حملت الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات (هود) جماعة الحوثيين المسلحة مسؤولية ما يحدث في دماج بمحافظة صعدة باعتبارهم «سلطة الواقع» بحسب التوصيف الدولي «ويقع على عاتقهم ضمان حقوق الأقليات التي تقع تحت سيطرتهم بمن فيهم الأقلية السنية في دماج التي يرتادها طلاب العلم الشرعي من السنة في اليمن وخارجها». وتسيطر جماعة الحوثيين على محافظة صعدة وأجزاء من محافظات مجاورة. وقصف المسلحون الحوثيون بالمدفعية والصواريخ بلدة دماج التي تضم مركزاً دينياً لتعليم العلوم الشرعية السلفية أسس قبل نحو 35 عاماً. وقالت منظمة (هود) إنه «لم يعرف عن هذا المعهد بأنه قد ألحق أي أذى بالتعايش الاجتماعي السلمي في منطقة صعدة وأنه لمن المؤلم أن تكشر هذه المأساة الطائفية عن أنيابها متجاوزة كل أخلاق الإسلام بل والإنسانية من قطع للطريق واستهداف للنساء والأطفال وقصف لأماكن العبادة كما حدث اليوم من قصف لمسجد المزرعة ومنع للغذاء والدواء وحرمان للجرحى من حقهم في العلاج». ويقول السلفيون إن الحوثيين قصفوا مسجد «المزرعة» في دماج ما أدى إلى سقوط «عشرات القتلى والجرحى»، كما يتعرضون لحصار خانق يمنع دخول الغذاء والدواء، أو إخراج الجرحى للعلاج. وقالت «هود» في بيان لها «إنها تشعر بالأسى الشديد وهي تتابع أحداث منطقة دماج، التي تعبر عن احتقان طائفي خطير يكمن في جذور فتنة طائفية تقسم المجتمع إلى قسمين لا وسط بينهما بين رافضي وناصبي اعتمادا على اختلافات تاريخية عقيمة تمكنت مجتمعاتنا من التعايش معها في أغلب مراحل التاريخ». وأكدت المنظمة مسؤولية جماعة الحوثيين عن «حقوق الأقليات بما فيها أمنهم وسلامتهم وحقهم في الحياة والتعبير وحرية الفكر والمعتقد وحرية الحركة والتنقل وحرية العبادة وغيرها من الحقوق المدنية والسياسية». وقال البيان «من المؤسف أن الحركة الحوثية التي أسمت نفسها مؤخرا ب(أنصار الله) وهي اليوم الحركة الحاكمة على أراضي محافظة صعدة في ظل غياب تام للدولة بعد أن طردت منها بالقوة المسلحة وبقي بعض التشكيلات العسكرية ومسميات الدولة التي تعتبر في حكم الرهينة لدى هذه الحركة المسلحة». وأضاف ان الحوثيين يرتكبون «جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفق التوصيف الدولي بحق أقلية مذهبية محاصرة وفي وادٍ ضيق». وقالت «هود»، وهي منظمة غير حكومية، إنه «من المؤسف أن تشن هذه الحرب تحت عناوين دينية سواء باسم جهاد التكفيريين النواصب وبالمقابل ما يعلن من الأقلية المغلوبة من السنة في دماج بدعوتهم للدفاع عنهم في مواجهة الرافضة، هذه العناوين الدينية المقيتة التي نخشى في هود كمنظمة مدنية حقوقية مستقلة أن تشمل هذه الفتنة المسلحة كل ربوع الوطن الذي ليس في حاجة إلى مزيد من نزيف». وأضاف ان «المشهد اليمني الدامي يفطر القلوب ويدمي الأفئدة يتجلى المظهر الأسوأ له في الحرب الدينية على المخالفين مذهبيا في منطقة دماج، والذي لم يراع الطفل أو المرأة أو الجريح المحاصرين من قوة سلطة الواقع الحوثية "أنصار الله"». ودعت هود «سلطة الواقع في صعدة» إلى أن تتحمل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية في تأمين حقوق قاطني منطقة دماج ومعهدها كما دعت معها «سلطة الجمهورية اليمنية للقيام بمسؤوليتها في إيقاف هذه الحرب بكل الطرق الشرعية والقانونية التي تخولها لها المبادرة الخليجية ودستور الجمهورية اليمنية وقوانين الدولة والمعاهدات والاتفاقيات الدولية». ودعت أيضاً «سلطة الواقع (الحوثيين) إلى وقف القتال وضمان حقوق قاطني منطقة دماج تحت طائلة مسؤولية الملاحقة المحلية والدولية وفوق ذلك كله المسؤولية أمام الله تعالى». حسب تعبير البيان.