حذرت نشرة " أخبار الساعة " من دفع اليمن إلى حرب أهلية قد تستغرق سنوات طويلة للتغلب على عواقبها الوخيمة بعد جمود " التسوية السلمية ".. داعية مختلف القوى اليمنية إلى إدراك خطورة الوضع والتوافق حول " المبادرة الخليجية " لحقن دماء اليمنيين ومنع إراقة المزيد منه. وتحت عنوان " نذر الخطر في اليمن " قالت إنه بعد تراجع فرص الحل السياسي بدأت نذر الخطر تلوح بقوة في المشهد اليمني من خلال المواجهات المسلحة التي شهدتها البلاد وتشهدها حاليا وأوقعت عشرات القتلى والجرحى مهددة بإغراق اليمن في حرب أهلية مدمرة ووضع وحدته وسلامه الاجتماعي وأمنه واستقراره في مهب الريح. ونبهت النشرة التي يصدرها " مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية ".. إلى أن الوضع المعقد في اليمن وانتشار السلاح بكثافة في أيدي المواطنين فضلا عن حدة الإنقسامات السياسية كلها عوامل تؤكد أن لا حل عسكريا للأزمة الحالية وأن اللجوء إلى السلاح وإن كان نتيجة طبيعية لحالة الجمود الذي لحق بجهود التسوية السلمية لن يؤدي إلا إلى إدخال البلاد في حلقة مفرغة من العنف والعنف المضاد الذي يستنزف الموارد الوطنية ويشيع أجواء الفوضى والاضطراب التي تتيح لبعض القوى الخارجية التدخل في الشؤون الداخلية وتهيئ الظروف المواتية لنشاط العناصر المتطرفة بما يضفي المزيد من التعقيد على المشهد اليمني. وأشارت إلى دعوة الأمين العام ل "مجلس التعاون لدول الخليج العربية " عبداللطيف بن راشد الزياني الأطراف المعنية في اليمن إلى التحلي بروح المسؤولية وضبط النفس وتغليب المصلحة الوطنية العليا لليمن فوق أي اعتبار آخر.. مؤكدا أن " المبادرة الخليجية " لا تزال تمثل فرصة سانحة أمام الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سلمي يحفظ وحدة اليمن واستقراره .. مشيرا إلى استعداده للذهاب مرة أخرى إلى صنعاء إذا كان ذلك سيؤدي إلى توقيع الرئيس اليمني المبادرة. وأوضحت أن هذا الحرص الخليجي على اليمن الذي تؤكده تصريحات أمين عام "مجلس التعاون" يحتاج إلى استجابة مقابلة من القوى اليمنية المختلفة من خلال التوافق حول " المبادرة الخليجية " لأنها الإطار الذي يمكن من خلاله حقن دماء اليمنيين ومنع إراقة المزيد منها خلال الفترة المقبلة والحيلولة دون تحول اليمن إلى ساحة للصراع الأهلي. وأكدت أن المواجهات الأخيرة في اليمن تشير إلى أن البلاد قد أصبحت بالفعل على شفا الحرب الأهلية وإذا كان " مجلس التعاون " قد سعى بكل قوة خلال الفترة الماضية وما زال يسعى لنزع فتيل الانفجار من الأزمة فإن إدراك القوى اليمنية خطورة الوضع وما يمكن أن يقود إليه من نتائج كارثية هو العامل الأساسي لإنجاح أي تحرك على طريق الحل السلمي .. منوهة بأنه بدون تعاون داخلي لا يمكن لأي جهد خارجي مهما كانت مساحة الجدية والمثابرة والإخلاص فيه أن يؤدي إلى شيء. وحذرت " أخبار الساعة " في ختام مقالها الإفتتاحي من أن أخطر ما يمكن أن تواجهه أمة من الأمم هو تورطها في صراع أهلي لأن هذا النوع من الصراعات وإن كان من السهل انفجاره فإنه يكون من الصعب السيطرة عليه كما يحتاج إلى سنوات طويلة للتغلب على نتائجه وتداعياته التي تفت في عضد المجتمع والدولة .. مؤكدة أنه على الرغم من الوضع الحالي الحرج في اليمن فإن أطراف الأزمة ما زالت قادرة على تجنيب البلاد الحرب الأهلية وما زالت دول " مجلس التعاون " تمد أيديها بالمساعدة. مل / دن / زا /.