الأيام الماضية كانت عدن مسرحاً لاستعراض القوى الجماهيرية للأطراف المختلفة "المتمسكين بالوحدة وكذلك الحراك المنادي بالانفصال"، لكن هذا التباين حافظ على السكينة العامة ولم يصطدم أحد بأحد كما لم تتدخل الجهات الأمنية لمنع أي احتفائية أي فريق. العميد «ناصر صالح الطويل» أمين عام مجلس الحراك الجنوبي بمحافظة عدن تحدث ل"الأهالي" عن هذا التباين بأنه ظاهرة صحية، وعامل سياسي مشجع في المجتمع، ومن حق الناس أن يعبروا عما يعتقدون به بكل حرية، مضيفاً « لايشكل هذا التباين خطراً على أي أحد خصوصاً الحراك الذي خرج بمليونية حد تعبيره، وهم الذين يعبرون عن رأيهم، وهي ظاهرة طبيعية يجب أن نتعامل معها بإيجابية». وقال الطويل وهو الأمين العام لمجلس التنسيق الأعلى لجمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين والمدنيين «أن ما يحدث في الجنوب ليس غريباً لأن الجنوب كان لديه دولة حضارية والجنوبيين يؤمنون بتعدد الآراء وهم متمسكين بها». وعن موقف الحراك من الحوار الوطني قال ناصر الطويل بأن كيانات الحراك متعددة، لهذا تختلف المواقف: منهم من يريد التفاوض، وهناك من يرفضه، وهناك من هو قابل للحوار بشروط مسبقة، وقال: "لم يتعامل نظام صنعاء مع النقاط المقدمة من الحزب الاشتراكي اليمني أو لجنة الحوار من قبل، ومن منطلق هذا التعسف بدأت تميل القوى إلى فك الارتباط والاستقلال والتحرير، وارتفعت أصوات جنوبية لاستعادة الوطن». ويأتي رد الطويل في سياق متقارب لكلمة الرئيس هادي بمناسبة ذكرى العيد الوطني 30 نوفمبر عن الحوار الوطني والقضية الجنوبية من أن الحوار "سيمثل أول فرصة حقيقة لمناقشة وسيهيئ الفرصة التامة للتوصل للحل العادل والمنصف الذي يرضاه الجميع للقضية التي كان لها سبق الفضل في استثارة روح التغيير ورفض الجمود والبحث عن سبل للخروج من قمقم الفردية إلى آفاق الديمقراطية الحقة وإعادة العافية إلى جسد الوحدة اليمنية المثخن بالجراح». هادي بعيون الحراك وفي نظرة الحراك للرئيس هادي قال الطويل: «هادي فيه أمل كبير لإخراج البلاد من الأزمة، وبعض القيادات في الحكومة فيها أمل كبير لإنصاف الجنوب والجنوبيين». وكانت مجموعة تابعة للحراك قامت بتمزيق صورة الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي يوم الخميس في مدينة المعلا بمحافظة عدن. وهو الفعل الذي استنكره العميد ناصر النوبة -مؤسس الحراك الجنوبي السلمي الذي قال في تصريح لوسائل الإعلام إن صورة الرئيس هادي شأنها شأن صور البيض وعلي ناصر وباعوم والعطاس وآخرين وأنه يجب عدم تمزيقها حفاظاً على وحدة الصف الجنوبي. وقال الطويل: «شعب الجنوب تعرض للاحتلال من قبل نظام صالح وتعرضت ثرواته للنهب، وهويته للطمس، وهذا لا يمكن نسيانه أو السماح به، ونحن نعمل على استعادة ذلك». انسحاب أنصار باعوم من فعالية البيض انسحب المئات من أنصار القيادي في الحراك حسن باعوم وأعلنوا عدم المشاركة في فعالية كانت مقررة يوم الخميس بشارع أروى احتجاجا على قيام تيار مناوئ برفع صور نائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض بكثافة في الفعالية والجدران. وفي الفعالية التي أقيمت عصر الخميس دعا عضو الهيئة الشرعية للحراك الجنوبي الشيخ محمد مشدود إلى إقامة مهرجان المنصورة الذي أقيم يوم الجمعة بدون خطابات للقيادات وأن يكون مهرجان كرنفاليا يُذيل ببيان يلقيه أحد شباب الحراك. وفي تصريحه ل"الأهالي نت" لم يُخف ناصر الطويل وجود اختلالات في قيادات الحراك لكن هذا الاختلال "بدأ يتلاشى بعد اجتماع القاهرة بالرغم من وجود بعض القيادات التي ترفع شعارات للتسلق نحو السلطة وبعض الجهات التي تسعى للظهور والمناصب غير الموجودة وهذا خطأ بتقديري لأنه لا بد من إجماع لإعادة قضية واستعادة دولة، داعياً كافة الأطراف احترام الآخر والقبول به». تنازلات البيض ووجه العميد ناصر الطويل عبر صحيفة الأهالي لقيادات الحراك في الخارج أن يتحدوا، كما دعا نائب الرئيس اليمني علي سالم البيض للانضمام إلى رفاقه في القاهرة مضيفاً «أدعو علي سالم البيض أن يتنازل لإخوانه في القاهرة كما تنازل لعلي صالح من قبل». كما وجه رسالةً إلى رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي للعمل على تهيئة الظروف المناسبة للحوار وإعادة الطمأنينة لشعب الجنوب. واختتم الطويل تصريحه بدعوة «لإخواننا الشماليين أن يبحثوا عن حلول ترضي إخوانهم في الجنوب كما طلب منهم ألا يكونوا طرفاً في الصراع الشمالي الجنوبي لأن الصراع صراع سلطة والشعوب لاذنب لها» حد تعبيره.