في محاولة حثيثة لاستنساخ حزب الله اللبناني بكل تفاصيله ابتداء من اهدافه وانشطته وصولا الى ادق جزئياته من حيث صنع قيادته وخطابها الاعلامي تسعى المخابرات الايرانية الى تكرار تجربة الحزب اللبناني في اليمن من خلال جماعة الحوثي الذي تدين للمرجعيات الشيعية الايرانية بالولاء والطاعة . وملثما تمكن الحرس الثوري الايراني من صناعة ذراعه العسكري والسياسي الاقوى على بوابة الشام عبر حزب الله في لبنان بعد ان تفنن في صناعة قادة المسيطرين علية منذ تأسيسه والذين يدينون لايران بالولاء اكثر من ولائهم لوطنهم الام لبنان فإنه ،يرغب الحرس الايراني - حد الشراهة- الى تكرار نفس التجربة مع اليمن بعد ان توفرت له المقومات الاساسية لذلك المشروع الطموح وهي جماعة ،تنتمي الى دولته عقائديا، وترى في نفسها افضلية على كل ابناء وطنها على اساس عنصري بغيض . فسارعت الجمهورية الاسلامية الايرانية الى استنساخ تجربة حزب الله اللبنانية في اليمن، منذ وقت مبكر،وتحديدا مطلع التسعينات ،فاستطبت اجهزتها الاستخباراتية شابا رأته مؤهلا لحمل مشروعها التوسعي في اليمن ،باستقطاب الاب الروحي المؤسس لجماعة الحوثي – حسين بدر الدين الحوثي والذي كان قد تخرج من السودان بدرجة ماجستير في العلوم الشرعية ،ودعته لزيارة طهران ،فاستجاب لها وكانت هذه نقطة تحول،وقام بتمزيق شهادة الماجستير بدعوى انه كان على الضلالة ومن هنا ،وفد الفكر الشيعي الجارودي الاثنى عشري الى اليمن وهي اللبنة الاولى في طريق ايجاد حزب الله ثاني في اليمن. غير ان تحركات حسين الحوثي وانشطته بعد عودته من ايران اثارة انتباه كل من حوله،فبدأت التحذيرات من تحركاته تملئ الافق حينها ، وابرز تلك التحركات وهو البيان الصادر من علماء الزيدية حينها والذين اعلنوا براءة المذهب الزيدي الذي كان حسين الحوثي يغطي مشروعه العقائدي الجديد تحت غطائه محذرين من كل العقائد الجارودية الذي يسوق لها الحوثي في الاوساط الزيدية . واتسعت دائرة المناهضين للفكر الحوثي الجديد وبلغت اقصاها بعد اعلان السلطة الحرب على الحوثي والعشرات من انصاره ممن شكل بهم النواة الاولى لجماعته من جبل مران وحيدان بمحافظة صعدة في العام 2004 وهي المعركة الاولى للدولة مع هذه الجماعة ، لتجدد بعدها المعارك لست جولات اخرى ،بفعل توجهات سياسية ،كانت توقف هذه المعارك مع اقراب موعد الحسم ،وتفجرها متى ارادت لاستثمار تلك الجولات لتحقيق اهداف مع بعض دول الجوار ولاسيما المملكة العربية السعودية، عبر تهديدها بجماعة الحوثي المتمركزة على حدودها الجنوبية. بعد مصرع زعيم الجماعة ومؤسسها سعت المخابرات الايرانية الى ايجاد من يخلف حسين الحوثي ورأت في شقيقه الاصغر عبدالملك الذي كان لم يكمل عقده الثاني من عمره ،خيرا خلفا لحسين الحوثي، وبدأت بالعمل معه منذ ذلك الحين محاولة الصنع منه حسن نصر الله الثاني في اليمن ومن جماعته حزب الله الثاني في اليمن وجلبت له كل ما يحتاجه من الدعم المادي والمعنوي والعسكري واللوجستي ،وزودته بالخبراء في كل المجالات حتى بدت بصمتها واضحة في كل اقواله وافعاله وتصرفاته . ومؤخرا اتضح اكثر ملامح الصناعة الايرانية لقيادة جماعة الحوثي بنفس طريقة صناعة قادة حزب الله ،واضحت كل حركات وسكنات زعيم الحوثيين تطابق الى حد كبير حركات امين عام حزب الله والذي بدأ الاول يتقمص شخصية الاخير بأدق التفاصيل في خطاباته الجماهيرية ،وحركاته اثناء ،وطريقة تعامله مع انصاره بالظهور عبر شاشات كبيرة وغيرها من التفاصيل الدقيقة . لم يكن التقليد الحوثي لنصر الله وتقليد جماعته لحزبه محصورا على الحركات وحسب بكل تعداه الى كل ما يعنيه مفهوم الاستنساخ علميا ، ولم يكن هذا التقليد ،محض صدفة وحسب ،وانما مؤشر واضح للمشروع الايراني الطموح في جزيرة العرب في اجاد نصر الله ثاني في اليمن وحزب الله ثاني في اليمن ،يحقق لها ما يحققه نصر الله وحزب الله اللبناني ،ولكن في قلب الجزيرة العربية ،وتقطع من خلاله شوطا كبيرا في مشروعها الكبير المتمثل بالخليج الفارسي. عدد من وسائل الاعلام رصدت وبالصور شكل من اشكال التقليد الحوثي وجماعته لحزب الله وامينه العام ،واظهرت صورها ، مساعي زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي في تقمص شخصية حسن نصر الله بحركاته ،وخطاباته ،وتعامله مع انصاره ..وغيرها وهو ما ارادت ايران التوصل اليه. وتعدى التقليد الحوثي لحزب الله ونصر الله ومن قبله مرجعياتهم الشيعية الايرانية في الحركات والخطابات ووصلت الى ماهو ابعد من ذلك وهو ماكشفه ضريح مؤسس الجماعة حسين الحوثي الذي بنته حديثا بعد تسلم رفاته بعد مفاوضات مع السلطة في صنعاء اذ تم بناء هذا الضريح على الطريقة الايرانية بنسبة 100% . كما بنت لطيمات او ما تسميها حسينيات محاكية للحسينيات في طهران وفي النجف في العراق في سابقة هي الاولى في اليمن الذي لم يشهد أي وجود لمثل هذه الخرافات على مر التاريخ اذ تعتبرها جميع المذاهب السائدة في اليمن بأنها عقائد باطلة،و لا وجود لها اصلا في الدين الاسلامي. Tweet