سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المحطوري يحرض الحوثيين على دماء اليمنيين وإسقاط صنعاء .. العاصمة تستعيد مشاهد طموحات صدام حسين وإنفصال البيض – نخيط السيد في ضحيان قائمة بتحريضات مفتي الإماميين
تذكرني حالة التحريض التي يقوم بها مؤيدو الحوثيين داخل صنعاء لدفعه إلى مزيد من التشدد؛ بما حدث أيام احتلال العراق للكويت، والبيض عندما كان يخطط للانفصال.. فقد سكر صدام حسين بالحشود الشعبية والبيانات المنددة باستقدام الجيوش الأجنبية، والأحاديث الصحفية عن الرعب الذي أصاب أمريكا وحلفاءها من جيشه، وحالة الضعف والانهيارات العصبية التي هم عليها مقابل القوة التي يتمتع بها الجيش العراقي الذي صار الإعلام العالمي يتحدث عنه بوصفه سادس جيش في العالم. وكانت النتيجة مأساة ما زال العراقيون والأمة تدفع ثمنها حتى الآن، وكان الإعلام هو المصيدة التي فرشت الطريق للنظام العراقي للسقوط في الحفرة! وشارك عرب كثيرون بخبث أو بسذاجة في إحكام المصيدة على صدام والجيش العراقي حتى أكملت أمريكا وحلفاؤها استعداداتهم العسكرية ثم ضربوا ضربتهم بعد أن هيئوا المسرح، وألقوا بالضحية على الأرض! ويومها شارك بعض المسؤولين اليمنيين (من قادة الحزب الاشتراكي السابقين المتصدرين الآن للحراك الانفصالي المتوددين للخليجيين للغرابة!) في عملية تحريض صدام على العناد والتمرتس على مواقفه الغريبة، وبرز من هؤلاء عضو في مجلس الرئاسة هرع إلى صدام لا ليحذره ويطلب منه الانسحاب من الكويت، ولكن ليهتف من الباب: (لبيك يا صدام!) والآخر وهو حيدر العطاس أسهم في المجهود الحربي بدعوة صدام لإزالة الحدود ما بين العراقواليمن، أي: ضم المملكة السعودية وإزالتها من الوجود كما فعل مع الكويت! وهذه الحكاية الأخيرة لم أتردد من ذكر بطلها لأن راويها هو د. محمد الرميحي (اليساري الكويتي الشهير) في كتاب عالم المعرفة عن الغزو العراقي للكويت! وكان من نماذج ذلك التحريض أن هناك جهات مثل الإيرانيين تظاهروا بالحماسة، وأعلن بعض فقهائهم الجهاد إن حدث الغزو؛ فلما حدث ذابوا في النوم، وكانوا أبرز المستفيدين من الحرب وصولا إلى احتلال الكويت، ولم يعد هناك من تفسير لفعلتهم إلا أنهم وجدوا أن الخلاص من صدام هو أمنية مشتركة لهم مع الشطيان الأكبر فنددوا بها في العلن وباركوها سرا! [2] في الحالة اليمنية بعد أربعة أعوام من الكارثة العراقيةالكويتية؛ ومع أن علي سالم البيض كان أحد المسؤولين الذين زاروا صدام لتحذيره من الحفرة التي تلوح أمامه؛ إلا أنه في الأزمة السياسية التي فجرها، مارس وزمرته الأسلوب نفسه في الاحتشاد المسلح، ووضع البلاد على حافة الهاوية، وفي التهديد والوعيد، والتلويح بالقوة (حتى كانت أزيز الطائرات تسمع كخلفية وهو يخطب في بعض اللقاءات الشعبية) إن لم تستجب لشروطه ومطالبه، وفرض انفصالا على الأرض دون إعلان! وعندما انفجرت الحرب كان مصيره لا يتناسب مع كل الطنطنة وغرور القوة التي مارسها إعلاميا