نظمت أفغانيات عرضا للأزياء على ضوء الشموع في مطعم في العاصمة كابل، وكان العرض حسبما ذكرت وكالة «أسوشييتد برس» صغير الحجم ولكنه كان فكرة ضخمة لجهود مجموعة أفغانية تسعى إلى تمكين المرأة عن طريق تحطيم الحواجز في هذا المجتمع المحافظ. وقالت شهر بانو زيراك مصممة أزياء العرض إن «الموقف يزداد صعوبة يوما بعد الآخر، ولكن لا يجب أن نضعف. نحن هنا من أجل التقدم، ولذا أعتقد أنه إذا تقدمت المرأة في هذا المجال فإنهن يؤدين عملا جيدا». تجدر الإشارة إلى أن عرض الأزياء لا يزال محرما في أفغانستان بعد مرور أكثر من عقد من طرد القوات الأميركية لجماعة طالبان عام 2001، بعد أن حكموا أفغانستان لمدة خمس سنوات. وقد نظمت عرض الأزياء منظمة «شابات من أجل التغيير»، وهي منظمة أفغانية لا تسعى للربح ملتزمة بتمكين المرأة وتحسين حياتها. ومعظم العارضات العشر، من بينهم 3 شباب، اللائي قدمن 33 زيا، متطوعات. وواحدة منهن فرخندة طاهري البالغة من العمر 17 سنة لم تشاهد عرض أزياء في حياتها. وقالت إن ولدها وغيره من أفراد أسرتها كانوا يؤيدونها في المشاركة إلا أن جدتها لم تكن سعيدة. وأوضحت بعد انتهاء عرض الأزياء أن «التحدي الأكبر بالنسبة لنا هو أننا لم يكن في وسعنا القيام بمثل هذا العمل في أفغانستان ولذا كنت متحمسة لأنني شعرت أني أساهم في التغيير». وقالت إنه من المهم على الشباب الأفغاني المخاطرة من أجل التغيير حيث يبذل البلد جهدا كبيرا لتحقيق التوازن مع اقتراب انسحاب القوات الدولية في نهاية العام القادم. يذكر أن أفغانستان شهدت من قبل عدة عروض للأزياء لكن معظمها كان موجها للأجانب الذين يعيشون في أفغانستان ونادرا ما كان يحضره أفغانيات أو مشاهدون من الرجال والنساء. وقالت سلمى غول البالغة من العمر 26 سنة التي خاطت الملابس إنه «ربما لم يكن عرضا جيدا ولكنه البداية». ولم يتم توجيه الدعوة إلا لعدد محدود من الصحافيين والمراسلين الأجانب خوفا من استهداف البرنامج من المتشددين الذين ينظرون إلى مثل هذه الأنشطة على أنها مغايرة للشرع وخروج على المألوف والتقاليد القبلية. ومنظمة «شابات من أجل التغيير» اسم لتجمع عشرات الفتيات الأفغانيات المتعلمات في الخارج والداخل الأفغاني أسسن التجمع من أجل الكفاح لاسترجاع حقوق المرأة المسلوبة منها منذ عقود في بلد أنهكته الحروب الأهلية. ويهدف التجمع القائم أساسا على تبرعات أعضائه إلى مكافحة ظاهرة العنف المنزلي الذي تتعرض له المرأة الأفغانية بشكل مستمر في مناطق عدة من أفغانستان، كما ينظم تجمع فتيات التغيير تظاهرات تدعو إلى ضرورة مشاركة المرأة مشاركة حقيقية في صنع القرار السياسي والاجتماعي. وكان الهدف من إقامة مثل هذا العرض مساعدة النازحين من مناطقهم بسبب المعارك المتواصلة بين القوات الدولية والأفغانية من جهة وبين مقاتلي طالبان في معظم المناطق الجنوبية والشرقية من البلاد. ويستخدم ريع هذا العرض الذي بلغ ألف دولار شراء ملابس شتوية ووسائل التدفئة لمئات الأسر التي تسكن في خيام ممزقة في الشتاء القارس في منطقة قرغه الواقعة غرب العاصمة كابل. وأوضح المنظمون والمشاركات في الحفل، بعد أيام من عرض الأزياء، أنهم تلقوا عشرات الاتصالات من مصادر مجهولة تهددهم بالقتل والتصفية الجسدية بسبب إقامة الحفل والمشاركة فيه لأنه يخالف الشريعة الإسلامية ويروج للفساد الأخلاقي وللثقافة الغربية على حد تصريحات المشاركات اللواتي اتصلت بهن «الشرق الأوسط» في كابل، وطالبن بإخفاء هوياتهن بسبب التهديدات الأمنية المتزايدة لهن هذه الأيام.