يستعد الجيش السوري الحر لإعلان "ساعة الصفر" التي ينتظر أن تنهي حكم الرئيس الأسد، بعد عملية "بركاندمشق" التي هزت عرش الرئيس بشار الأسد ونظامه وتميزت بالقيام بعمليات نوعية في عمق العاصمة السورية، أقواها على الإطلاق استهداف اجتماع لكبار القادة الأمنيين في مقر المخابرات العامة، وأعلن العقيد رياض الأسعد عبر شريط فيديو أنه يجري التحضير لإعلان ساعة الصفر، وقال "بمناسبة حلول الشهر الكريم يتقدم الجيش السوري الحر بالتهنئة لكافة السوريين، وعسى أن يكون شهر نصر مؤزر بإذن الله". وأضاف: "إعلان ساعة الصفر سيكون باسمي شخصيا وسوف أعلن هذه الساعة بما يتوافق مع الوضع الواقعي على أرض المعركة عبر قناة سوريا الشعب وسيتم بثها على القنوات الفضائية الأخرى". وحققت العملية التي استهدفت الدائرة القريبة من الرئيس بشار الأسد، وأبرزهم صهره آصف شوكت ووزير دفاعه داوود راجحة، دفعا معنويا كبيرا لعناصر الجيش السوري الحر وكل قوى المعارضة التي انتفضت ضد نظام الأسد قبل 17 شهرا. وتمكنت قوى الجيش السوري من السيطرة على عدة منافذ حدودية مع كل من تركياوالعراق. بغداد ترفض استقبال اللاجئين السوريين وإلى ذلك اسندت الحكومة العراقية مهمة بناء جدار عسكري يمتد من الموصل وحتى مدينة القائم في الانبار بطول 450 كيلومترا على طول الحدود مع سوريا الى الفرقة السابعة. فيما كشفت مصادر عراقية وثيقة الاطلاع ل الزمان عند معبر التنف الحدودي ان الحكومة العراقية تخشى من سيناريو حصول نزوح جماعي من منطقة البوكمال السورية الى داخل الاراضي العراقية اذا ما نفذ الجيش النظامي هجوما مضادا على الجيش الحر الذي يسيطر على المنطقة منذ أيام عدة. وقال علي الدباغ الناطق باسم الحكومة ان العراق يعتذر عن عدم استقبال اللاجئين السوريين وهو يختلف عن الاردنوتركيا ولبنان التي تستقبلهم. وقالت المصادر ل الزمان ان السلطات العراقية تخشى من انسحاب الجيش الحر مع النازحين السوريين الى داخل العراق وتعرضهم للقصف من المروحيات السورية مما يضع الحكومة العراقية أمام حلين الاول هو المواجهة والثاني الحرج من انتهاك سيادتها من دون رد. وحول اسباب هذا الجدار العسكري قالت المصادر ان السلطات العراقية تخشى من عبور واسع للعشائر الى داخل سوريا لنصرة الجيش الحر أو امداده بالسلاح والمعدات الطبية. لذلك منعت دخول أي عراقي الى داخل سوريا عبر معبر التنف الحدودي الوحيد الذي لا يزال مفتوحاً لاستقبال العراقيين القادمين من سوريا. فيما قال عائدون من سوريا الى العراق ان مزيدا من العراقيين قتلوا في المعارك الدائرة في دمشق، لكنها كانت عاجزة عن تحديد العدد. وقالوا هاتفياً ل الزمان ان اجراءات الحكومة العراقية للمساعدة لا تزال دون المستوى المطلوب. واضافوا في تصريحهم ل الزمان ان مكاتب النقل العراقية والسورية قد ضاعفت أجرة النقل من دمشق وحتى الحدود العراقية من مائة دولار للشخص الواحد الى 20 ألف دولار للسيارة الواحدة سعتها 6 الى 7 ركاب مما يضع عراقيل جديدة امام الانتقال من العاصمة السورية. وتستقبل السلطات العراقيين القادمين من سوريا في مخيم صغير تشارك في ادارته وزارة الهجرة والمهجرين اضافة الى الصليب الاحمر ووزارة الصحة. وقالت المصادر ان 2300 نازح عراقي عبروا اليوم معبر التنف الى العراق. ووفق عراقيين عائدين دخلوا الى العراق اليوم وقضوا ليلتهم في الصحراء فإن المروحيات التابعة للجيش النظامي كانت تواصل قصفها طوال الليل. وقالوا ان الجيش الحر بمعنويات عالية وكان يواجه المروحيات باطلاق صواريخ ضدها. وقالت المصادر في المنفذ العراقي ان الجيش الحر سيطر على جميع المخافر السورية عند الحدود البالغ عددها 13 مع الاسلحة والاختام الموجودة فيها. وقال المصدر ان بلدة القائم العراقية تحولت الى ثكنة عسكرية وان الجيش العراقي قد سيطر على منفذ حصيبة ومنح موظفيه اجازة مفتوحة. وحول التهديدات التي يتعرض لها العراقيون في دمشق البالغ عددهم 30 ألفاً قال عائدون ان التهديدات تأتي من الجانبين فالقوات الحكومية تتهمهم بدعم المعارضة والجيش الحر يتهمهم بالوقوف الى جانب النظام. وقالوا انهم يتعرضون للقصف العشوائي شأنهم شأن السوريين. واضافت المصادر ان المعارك في دمشق ازدادت حدتها بعد هجوم يوم الاربعاء الماضي وكان هناك حالات من الاستهداف المباشر ضد العراقيين. وحول الاجراءات الامنية للعائدن من سوريا قالت المصادر انها إجراءات عادية لكن ضباط الجيش العراقي من الرتب الدنيا يخشون الاعتقال ولم يعودوا الى منازلهم. وعد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالصفح عن العائدين الذين لم يتخذوا مواقف سلبية عدا المتورطين بسفك الدماء وناشد الاممالمتحدة بالتدخل العاجل بتسهيل عودة اللاجئين العراقيين بالتعاون مع السلطات السورية. من جانبه أغلق الجيش العراقي المعبر الرئيس الى سوريا بجدران خرسانية امس بعد يوم من تصريحات لمسؤولين قالوا فيها إن مقاتلي المعارضة السورية سيطروا على موقع حدودي على الجانب الآخر. وقال مصدر ان مسؤولي الجيش العراقي أغلقوا الجانب العراقي من المعبر بجدران خرسانية ضخمة امس الجمعة. وقالوا له انهم يستعدون لاحتمال تفجر القتال على الجانب السوري خلال الليل. وتحركت مجموعة من نحو 15 سوريا من بينهم شبان ونساء داخل وحول المبنى الذي اسودت معالمه. ولم يكن هناك أثر لحرس الحدود السوري أو لمقاتلي الجيش السوري الحر أو لمدنيين يحاولون العبور إلى العراق. ولم يكن هناك قتال وأمكن سماع صوت إقامة صلاة الجمعة من مسجد قريب على الجانب السوري. ووصل قائد إقليمي ونحو 40 جنديا عراقيا إلى المعبر الحدودي في ساعة مبكرة امس الجمعة لتعزيز الأمن. وقال مسؤول كبير بوزارة الداخلية العراقية هو اللواء أحمد الخفاجي إن العراق عزز القوات في النقاط الرئيسية على حدوده الصحراوية الممتدة 680 كيلومترا مع سوريا وكثف الدوريات وإنه يستعد لاستقبال القادمين إليه.