سكبت دموع الحزن أضناها الفراق … ومضت تهدهد صبرها أنْ لا تلاق كتمت وفي القلب المعنَّى لوعةٌ … تقتات شيئًا من أحاديث الفراق وتبعثرت أشواقها في لهفة … تبكي مرارة فقدهم والاشتياق في كل يوم تستفيق أسيرةٌ … تروي بقايا حلمها تنعي الرِّفاق وتسير في الأسواق مثقلةَ الخطى … وتئِنُّ في الخلوات تشتاق اللحاق الدمع خطَّ على الخدود مسارَه … والقلب ينبض في خشوع واحتراق كم عبرةٍ في حمص ناجت ربَّها … كم صرخةٍ في الشام تخشى الانعتاق كم في حماةَ العزِّ من شيخ أب … يٍّ قد تقدّم في ثبات وائتلاق درعا ودوما والحراك وإدلب … والرقة الشمّاء رمز الانشقاق رنكوس والشهباء صرخة ماجد … ومعرة النعمان بذل واستباق والموت في كل الأزقة شاخص … عينيه يرقب صيده يبغي البواق كشفوا له يوم اللقاء صدورهم … وتهافتوا رغبا …عناقا في عناق جيش العروبة يستبيح ديارَهم … وينشر الفوضى على قدم وساق دكّوا بيوت الآمنين بقصفهم … حتى قضوْا في فرشهم لم يبق باق نار المدافع كشّرت أنيابها … لا شيء يحميهم ففجُّ الأرض ضاق والموت في شرق البلاد وغربها … أسقوهموا سكراته مر المذاق في لجّة التصعيد قتّل شعبه … في سكرة الحقد المروع ما استفاق بالقصف والتدمير بثَّ جيوشه … غلب التتار بجرمه حتمًا وفاق أجلاهم فوق الثغور شراذما … قد ضيق الباغي على الشعب الخناق أفنى شبابا كالزهور نضارة … لا عقل يردعه ولا عطف وراق ومواكب الأبرار رتل شامخ … تتعاقب الأكفان .. للعليا تُساق قد غادروا دنيا العبيد وحلّقوا … نحو الفرادس ما توانَوْا في الصَّداق لله كم سالت دماء في شوا … رعهم مضمّخةً وكم ذَرفت مآق ساقوا ألوف الآمنين لركبهم … مستصرخين هناك مشدودي الوثاق إعلامهم حجب الحقائق كلَّها … ما كان إلا زيف قول واختلاق ورجاله فاقوا الأبالس فريةً … أشهاد زور بل أساطين النفاق هيا اعلنوها غضبةً عُمَرِيَّةً … ولْتنهضوا …هيا لساح الإنطلاق