اندلعت اليوم الأحد اشتباكات دامية بين حشود هائلة من المعارضين وأنصار السلطة سقط على أثرها ما لا يقل عن 250 مصاباً من الطرفين، ممن أسعفوا الى مستشفى "التقوى" والخيمة الطبية في ساحة الحرية، فيما تدخلت السلطات الأمنية لفض الاشتباكات، غير أن الأجواء ما زالت متوترة في هذه اللحظات وتشهد اشتباكات متقطعة في عدد من مناطق تعز. ويفيد مراسل "نبأ نيوز" المتواجد في مسرح الأحداث: أن حشود هائلة من العناصر المعارضة للنظام "شباب التغيير" قدرهم بالمئات توجهوا اليوم بمسيرة كبيرة نحو مبنى محافظة تعز وذلك لغرض اقتحامه والاستيلاء عليه، غير أنهم وقبل الوصول للمبنى اصطدموا بمسيرة أخرى لأنصار الحاكم، فاشتبك الطرفان بالأيدي والهراوات والحجارة. وأضاف: أن قوات مكافحة الشغب تدخلت بعد وقت قصير من اندلاع الاشتباكات، وأطلقت الرصاص الى الهواء، وكذللك القنابل المسيلة للدموع لغرض تفريق المتظاهرين، الأمر الذي سقط على أثره ما لا يقل عن (250) شخصاً، أكثرهم من الشباب، وبينهم ثلاث حالات حرجة تعرضت لاصابات بالرأس- جراء ضرب بالحجارة أو هراوة. وفيما فشلت المعارضة في اقتحام مبنى المحافظة، فإن القوات الأمنية انتشرت في مختلف مفارق الطرق، وتحاول حالياً إعادة الأوضاع إلى هدوئها.. في الوقت التي تعطلت حركة السير في معظم الطرق في مركز مدينة تعز. هذا وكان معارضو النظام فشلوا أمس في تنفيذ دعوة للعصيان المدني أطلقوها منذ يوم الجمعة، غير أنها لم تحض بأي تجاوب شعبي. وقد أحبطت القوات الأمنية قبل ظهر اليوم الأحد مخططاً لتطويق مبنى رئاسة الوزراء بالعاصمة صنعاء من قبل آلاف المتظاهرين، الذين دفعت بهم أحزاب اللقاء المشترك "المعارضة" ضمن مخطط إسقاط المحافظات والاستيلاء على المقرات والمؤسسات الحكومية. وأشار إلى أن المتظاهرين كانوا متوجهين إلى مبنى رئاسة الوزراء للتجمهر أمامه، وتطويقه وشل مداخله ومخارجه بنفس الطريقة التي تم بها تنفيذ الاستيلاء على المجمع الحكومي بالجوف، والمعسكرات وعشرات المؤسسات في محافظات الجوف ومأرب وشبوة وأبين، غير أن الأجهزة الأمنية قطعت عليهم الطريق على مقربة من مستشفى الكويت، ومنعتهم من التقدم نحو الطريق المؤدي للمبنى. خطة تطويق مبنى رئاسة الوزراء كان مقرراً لها أن تتم على مرحلتين، الأولى بالمجاميع التي أوقفتهم القوات الأمنية عند مستشفى الكويت، والثانية كانت ستليهم بعد وقت قصير بآلاف آخرين من المتظاهرين الذين كانوا سينقلون معهم الخيام والأمتعة للاستقرار بشكل دائم، إلاّ أن اللواء علي محسن الأحمر- قائد الفرقة الأولى مدرع- أصدر أوامره لقواته المنشقة المكلفة بحماية ساحة الاعتصام "ساحة التغيير" بمنع خروج هذه المجاميع. وأفاد المعتصمون: أن الضباط أخبروهم بأنهم سيتعرضون للضرب من قبل مجاميع كبيرة من أنصار الحاكم وكذلك القوات الأمنية التي تم حشدها في عدة مواقع من الطريق المؤدي إلى رئاسة الوزراء. وسينتج عن ذلك حمام من الدم بعد تصادمات عنيفه بين المواليين والمعارضيين وسيكون ضحيتها مواطنيين بسطاء من الجانبيين بينما الكبار في منازلهم .