مفكرة الاسلام: رصدت دراسات حديثة ارتفاعًا كبيرًا في نسبة الطلاق بالسعودية خلال العام الماضي، بما معدله حالة طلاق واحدة كل نصف ساعة، أغلبها يقع خلال السنة الأولى للزواج. وتشير آخر التقارير الرسمية إلى أن نسبة الطلاق بالمملكة وصلت إلى أكثر من 35% من حالات الزواج، بزيادة عن المعدل العالمي الذين يتراوح بين 18% و22%. ففي عام عام 1431ه بلغت عدد حالات الطلاق 18765 حالة مقابل 90983 حالة الزواج في العام ذاته، بمعدل حالة كل نصف ساعة. ولفت مختصون إلى أن غالبية حالات الطلاق تقع في السنة الأولى من الزواج بنسبة تصل ل60%. وكشف لقاء جمع عددًا من المختصين العاملين في القطاع الاجتماعي من المؤسسات الاجتماعية تزايد نسب الطلاق في السعودية، مؤكدًا أنها قفزت خلال السنوات الست الماضية إلى 35%. وأكد رئيس وحدة شؤون المحافظات وأمين المجلس التعليمي في إدارة التربية والتعليم في الأحساء الدكتور أحمد البوعلي، خلال دورة تدريبية أقامتها وزارة الشؤون الاجتماعية في المنطقة الشرقية، أن "نسبة الطلاق قفزت من 19% إلى 35% خلال السنوات الست الماضية". وحسب مدير مركز التنمية الأسرية التابع لجمعية البر الخيرية في محافظة الأحساء، ووكيل كلية الشريعة والدراسات الإسلامية للشؤون التعليمية في المحافظة الدكتور خالد بن سعود الحليبي، فإن نسبة الطلاق بلغت 60% في جدة، و39% في منطقة الرياض، و18% في المنطقة الشرقية، و20% في الأحساء. وكشف أخصائي الإرشاد الأسري عبدالله السدحان عن وقوع حالة طلاق في المملكة كل نصف ساعة، مؤكدًا على ارتفاع النسبة بين الأزواج حديثي السن، الأمر الذي يؤكد حاجة الناس الماسة للإرشاد الأسري الهاتفي. وأشار إلى أن 34% ممن تواصلوا عن طريق الإرشاد الهاتفي في جدة تراجعوا عن الطلاق. نذير خطر على المجتمع: وحذر عدد من علماء الاجتماع والمختصين بالزواج من تنامي ظاهرة الطلاق في المجتمع السعودي، بعد أن بات ارتفاع معدل الطلاق هاجسًا لدى الشارع السعودي خلال السنوات الأخيرة. وأكد الأخصائي الاجتماعي محمد العتيق أن هذه الإحصاءات تنذر بالخطر، وقال ل"العربية. نت": "الإحصائية تكون دقيقة إذا ما قورنت بنسب الزواج في الوقت ذاته". وتابع: "ارتفاع نسبة الطلاق مع تراجع نسبة الزواج مؤشر خطير جدًّا ويؤدي لمشاكل اجتماعية كبيرة في المستقبل، خاصة وأن بعض الأسر المركبة لا تستطيع الصرف على بناتهم بشكل مستمر، ويتوقعون أن تلتحق ببيت زوجها". ومن جانبه، أفاد مسؤول موقع زواج على الإنترنت الشيخ خالد الهميش، أن الارتفاع خطر كبير يهدد المجتمع السعودي، معترفًا بارتفاع نسب الطلاق في الفترة الأخيرة بشكل كبير. وعلق قائلاً: "نلمس بوضوح ازدياد نسبة الطلاق في السعودية، والطلاق مؤثر سلبي على المجتمع، لأنه إذا كثر الطلاق كثرت العوانس، وكثرت التكاليف على الأسر، وفي المقابل انخفضت نسبة الزواج، وبات هناك عزوف من الشباب عن الزواج بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها، فهو من سيتكفل بكل شيء، وطالما ليس هناك وظائف ولا سكن فسيكون هناك عزوف منهم، ويصلون لسن ال35 دون أن ينجحوا في توفير تكاليف الزواج". ويعتبر الهميش أن عدم الاختيار الصحيح هو أساس المشكلة، إضافة لضعف الثقافة الزوجية لدى الشباب، وقال: "في بداية العلاقة الزوجية مرحلة الافتتان والإعجاب ولكن مع التقنية التي نعيشها حاليًا يبدأ الزوجان في تأسيس حياتهما نظريًّا قبل الدخول في الزواج الحقيقي، وعندها يفاجئان أن الواقع غير ما رسماه في ذهنيهما". وأضاف: "إذا ما طبق ولي الأمر الشرع في اختيار زوج موليته، كما أرشد الرسول، فهذا حري أن ينجح الزواج، ولكن المشكلة تكمن في عدم الاختيار الصحيح لكلا الطرفين، وعدم التوافق الفكري بين الزوجين، فهذا هو سبب ارتفاع نسبة الطلاق التي وصلت لهذا الرقم المخيف".