وسياسيا! ويومها كان كثيرون في صنعاء يقومون معه بالدور نفسه الذي قام به الإعلام العالمي مع صدام، بالإيحاء إليه بأن القوة العسكرية التي يمتلكها والتأييد الشعبي والقبلي تسمح له بفرض شروطه! ولا شك أنه يومها وجد من يزيّن له عدم الاستجابة للوساطات والتنازل للطرف الآخر، وكذلك البقاء في عدن وعدم الرجوع إلى صنعاء، وهي مهمة تخصص فيها الثعبان الأقرع حتى الآن. فكلما حدثت مشكلة نصح قادة الحزب الاشتراكي بالرجوع إلى عدن والبقاء فيها! وغيره شخصيات وأحزاب من جميع الجهات الجغرافية سولت للبيض أن يتمترس وراء شروطه وأوهامه ليس حبا فيه ولكن لأنها ظنت أن أحلامها الخاصة صارت ممكنة التحقيق من وراء أزمة البيض! [3] اليوم في صنعاء في ذروة الأزمة التي فجرها تحالف الحوثيين مع المخلوع علي صالح، هناك سياسيون وفقهاء فتنة مثل المحطوري (أبو الفتن المذهبية) يحرضون إعلاميا لكي لا يقدم الحوثي تنازلا في مطالبه لإنهاء الأزمة القائمة التي تهدد بحرب أهلية. وسنأتي بعد قليل لتحريضات المحطوري الفجة للحوثي بالتمترس وراء مطالبه فهو رجل يقع دائما في شر نفثاته ولا يقدر على إخفاء شرورها، لكن الآخرين من السياسيين يمارسون فعل التحريض الخفي من خلال التغطية على جرائم الحوثيين وتعديهم على الآخرين، ومحاولة تسويق أعمالهم الإجرامية بوصفها ردود أفعال مشروعة، أو وضعها في منزلة واحدة مع من يرفضها ويدافع عن نفسه وعرضه وماله وبيته في مواجهة دبابات الحوثيين ومصفحاتهم، ومليشياتهم المدججة بالسلاح التي تنتقل من محافظة إلى أخرى! وإذا استبعدنا الطموح المذهبي الذي يزين للمحرضين أمثال المحطوري أن الوقت قد حان للعودة إلى قصور السعادة والشكر والبشائر؛ فإن تاريخ الطامعين والمتقاتلين في الدولة الهادوية على الإمامة ترجح أنهم يتمنون هلاك الحوثي ليخلو لهم الجو، وفي تاريخهم عشرات الأمثلة عن كيف تآمروا على بعضهم وتعاونوا مع العدو لكيلا يجلس "الصنو" على الكرسي دونهم! ولعل هذا التحريض من داخل صنعاء هو الذي يفسر جانبا من حالة "النخيط" الذي تبدو عليه زعامة الحوثيين في صعدة، فهي ترفض أو ربما تتأفف من لقاء وفود الرئيس. ولا يدخل وفد إلى الحضرة حتى يفتش ذاتيا مثل المجرمين، ويجردون حتى من هواتفهم الشخصية! وفي الأخير يعاملون كرسل الدول الضعيفة المحتقرة، ولا يظهر المولى المفدى معهم في صورة أو مجلس اكتفاء بالأعوان والمندوبين.. وفي كل حين وآخر لها شروط ومطالب.. ولم يبق إلا المطالبة بفتح متبادل لسفارتين للطرفين في صنعاء وصعدة لتسهيل المفاوضات! وقد يأتي يوم يكون حال الرئيس هادي كحال الرئيس الراحل عبد الله السلال عندما قيل له إن أمريكا اعترفت بالجمهورية فنفخ مرتاحا وهو يقول: الحمد لله.. باقي.. خولان! [ومن هذا النخيط على سبيل المثال، تمترس الحوثيين وراء مطلب ضم الجوف وحجة لإقليم آزال وكأنه ملك لهم من حقهم أن يطالبوا بتحسين ظروفه، والحق أن المطلب لم يعد واقعيا بعد المعارك الطاحنة بينهم وبين القبائل والقوى الأخرى في المحافظتين، فهذه الحروب الشرسة التي تدور تعني ثارات ودماء لن تنتهي أبدا من نفوس أصحابها، ولذلك فمن الحكمة أن ينسى الحوثيون هذه المطالب ويرضون بالحاصل وخاصة أن الذي ينتظرهم في إقليمهم من الثارات ربما يكون أسوأ مما هو متوقع من الآخرين! وفي الأخير هل من حق الحوثيين لوحدهم أن يقروا ضم محافظة أو منطقة إليهم دون الأخذ في الاعتبار موافقة الآخرين؟ وحتى لو قيل إنهم لم يوافقوا أصلا على تقسيم الأقاليم المعلن فهم ليسوا وحدهم في ذلك بل هناك من يرفض فكرة الأقاليم والفيدرالية من أصلها، لكنه يعبر عن قناعاته سلميا، ولا يدفع البلاد إلى حرب أهلية لتحقيق مطلبه! وإذا اُستُجيبت مطالب الحوثيين في التعديل فسيكون من حق الآخرين أن يطالبوا بالاستجابة لمطالبهم ولو اضطروا إلى محاصرة صنعاء والتمترس داخلها على سنة.. الحوثيين أنفسهم!]. [4] حان الآن قراءة شيء من تحريضات وفتاوى المحطوري ،داعية الفتنة المذهبية الأشهر، كأنموذج للفتنة التي اعتاد إشعالها كل فترة وحين. ففي حوار له مع صحيفة حديث المدينة (عدد 130- 31/8/ 2014) أطلق هذه الفتاوى التي ظاهرها وباطنها التحدي والتحريض على رفض أي تراجع عن المطالب الحوثية مع الإفتاء بمشروعية قتل اليمنيين المعارضين للمشروع الحوثي بوصفهم دواعش وتكفيريين ولصوص فاسدين! يقول المرتضى المحطوري: - [الزيدية قائمة على الخروج على الظالم.. والحوثية زيدية مائة بالمائة.. ونحن نؤمن بالتظاهرات والاعتصامات السلمية، لكن عندما لا يعقل الحاكم الظالم ولا يسمع فإنه يدفع الشعب لتبني خيارات أخرى!]. - [ما المانع إذا اختار الشعب السيد عبر صناديق الاقتراع فله الحق حينها في تسميته بما يشاء: إماما أو حاكما أو رئيسا!]. - [الحوثي يتبنى مطالب الشعب ولا يستطيع التراجع، وإذا لم تستجب السلطة لمطالب الشعب فإن الوضع: يا قاتل يا مقتول!]. -[أرى ألا يستعجل السيد عبد الملك في تأسيس حزب لأن الأحزاب في اليمن لم تصنع شيئا لصالح الوطن والمواطن!]. -[مشروع الحوثي مقاومة الظالم وقلع اللصوص..]. - [الأمس غير اليوم.. والسيد عبد الملك لن يخذل الجماهير التي ترى فيه نصير الضعفاء والمظلومين.. والوضع في صنعاء الآن إما الانتصار للشعب بالسلمية وإلا يا قاتل يا مقتول.. اليوم تغيرت المعادلة وأصبح أنصار الله قوة ضاربة..]. -[ أنصار الله عملوا ما لم تعمله الجيوش في العراق وسوريا وقاموا بتطهير المحافظات من الدواعش والتكفيريين فهل هذا يزعجكم؟]. - [لو تركوا التكفيريين في دماج لذبحوا المواطنين من الوريد إلى الوريد، وما قام به أنصار الله بحقهم مكسبا لأبناء صعدة ولعموم الناس..!]. -[لست موافقا على تفجير منازل الخصوم، لكن هناك مقرات ومساكن بنيت على باطل، وعندما تم تفجير منازل بيت الأحمر في عمران نزلت حاشد من فوق الحمار بمعنى (ترهبون عدو الله وعدوكم)!]. -[ الفقرات أو الفتاوى الثلاثة الأخيرة هي نفس منطق اليهود الصهاينة في قتل الفلسطينيين وتدمير المساجد والمنازل!].