قوات الحرس. وكشفت المصادر للصحيفة أن كلاً من الدكتور عبدالكريم الإرياني والدكتور أبو بكر القربي أنتقلا بعد اللقاء الذي جمع بن عمر بقيادات المؤتمر إلى منزل صالح لإبلاغه بما تم في الاجتماع ومحاولة إقناعه بالعدول عن موقفه السابق بما يخص بنسبة تمثيل الحزب في مؤتمر الحوار الوطني إلا أنهما لم يتمكنا من إقناع صالح, الأمر الذي دفع جمال بن عمر بالتلويح والتهديد بمجلس الأمن. وكانت مصادر مطلعة أفادت للأهالي نت أن المبعوث الأممي في اليمن جمال بن عمر عقد ظهر اليوم الاثنين اجتماعاً مع أعضاء اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس اليمني السابق علي صالح للتباحث معهم بشأن موقف الحزب المتضارب حول تمثيل الحزب في مؤتمر الحوار الوطني. وقالت المصادرل "الأهالي نت" أن المجتمعين فوضوا جمال بن عمر لتحديد نسبة تمثيل حزبهم في مؤتمر الحوار على أن تكون هذه النسبة مساوية لحصة المشترك. بن عمر الذي كان جاداً في تحذيراته وحثه لقيادات المؤتمر قوبل بردود وصفتها مصادر سياسية بغير المسئولة وغير اللائقة.. حيث رد قيادي في المؤتمر على بن عمر بقوله "خلي مجلس الأمن حقك يأتي يقطع رؤوسنا" وقال قيادي أخر "علينا أن نعمل انتخابات مبكرة ليعرف كلً منا حجمه"، الأمر الذي اضطر بن عمر إلى الخروج من الاجتماع والاتصال بصالح واللقاء به مساء أمس –وفقا لما ذكرت الصحيفة. وعلى هذا الصعيد أكدت مصادر مطلعة لصحيفة "أخبار اليوم" أن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص لليمن التقى مساء أمس بعلي عبدالله صالح وحاول ثنيه وإقناعه بالقبول بالمقترحات التي وضعها هو والخاصة بنسب تمثيل المؤتمر وبقية المكونات التي ستشارك في مؤتمر الحوار الوطني إلا أن صالح تمسك بموقفه الرافض وجدد مطالبته بمناصفة المؤتمر في نسبة التمثيل الخاصة بمؤتمر الحوار الوطني الشامل، مضيفة بأن بن عمر غادر منزل صالح بعد أن فشل للمرة الثانية خلال 24 ساعة في إقناعه بالتخلي عن هذا الموقف الرافض للمقترح الذي تقدم به بعد أن كانت جميع مكونات اللجنة التحضيرية قد فوضت بن عمر في هذه النقطة ومن بينهم ممثلو المؤتمر الشعبي العام. وأشارت المصادر إلى أن بن عمر قد أجل سفره مساء أمس وذلك ليطلع رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي على هذه التطورات ، كما أكدت المصادر أن المبعوث الأممي كثف من اتصالاته بسفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومن المتوقع أن يلتقي بهم اليوم قبل مغادرته اليمن وذلك ليضعهم في الصورة أمام هذه التطورات ويبلغهم بضرورة بلورة موقف موحد من قبل الدول الراعية للمبادرة. مصادر مقربة من المؤتمر الشعبي العام أكدت للصحيفة أن اللجنة العامة في المؤتمر واصلت اجتماعها مساء أمس بعد مغادرة جمال بن عمر، وناقش أعضاؤها هذه التطورات وحمل بعضهم الدكتورعبدالكريم الإرياني مسئولية إخراج المؤتمر من هذا الموقف كونه صاحب مقترح تفويض المبعوث الأممي من قبل لجنة الحوار، منوهة إلى أن سلطان البركاني انتقد بشدة تصرفات الدكتور الإرياني وبعض مواقف الرئيس هادي وقال إن هناك سخطاً واسعاً من الدكتور الإرياني والرئيس هادي زاعماً بأنهما المتسببان في تقديم المؤتمر لكثير من التنازلات _حد زعمه_ . وكشفت المصادر المقربة من المؤتمر للصحيفة أن سلطان البركاني الأمين العام للمؤتمر دعا إلى محاسبة الرئيس هادي والدكتور الإرياني تنظيمياً، موضحة بأن المؤتمر الشعبي العام يمر حالياً بأصعب مرحلة تتمثل استلاب إرادته وقراراته من قبل أشخاص قلة وسط شلل تام لكافة القيادات التاريخية والوطنية وتيار عريض في المؤتمر الشعبي العام. ونوهت المصادر إلى أن الهوة بين الرئيس هادي وعلي عبدالله صالح زادت اتساعاً من خلال مواقف الأخير التي يسعى من خلالها لعرقلة الحوار الوطني وعرقلة العملية الانتقالية والتسوية السياسية، خاصة وان الرئيس هادي جدد مؤخراً وأثناء زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العالم لمجلس التعاون الخليجي الدكتورعبد اللطيف الزياني، تأكيده بأن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ستنفذ حرفياً وأن اليمنيين سيسيرون إلى الحوار الوطني وأن المرحلة الثانية من العملية الانتقالية ستنجز وسيصل اليمنيون إلى انتخابات حرة ونزيهة وشفافة في العام 2014. من جانبها كثفت قيادات في أحزاب اللقاء المشترك مساء أمس اتصالاتها بسفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية مطالبة اياهم الايفاء بالتزاماتهم تجاه انجاح العملية السياسية والانتقال السلمي للسلطة وفقا للمبادرة الخليجية والألية التنفيذية وقراري مجلس الأمن وذلك من خلال تحمل المجتمع الدولي مسؤوليته تجاه الطرف الذي يعيق العملية السياسية، خاصة وأن اليمن لم تعد تحتمل مؤشرات لفشل العملية السياسية التي من شأنها أن تدفع باليمن نحو الحرب الأهلية. وطالبت تلك القيادات مجلس الأمن باتخاذ قرارات رادعة تجاه الطرف المعيق للعملية الانتقالية في جلسته التي سيعقده بعد غد الأربعاء، مشددة على أهمية أن يضطلع المجتمع الدولي بدور مسؤول في هذا التوقيت الدقيق والهام الذي تمر به العملية الانتقالية والتسوية السياسية في اليمن.