أرسل الجيش المصري تعزيزات إلى شبه جزيرة سيناء يوم الاثنين بعد أن قال الرئيس محمد مرسي إنه لن تكون هناك محادثات مع متشددين إسلاميين خطفوا سبعة من أفراد الأمن الأسبوع الماضي. واستغل المتشددون الاسلاميون فراغا أمنيا في سيناء تكافح الدولة لملئه منذ أطاحت انتفاضة شعبية في 2011 بالرئيس حسني مبارك بعدما امضى ثلاثة عقود في السلطة. وأبرز حادث الخطف حالة التسيب الأمني في سيناء وأثار غضب قوات الأمن وزاد الضغط الداخلي على مرسي للتحرك. وأغلق بعض أفراد الأمن معبرا حدوديا مع اسرائيل وآخر مع غزة للضغط على الحكومة للمساعدة على تحرير زملائهم. ورأى شهود حاملات جند مدرعة تتحرك شرقا يوم الاثنين لتعبر قناة السويس في اتجاه شمال سيناء حيث كانت واقعة الخطف الأسبوع الماضي وحيث هاجم أيضا مسلحون معسكرا لقوات الأمن يوم الاثنين. ووصلت القوات في وقت لاحق الى العريش بشمال سيناء يصحبها قائد الجيش الثاني الميداني المصري. وقال مسؤول عسكري إن قرار إرسال قوات إضافية الى سيناء جاء بعد اجتماع بين قيادات عسكرية ومرسي الذي تعهد بألا يذعن لابتزاز الخاطفين الذين يطالبون بالإفراج عن متشددين سجنوا بسبب هجمات وقعت عام 2011. وقال عمر عامر المتحدث باسم الرئاسة "كل الخيارات مطروحة لتحرير الجنود المخطوفين." وقالت صحيفة الأهرام بموقعها على الانترنت إن الملاحة في قناة السويس توقفت لفترة قصيرة بينما كانت التعزيزات تعبر القناة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري قوله في النسخة المطبوعة "صبرنا نفد." ومع بدء تدهور الأمن في سيناء عقب الاطاحة بمبارك وافقت اسرائيل على طلبات مصرية بنشر قوات هناك أكبر مما تسمح به اتفاقية السلام الموقعة بين البلدين عام 1979 . ولم يصدر تعليق فوري من وزارة الدفاع الاسرائيلية على نشر قوات جديدة يوم الاثنين.وقال دبلوماسي غربي في القاهرة "انطباعنا ان الإسرائيليين يتوقون لأن تحسن مصر الوضع الامني في سيناء ومن المستبعد ان يعترضوا على ذلك." وبدأت قوات الامن المصرية عملية أمنية لاستعادة السيطرة على سيناء في اغسطس آب الماضي بعد هجوم قتل 16 جنديا من حرس الحدود المصري. وقال مرسي يوم الأحد إنه لا تفاوض مع "مجرمين". ويطالب الخاطفون بالإفراج عن متشددين أدينوا العام الماضي في هجمات أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص منهم ستة من أفراد الأمن عام 2011 . وظهر في شريط مصور بث على موقع يوتيوب أمس الأحد سبعة رجال معصوبي الاعين قالوا انهم الجنود المخطوفون وناشدوا مرسي الاستجابة لمطلب خاطفيهم بالإفراج عن سجناء سياسيين في سيناء في مقابل اطلاق سراحهم. وقالت صحيفة المصري اليوم المستقلة إن آباء وأصدقاء بعض الرجال الذين ظهروا في الفيديو أكدوا هوياتهم. ولم يتسن التحقق من جهة مستقلة من صحة تسجيل الفيديو الذي ظهر به الرهائن للمرة الأولى منذ خطفهم. وقال ياسر الشيمي المحلل المختص بالشؤون المصرية في المجموعة الدولية لمعالجة الازمات "فيما يتعلق بالسياسة الداخلية.. ستصب اللعنات على مرسي اذا تحرك.. واذا لم يتحرك." واضاف "اذا تفاوض فسوف يتعرض للانتقاد لتساهله مع المتشددين الاسلاميين واذا حاول تنفيذ عملية عسكرية لاطلاق سراح المخطوفين قد تتضمن خسائر بشرية فسوف يتعرض ايضا للانتقاد على نطاق واسع."