إن الشرخ الكبير الذي صنعته الأحداث بعد الوحدة المباركة والتصعيد المتأزم المنبعث من التأجيج السياسي خلق توترًا وتباعدًا سياسياً واجتماعياً بين أبناء الوطن شمال وجنوب طوال تاريخها المجيد مما يهدد بتصدع النسيج الوطني والتلاحم بين أبناء الوطن الواحد.. وهذه حالة تثير مخاوف العقلاء الذين لم يجرفهم طوفان الهوس السياسي والتشبث الشديد للسلطة ولم ينسهم المصلحة العليا للبلاد.. سؤالي هنا إلى أين نحن ذاهبون وما الذي ينبغي عمله لردم الهوة الكبيرة بين أبناء الوطن. خاصة بعد الانشقاق الاجتماعي الذي غيّر طعم الحياة في جنوب اليمن وبالأخص بعد الوحدة ،الوحدة التي كانت حلم اليمنيين جميعاً حيث استطاع النظام السابق استغلال الوحدة لحسابه الخاص ومن وقف معه ، وشوّه وجهها بنظر أبنائها، وبنظر العالم المحيط حولها، والتي كان يراها الناس أنها وحدة بمثابة مرآة للتسامح والألفة والوعي والتعايش السلمي بين الشطرين الشمالي والجنوبي ولكن صدور قرار الرئيس هادي أمس في إعادة المبعدين في المجال المدني أو العسكري هي الخطوة الأولى في إعادة الحقوق لأصحابها وإعادة النسيج الاجتماعي المفقود منذ عقدين من الزمن وإعادة اللحمة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد ونأمل أن تردم الهوة الكبيرة بين أبناء الوطن ونعيد للوحدة بريقها ومكنونها التي من أجلها جاءت ومن أجلها نناضل. كما ينبغي التأكيد على أن نجاح أي حوار وطني بين أبناء الوطني يتطلب بالضرورة توافر شروط أساسية، وأولها رفض الفكر الإقصائي والتخوين وعدم الثقة في الآخر من أية جهة كانت. ثانيا - للحوار أطراف، ومنها الفاعلة ودونها لا يمكن تحقيق حوار وطني شامل وناجح. ولكي يتم الاتفاق على أطراف الحوار يستوجب استبعاد ورفض عقلية التسقيط والإقصاء والاستبعاد. وهذا يتطلب إدراك حقيقة موضوعية اجتماعية، وهي انه لا يمكن لأي طرف، مهما كبر شأنه، أو حزب سياسي، مهما كبر شأنه أو ثقله - الادعاء بتمثيل كل الوطن سواء في الجنوب أو في الشمال وعلى كل من يدعي تمثيل أبناء الجنوب من حراك أو أحزاب أن يعي حقيقة الوضع على الأرض، وحجم المخاطر التي تتهدد الوطن .