من يرى التكوين الديموغرافي لتشكيل مجتمعنا اليمني يتأكد بأن الشباب يشكل نسبة كبيرة من أجمالي تعداد السكان في الجمهورية اليمنية ولهذا يطلق عليه (مجتمع فتي) وهذا يعطي القوة لهذه الفئة التي مورس عليها التهميش لفترة طويلة من الدهر، كما ولا يخفى على أحد أن سن الشباب يعد أقوى مراحل العمر الجسدية وهو ما يميز الشباب في تحمل أعباء جسدية تكسر كاهل الكهول وبهذا حاز الشباب على كثرة العدد وقوة البدن. أضف على ذلك إن الشباب وبفضل العلم والتجارب التي مروا بها منذ نعومة أظافرهم - كون مجتمعنا فقير - يجعلهم يكتسبون خبرات مارسوها بأنفسهم من خلال أعمال ووظائف ومهن أشتغلوا بها بالإضافة إلى إكمالهم دراستهم وإطلاعهم على الثقافات والعلوم والتكنولوجيا ليصقلوا العمل بالعلم مباشرة وهذا ما أعطاهم قوة معرفية بالإضافة إلى قوتهم البدنية، وتمثلت تلك القوة المعرفية في هذا الجيل بنقطة التحول له ،فترى شباب يتتوجون بعقول حكماء. الأهم في الموضوع أن قوة معادلة شباب هذا الجيل هو النزاهة المالية والإدارية كونهم تربوا على القيم والأخلاق السليمة والفطرة الإسلامية في ظل عودة المد الديني الإسلامي بكافة مذاهبه وهذا أكسب الشباب التزاماً دينياً وأخلاقياً اكتسبوه من البيت والمجتمع. كل ما سبق جعل الشباب يملكون القوة والحكمة والنزاهة والأخلاق الفاضلة وهذا ما أوصلهم ليكونوا قوة ضاربة أسقطت رموز دكتاتورية كانت تراها الأجيال السابقة أنها رموز متجذرة كالجبال لا يستطيع أحد زحزحتها، فتم ذلك بفضل شباب صادق وواعي لا يقبل التنازل أو التهاون في بناء يمن جديد ومتطور، ومن يتوهم بأنه قادر على الضحك على دقون الشباب فهو واهم لا محال كون الشباب يملكون الحكمة اللازمة والصبر كي يسمحون بالتغيير السلس وإلا فإنهم سيواجهون أي ولادة لأي فساد يتكرر أو أي محاولة للالتفاف على مطالبهم الشرعية في يمن يسوده العدل والتنمية ،فمن يملك القوة والحكمة والنزاهة ليس كما يتصوره البعض بأن يسهل تسييره .. والأيام ستثبت لنا ولكم ذلك .. قال تعالى (( وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ )) صدق الله العظيم * أهدي هذا المقال لأرواح شهداء ثورة شباب التغيير بمناسبة الذكرى السنوية لثورة شباب التغيير اليمنية 15 يناير.