عاد زعيم التيار الصدرى المثير للجدل مقتدى الصدر ليقيم فى مقره بمدينة النجف العراقية بعد 4 أعوام اختفى فيها إيران. وقال مصدر فى التيار، رافضاً الكشف عن اسمه، إن رجل الدين الشيعى العراقى مقتدى الصدر وصل إلى النجف برفقة عدد من كبار مساعديه، وتوجه الصدر إلى منزله فى حى الحنانة، ثم زار مرقد الإمام على، ثم احتشد المئات من أنصاره أمام منزله وفى الطرق المؤدية إليه، ترحيباً به وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذتها الشرطة. وقضى مقتدى الصدر أربعة أعوام فى إيران أكمل خلالها دراسته الفقهية فى الحوزة العلمية، بحسب مؤيديه، وذلك بعدما أعلن مستشار رئيس الوزراء نورى المالكى، أن الصدر يقوم حالياً بزيارة قصيرة إلى طهران وسيعود قريباً، ولكن القوات الأمريكية أكدت حينها أن الصدر غادر العراق فى يناير 2007. واختفى الصدر عن الأنظار منذ أواخر عام 2006، ولم يعرف مكان إقامته حتى نقل موقع "افتاب نيوز" فى نيسان 2008 عن جامعى إيرانى قوله إن الصدر موجود فى مدينة قم الإيرانية لمتابعة دروس فى الحوزة العلمية، ثم ظهر للمرة الأولى بعد ذلك خلال زيارته إلى تركيا عام 2009، وتلا ذلك زيارتين لسوريا وأخرى للبنان. وللتيار الصدرى 39 نائباً فى البرلمان العراقى المكون من 325 مقعداً، ومن المتوقع أن يزور الصدر المرجع الشيعى الأعلى فى العالم آية الله على السيستانى، وفقا لأحد مسئولى مكتبه فى النجف، كما نال التيار 7 حقائب هى الإسكان والعمل والموارد المائية، فضلاً عن وزارة الدولة للسياحة والآثار ووزارتين من دون حقيبة فى الحكومة التى تشكلت أواخر الشهر الماضى. وكان جيش المهدى الجناح العسكرى للتيار الصدرى الذى تأسس العام 2003، خاض معارك قاسية مع القوات الحكومية والأمريكية ربيع العام 2008 فى البصرة ومدينة الصدر، الضاحية الشيعية فى شرق بغداد، وفى أغسطس 2008، أمر الصدر بحل جيش المهدى. واعتبرت وزارة الدفاع الأمريكية التيار الصدرى من أكبر التهديدات التى تعيق استقرار العراق، ولا يثق الأمريكيون كثيرا بالصدر، وأبدى سفيرهم فى بغداد جيمس جيفرى اعتراضه علنا على استلام التيار الصدرى أى وزارة أمنية بعد أن طالب التيار بذلك، كما رفضت السفارة التعليق على عودته. ويتمتع الصدر، المولود مطلع السبعينات، بشعبية هائلة فى أوساط فقراء الشيعة، خاصة فى مدينة الصدر، ذات الكثافة السكانية العالية، وورث مقتدى الصدر هذه الشعبية عن والده المرجع محمد محمد صادق الصدر الذى قتله النظام السابق عام 1999 مع اثنين من أبنائه.
